نجلاء عبد ربه من غزة : أكد وزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية المقالة الدكتور محمد رمضان أن العمال الفلسطينيين هم quot;طليعة الصامدين على أرض فلسطين وأصبرهم على المعاناة في ظل مواصلة بناء الجدار بالضفة الغربية وتفاقم معاناة الحصار على قطاع غزةquot;. وقال الأغا في بيان لوزارته بمناسبة يوم العمال العالمي quot;في الوقت الذي تحتفلون فيه بيومكم التاريخي، فإن لكم زملاء يجب ألا تنسوهم يكابدون مرارة الاحتلال، ويتجرعون علقم البطالة والتجويع والحصارquot;.

وبين الأغا quot;أن 900 ألف عامل في الضفة وغزة، معظمهم عاطلون عن العمل بنسبة 55في المئة في كافة القطاعات الحيوية، فيما بلغ عدد العمال المزارعين العاطلين عن العمل في قطاع غزة 45 ألف مزارع يعيلون قرابة 250 ألف نسمة من أسرهم، قد حرمهم الاحتلال الإسرائيلي بحصاره وممارساته مصدر رزقهم الوحيدquot;، موضحاً أن العمال الذين يعملون في المنشآت والمصانع القائمة على المنتجات الزراعية وعلى الآلات والمحركات الزراعية ووسائط النقل وورش التصنيع والصيانة والمستلزمات الزراعية توقفوا عن عملهم بشكل كامل نتيجة شح الوقود وإغلاق المعابر، منوهاً أن التبادل التجاري بالسلع والمنتجات الزراعية توقف بين محافظات الوطن الجنوبية والشمالية وداخل الخط الأخضر والعالم العربي والعالم الخارجي، مما شكل ضربة قوية للاقتصاد الفلسطيني والذي كانت تساهم فيه الزراعة بما لا يقل عن 15في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

واعتبر الأغا أن الممارسات الإسرائيلية بحق المزارعين الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية فاقت كل التصورات، لافتاً إلى أن جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية التي أقامته إسرائيلي في العام 2002م، فاقم من معاناة المزارعين وخلق جيشاً من البطالة في صفوفهم بعد أن حرمهم من الوصول إلى أراضيهم لفلاحتها وقطف محصولهم.

ونددت وزرة الزراعة بمواصلة الاحتلال الإسرائيلي استهداف المزارعين داخل أراضيهم وقتلهم، قائلاًquot; إنه لا يخلو يوم إلا وتقوم قوات الاحتلال بإطلاق النار على المزارعين وقتلهم على مرأى ومسمع من كل العالمquot;. وأكد أنه في الشهر الأخير قتل الاحتلال خمسة مزارعين، بالإضافة إلى عائلة كاملة تم إبادتها الأسبوع الماضي بعد قتل زوجة مزارع مع أربعة من أطفالها في شمال قطاع غزة.

وكانت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي توغلت منذ صباح الأمس شرقي محافظة خان يونس، وباشرت بتجريف عشرات الدونمات الزراعية وسط إطلاق نار كثيف. وقال شهود عيان لـ إيلاف أن أكثر من عشر الآليات العسكرية الإسرائيلية تصاحبها ثلاثة جرافات توغلت في منطقة الفراحين، شرقي محافظة خان يونس أقصى جنوب قطاع غزة، وسط إطلاق نار كثيف، مما أدي إلى إصابة أربعة مواطنين حتى اللحظة.

وأشارت وزارة الزراعة في بيانها إلى أن الحكومة الفلسطينية المقالة تضع على سلم أولوياتها قضية العمال الفلسطينيين، فيما تعمل كل ما بوسعها للتخفيف من معاناتهم من خلال تشغيل أكبر عدد ممكن من العمال من خلال برنامج التشغيل المؤقت وتقديم المساعدات المادية والعينية لهم. واعتبر الوزير الأغا quot;أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن معاناة العمال الفلسطينيين، في ظل انتهاكه لكافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية التي تكفل لهم الحق في العملquot;، داعياً الجهات الدولية والمؤسسات المانحة بدعم العمال الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم.



ويعيش العمال الفلسطينيون في يومهم العالمي أسوء معاناة عرفوها في العصر الحديث. وكان إسرائيل قد منعت أكثر من 120 ألف عامل منذ بداية إنتفاضة الأقصى في العام 2000م، من دخول المدن الإسرائيلية للعمل هناك. ويعتمد قطاع العمال الفلسطينيين على المدن الإسرائيلية منذ إحتلالها لباقي الأراضي الفلسطينية في العام 1967م. وقال رياض مصطفى، وهو احد العمال الذين توقفوا عن العمل منذ أكثر من 7 أعوام، انه بالكاد يستطيع توفير لقمة العيش لأطفالة الخمسة. وأشار إلى أن قطاع غزة لا يوجد بع عمل، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي الحكم عليه.

ولم يتبق للمواطن إبراهيم العثامنة حسبما قال، غير التسول أمام المساجد ومفترقات الطرق. وأضاف quot;لم يدخل جيبي أي مبلغ من المال منذ حوالي سبعة شهور، فكل ما أستطيع توفيره هو quot;كابونةquot; من أحد الجمعيات بعد أشهر من المراجعة داخل الجمعيةquot;. وفي الاونة الأخيرة إعتمد العمال الفلسطينيين في حياتهم من خلال الجمعيات الخيرية المختلفة، خاصة وان في ظل دعم الجمعيات العربية للمواطنين الفلسطينيين من خلال الجمعيات الفلسطينية المختلفة.