طرابلس: قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه يعتزم الاشراف على توقيع اتفاقات بأكثر من عشرة مليارات دولار أثناء زيارة إلى ليبيا تهدف إلى اقتناص حصة من سوق تفتح أبوابها على العالم بعد سنوات من العقوبات.
ويبدأ بوتين الذي سيترك الرئاسة في السابع من مايو أيار ليصبح رئيسا لوزراء خلفه المخلص ديمتري ميدفيديف زيارة تستمر يومين إلى البلد عضو منظمة أوبك يوم الاربعاء. وهي أول زيارة لرئيس روسي منذ العام 1985.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين quot;المغزى الرئيسي للزيارة هو تعويض خسائر تكبدتها علاقاتنا الثنائية خلال العقوبات التي امتثلنا لها بصرامة على العكس من بعض المنافسين الغربيين.quot;
ودرت ثروات النفط والغاز أكثر من 40 مليار دولار في 2007 على ليبيا التي تتبارى على خطب ودها الآن شركات غربية تسعى وراء عقود من مشاريع عملاقة للبنية التحتية تهدف إلى تحديث الخدمات العامة المتداعية في ليبيا.
وكللت زيارتان إلى طرابلس في العام الماضي قام بهما رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزيارة في 2004 قام بها المستشار الالماني في ذلك الوقت جرهارد شرودر بعقود ضخمة لشركات بلدانهم.
ويستفيد الرهان الروسي مما يرى محللون أنها رغبة الزعيم الليبي معمر القذافي في موازنة الروابط السياسية والاقتصادية المتنامية مع الغرب بمصادر بديلة للدعم الدولي مثل موسكو.
ويفتح هذا نافذة محدودة للفرصة أمام روسيا التي تسعى لاحياء دورها كقوة عالمية والذي تضاءل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقال الكسندر كليمنت من مجموعة أوراسيا الاستشارية في تصريحات لرويترز quot;تؤدي روسيا دور النقيض للولايات المتحدة التي تبقى القوة الكبرى.quot;
ويسري الدفء في علاقات ليبيا مع الغرب منذ تخلت عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل في 2003 مما شجع على رفع معظم العقوبات الدولية التي كانت مفروضة لما كان الغرب يصفه بدعم القذافي للارهاب.
وقال مسؤول روسي quot;القذافي قال ذات مرة ان علاقة الحب بينه وبين الاتحاد السوفيتي لم تتحول إلى زواج ... ربما حان الوقت لتجربة زواج المصلحة.quot;
وبحسب مسؤولين روس يجري بوتين محادثات مع القذافي يومي الاربعاء والخميس ويشرف على توقيع إعلان سياسي واتفاق ضمانات استثمار.
ويبلغ حجم التبادل التجاري الروسي مع ليبيا نحو 200 مليون دولار سنويا من مليار دولار في الحقبة السوفيتية لكن شركات الطاقة ؈رسي بالفعل الاسس لتوسع أكبر.
وفي العامين الاخيرين فازت شركتا الطاقة تاتنفت وجازبروم بامتيازات للتنقيب في ليبيا التي تملك أكبر احتياطيات نفطية في افريقيا. وتتوقع جازبروم الحصول على أصول جديدة للغاز في ليبيا بفضل اتفاق مقايضة أبرم في وقت سابق هذا الشهر مع شريكتها الايطالية ايني.
ويقول مسؤولون ان من بين الاتفاقات الاخرى المطروحة تسعى شركة سترويترانسجاز الروسية وراء عقد لبناء شبكة أنابيب لنقل الغاز في الساحل الليبي على البحر المتوسط في حين توشك السكك الحديدية الروسية على إبرام اتفاق مع ليبيا لبناء سكك حديدية باستثمارات 2.7 مليون يورو.
وتتفاوض شركة تكنوستروي-اكسبورت بشأن صفقات لبناء سبع محطات كهرباء وخط كهرباء عالي الضغط.
كما تتطلع روسيا وهي مورد السلاح التقليدي إلى ليبيا لصفقات دفاعية جديدة. وقالت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء يوم الاثنين ان موسكو تأمل في بيع طرابلس نظما مضادة للطائرات ومقاتلات وطائرات هليكوبتر وسفنا حربية بقيمة 2.5 مليار يورو.
- آخر تحديث :
التعليقات