نيودلهي: اثارت ملحوظة ادلى بها الرئيس الاميركي جورج بوش قائلا إن الهند مسؤولة جزئيا عن ارتفاع أسعار الغذاء في العالم عاصفة قومية عبر الساحة السياسية حيث وصفها وزير الدفاع بأنها quot;دعابة قاسية.quot;

وهدد حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي وهو حزب المعارضة الرئيس في الهند يوم الاثنين بفرض مناقشة برلمانية حول تصريحات بوش بأن الطبقة الوسطى التي يتحسن وضعها في الهند تساعد في دفع الاسعار الى الارتفاع.

ويلقي هذا الغضب السياسي الضوء على كيف يمكن بسرعة ان يطل الشعور القومي المعادي للولايات المتحدة الكامن في الهند برأسه على الرغم من سنوات التقارب الدبلوماسي. كما يبين ايضا كيف اصبح ارتفاع اسعار الغذاء قضية انتخابية كبرى في الهند.

وقال وزير الدفاع أ. ك.انتوني لوسائل اعلام محلية يوم الاحد quot; السياسات الاميركية مسؤولة ايضا عن نقص حبوب الغذاءquot; قائلا ان التشجيع الرسمي لإنتاج الوقود الحيوي في الولايات المتحدة تسبب في نقص الغذاء.

واضاف ان ملاحظة بوش كانت quot;دعابة قاسيةquot;.

وقال وزير الدولة للتجارة جيرام راميش quot;من غير المعروف اطلاقا عن بوش انه على علم بالاقتصاد.quot;

وقل quot;لقد اثبت مرة اخرى كيف جانبه الصواب تماما. وقوله ان الطلب على الغذاء في الهند يتسبب في ارتفاع أسعار السلع في العالم هو امر خاطئ تماما.quot;

وكان النمو الاقتصادي السريع وتحسن الرواتب المدفوع باصلاحات ليبرالية استمرت على مدى 20 عاما تقريبا جعل من الاقتصاد الهندي ثالث اكبر اقتصاد في اسيا وغذى الطلب على المنتجات الزراعية في الوقت الذي اصيب فيه الانتاج بالركود.

واستوردت الهند القمح في العامين الماضيين وزادت وارداتها من زيوت الطعام لمواجهة زيادة الطلب من جانب المستهلكين وتغير عادات التغذية. ومنعت الهند ايضا تصدير الارز ما عدا البسمتي لضمان توفره محليا.

وفي الوقت نفسه ادى تناقص المخزون العالمي من السلع الرئيسة مثل القمح والارز وكذا الطلب في اسيا وتفويض الحكومات بانتاج محاصيل من اجل الوقود الى زيادة الضغوط على قدرة العالم على إطعام نفسه.

وقال بوش يوم الجمعة وهو يمتدح الازدهار المتزايد في الدول النامية quot;هناك 350 مليون شخص في الهند مصنفون من الطبقة الوسطى.quot;

وقال بوش وفقا لنص مكتوب من البيت الابيض quot;هذا اكثر مما في اميركا وعندما تبدأ في الثراء فإنك تبدأ في طلب تغذية افضل وطعام افضل. وهكذا فان الطلب ارتفع وهذا يسبب ارتفاع الاسعار.quot;

وكانت الهند حليفا للاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. ومؤخرا فقط مالت هذه القوة الاسيوية المتنامية نحو واشنطن وهي خطوة اثارت في احيان كثيرة معارضة الاحزاب اليسارية ذات النفوذ التي تساند الحكومة.

ويشعر الائتلاف الذي يقوده حزب المؤتمر بالقلق من ان التضخم وهو عند اعلى معدلاته خلال ثلاث سنوات اي اكثر من سبع في المئة قد يضيع فرص فوزه في الانتخابات العامة المقررة في اوائل عام 2009.

وجعل القوميون الهندوس والمعارضة اليسارية تضخم اسعار الغذاء في مقدمة برامجهم الانتخابية الرئيسة.

وقفزت المعارضة بسرعة لتهاجم صمت رئيس الوزراء مانموهان سينغ ازاء تصريحات بوش. وقال نائب رئيس حزب بهاراتيا جاناتا مختار عباس نقفي quot; امامه ايام قليلة باقية له في السلطة وعلى الاقل يمكنه الان ان يتصدى لحماية شرف وكرامة بلاده.quot;

وقال quot;الهند لن تقبل مثل هذا التدخل. وينبغي على الحكومة ان تأخذ تصريحات الرئيس الاميركي على محمل الجد وتصدر ردا قويا عليها.quot;

ونقلت وكالة انباء برس تراست اوف انديا عن رئيس وزراء ولاية البنغال الغربية بوداديب باتاشارجي وهو احد الزعماء اليساريين الهنود قوله ان بوش quot;اصبح معتوها لان سقوطه بات قريبا.quot;

لكن هناك شيئا مهما فشل في اثارة النقاش في الهند وهو تقدير بوش للطبقة المتوسطة في البلاد بنحو 350 مليون هندي على الرغم من ان الرقم يعارضه الكثير من الخبراء.

وكانت دراسة لمعهد ماكينزي العالمي في العام الماضي قد قدرت عدد افراد الطبقة الوسطى في الهند بنحو 50 مليونا فقط من بين تعداد شامل للسكان يصل الى 1.1 مليار نسمة.