لندن: قامت المملكة العربية السعودية الخميس ببادرة حسن نية قبيل الاجتماع الذي ستستضيفه الاحد في جدة عبر الاعلان عن زيادة انتاجها النفطي بمعدل 200 الف برميل يوميا وذلك في بيان نشر على الموقع الالكتروني لسفارة المملكة في لندن.

وهذا التأكيد الرسمي هو الاول من جانب السعودية حول الزيادة التي كان اعلنها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد الفائت اثر زيارة للمملكة.

وجاء في بيان السفارة المؤرخ بتاريخ 19 حزيران/يونيو والذي على ما يبدو نشر قبل اوانه ان quot;المملكة العربية السعودية اعلنت مؤخرا عن مشروع لرفع انتاجها النفطي بمعدل مئتي الف برميل يوميا. وعلى الاثر واصلت اسعار النفط هبوطها امس (الاربعاء) مقارنة بالاسعار القياسية التي لامست 140 دولارا للبرميلquot; قبل ايام قليلة.

وعمد الموقع الالكتروني للسفارة الى سحب هذا البيان لاحقا ما يدعو الى الاعتقاد انه لم يكن مقررا نشره الخميس. وحتى صدور هذا البيان التزمت السعودية الصمت ازاء هذا الموضوع.

وتكثفت التكهنات خلال الايام القليلة الماضية حول نسبة هذه الزيادة في انتظار صدور تأكيد لها من الرياض. وقدرت بعض المصادر ان يصل حجم هذه الزيادة الى 500 الف برميل يوميا.

ومن شأن هذه الزيادة ان ترفع انتاج السعودية من تسعة ملايين و450 الف برميل يوميا الى تسعة ملايين و650 الفا.

وبذلك تكون السعودية قد رفعت انتاجها في غضون شهرين فقط بمعدل نصف مليون برميل يوميا. ففي ايار/مايو اعلنت الرياض رفع انتاجها النفطي بمعدل 300 الف برميل يوميا اثر زيارة للرئيس الاميركي جورج بوش الى السعودية.

ويأتي هذا القرار مع اقتراب موعد اجتماع في جدة دعا اليه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وسيضم ممثلين عن الدول المنتجة والمستهلكة للنفط والشركات النفطية الكبرى ويهدف الى quot;بحث ارتفاع الاسعار واسبابه وسبل مواجهتهquot;.

وخصص بيان السفارة السعودية في لندن لتنظيم هذا المؤتمر. واوضح البيان ان هذا المؤتمر سيجمع quot;38 بلدا 4 منظمات دولية و30 شركة نفطيةquot;.

وهذا الخطأ في نشر البيان قبل اوانه والذي على ما يبدو كان مقررا ان ينشر الاحد لحظة افتتاح اجتماع جدة هو الخطأ الاعلامي الثاني في المجال النفطي الذي ترتكبه السعودية في غضون بضعة اشهر.

ففي تشرين الثاني/نوفمبر الفائت بث التلفزيون السعودي عن طريق الخطأ وقائع اجتماع لوزراء المالية والنفط والخارجية عقد على هامش القمة الرئاسية لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في الرياض.

واماط هذا البث عن طريق الخطأ يومها اللثام عن الانقسامات داخل اوبك ولا سيما في موضوع الابقاء على الدولار كعملة وحيدة لتحديد اسعار النفط.