طموحات أوراسكوم والوطنية وموبيليس مرهونة بمليوني مشترك وهمي
حرب الشرائح المجهولة تنذر بغربلة سوق الاتصالات في الجزائر

كامل الشيرازي من الجزائر
يسابق متعاملو الهاتف النقال الثلاثة في الجزائر، حاليا الزمن من أجل تسوية أكبر عدد ممكن من عقود مشتركيهم، وتسعى quot;أوراسكومquot; المصرية وquot;الوطنيةquot; الكويتية وquot;الجزائرية للاتصالاتquot;، لتحديد وعاء كل واحدة منها على وجه دقيق في مرحلة ما بعد إلغاء الشرائح التي لم تحدد هويات مستعمليها بنهاية الشهر الجاري، بما سيمكّن من إبراز حقيقة سوق الاتصالات في الجزائر، بعدما ظلت المسألة رهينة حرب كلامية بين إدارات أوراسكوم والوطنية بجانب الجزائرية للاتصالات، وتشكيك إدارات كل واحدة منها في عدد مشتركي منافساتها.

وتظهر أهمية استبعاد quot; المشتركين الوهميينquot; في كونها ستمس 10 بالمئة من مجموع مشتركي قطاع الهاتف الخلوي في الجزائر، التي تتصدره quot;جازيquot; (العلامة التجارية لأوراسكوم تيليكوم) بـ14 مليون مشترك، متبوعة بـمؤسسة quot;موبيليسquot; التابعة quot;للجزائرية للاتصالاتquot;، التي تمتلك حوالي 7 ملايين مشترك، فيما تكتفي نجمة (العلامة التجارية للوطنية) بمليونين فقط، ما يجعلها متأخرة عما حققته quot;أورسكومquot; وquot;موبيليسquot;، بعد ست سنوات على فتح الجزائر لسوق الهاتف الخلوي أمام المنافسة الأجنبية.

وبموجب خطة جديدة لإعادة تنظيم قطاع الهاتف الخلوي في البلاد، قامت سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية في الجزائر، باعتبارها الجهة المشرفة على القطاع، بإخطار متعاملي الهاتف النقال الثلاثة، أنّ أمامهم 60 يوما (تنتهي في 30 أبريل/نيسان القادم) لتحديد هوية جميع زبائنهم، في إجراء يروم لوضع حد لفوضى الشرائح التي تجهل هويات أصحابها، وما واكب ذلك من تباينات وحديث عن مليوني مشترك وهمي، وأبدى مسؤول مجلس سلطة ضبط البريد و الاتصالات السلكية واللاسلكية quot;محمد بلفوضيلquot; لـquot;إيلافquot;، حرص بلاده على quot;تطهير القطاعquot;، معلّقا:quot;لم نلجأ لحد الآن إلى استعمال الخشونة بسبب المقتضيات الاقتصاديةquot;.

وخشية انتهاء الأجل المحدد وقطع خطوط الهواتف النقالة المجهولة الهوية، حث المتعاملون الثلاثة مشتركيهم على تسوية وضعياتهم في أقرب الآجال، غير أنّ الخطوة باتت غير مجدية في ظلّ الطوابير الطويلة غير المنتهية لآلاف المشتركين والمصاعب التي تلاقيها كل من أورسكوم وموبيليس والوطنية في استيعابهم قبيل انقضاء الأربعة عشر يوما القادمة.

ويبلغ إجمالي عدد مشتركي الهاتف الخلوي في الجزائر 28 مليونا، بعدما كان لا يتعدّ 86 ألف مشترك قبل ثماني سنوات، ما يجعل الجزائر الثانية عربيا بعد مصر، كما ارتفع رقم أعمال سوق الإتصالات الجزائرية إلى مستوى 5 مليارات دولار وهو ما يمثل 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للجزائر، وتشغّل أوراسكوم لوحدها نحو 35 ألف موظف، وتتوفر على أكبر محول مكالمات بمسافة 23 ألف كيلومتر إضافة إلى 6500 هوائي استقبال، كما يتّم تسجيل 150 ألف مكالمة يوميا، إضافة إلى 21 مليونا كعملية تعبئة شهريا، مع الإشارة إنّ رقم أعمال المجموعة المصرية صار بنحو 1.8 مليار دولار.

وكانت وزارة البريد وتكنولوجيات الإتصال الجزائرية، أعلنت قبل شهر، إنّ معدل الكثافة الهاتفية بالجزائر بلغ 73 بالمائة، ما يرشح الجزائر لاستباق الأفارقة في ميدان الاتصالات الهاتفية، علما إنّها تتواجد بين ثلاثة بلدان إفريقية في صدارة القارة السمراء رغم شساعة مساحتها الجغرافية، علما أنّ عدد المشتركين في الهاتف بالجزائر، صار بحدود 27.53 مليون مشترك، بنسبة تغطية بلغت 81.5 بالمائة، وهو ما يعد معطى هام مقارنة مع دول الجوار.

وقالت بيانات رسمية حديثة، إنّ الاستثمارات المباشرة الأجنبية في ميدان الاتصالات بلغت أكثـر من خمس مليارات دولار، ما يضع الجزائر ضمن الدول التي اكتسبت دراية وإمكانات كفيلة بفتح السوق بصورة أكبر على المنافسة، وقد توقعت مجموعة المرشدين العرب توقعت مؤخرا، أن تتجاوز عوائد الاتصالات الخلوية والثابتة في الجزائر تتجاوز 4.7 بليون دولار في 2011، مقارنة بحوالي 4.1 بليون دولار العام الماضي، واعتبرت إنّ خصخصة شركة اتصالات الجزائر الحكومية المتوقع في 2008 سيساهم في زيادة الاستثمار والعوائد في واحدة من أكبر أسواق الاتصالات العربية.