من خلال نتائج الاستفتاء الأسبوعي:
قراء إيلاف يرون أن ارتفاع أسعار النفط أثّر على نمط حياتهم

خالد الزومان من الرياض: كشف إستطلاع أجرته quot;إيـــلافquot; على عينة عشوائية تتكون من 5042 صوت أن 86 في المئة، من المشاركين يرون أن ارتفاع أسعار الوقود أثر على نمط حياتهم بالفعل، فيما رأى 10 في المئة أن لا تأثير مباشر لارتفاع أسعار الوقود على أنماط الحياة اليومية، وأوضح 4 في المئة أنهم لا يستطيعون بالفعل التأكد من أن ارتفاع أثر على أنماط حياتهم. يأتي ذلك في الوقت الذي انتهى فيه النصف الأول من العمر الافتراضي للنفط بمرور مئة وخمسين عامًا شهد العالم فيه نهضة صناعية وتجارية وزراعية وبروز اقتصاديات عملاقة ساهمت في زيادة عدد السكان على الكرة الأرضية إلى ستة أضعاف خلال تلك الحقبة، ويرى خبراء أن المرحلة القادمة ستكون حقبة هبوط وزوال بهجة الانطلاق النفطي وسينحصر تألقه ويختفي بريقه تدريجيًا، وبالتالي ستقل قيمة الأسواق المالية المعتمدة عليه وحجمها مما يؤدي إلى أن يخف دور الدول النفطية ويتراجع على الساحة العالمية.

ولكن هذه الحقبة انتقالية حيث تشير بيانات دولية ان التطور الكامل على الكرة الأرضية ما زال مجهولاً، حيث لا يقدر احد أن يتخيل العالم بعد عشرين عامًا كيف سيكون في ظل السرعة العالية للتطور التقني، مع تحول الاقتصاد العالمي إلى quot;اقتصاد النفط quot; حيث يتم حرق واستهلاك سبعمئة ألف برميل نفط كل عشر دقائق في العالم الصناعي المتقدم. وهو ما يعادل أربع أضعاف ما يتم اكتشافه من أبار للنفط على مستوى العالم لتعويض ما استخدم.

ويربط المراقبين الأحداث الآنية بعوامل التغير المناخي التي أثرت أيضاً بشكل كبير على إستهلاك الطاقة بالإضافة إلى الدراسات المتعلقة ببدائل الطاقة والتي تستهلك الكثير من النفط، ما يجعلهم يؤيدون فكرة الصدمة القادمة عالميًا في غياب النفط، حيث ما يراه ويتعايش معه العالم المتقدم باعتباره شيئًا عاديًا في حياته لن يكون كذلك في السنوات القادمة.

ويقول رئيس القسم الإقتصادي في صحيفة اليوم السعودية محمد السهلي لـquot;إيــلافquot; إن العالم بدأ يستجيب للأحدث النفطية الحالية والمستقبلية المرتبطة بضعف العرض أمام الطلب العالمي المتزايد، مشيراً إلى أن إرتفاع النفط ساهم في رفع تكاليف عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، ومن أبرزها قطاع النقل الذي انعكس على أسعار البضائع والمواد الغذائية، مشدداً على أن أبحاث الطاقة الحيوية ستتسبب في نقص المعروض من الغذاء وهو ما ينعكس على حياة البشرية في المستقبل القريب.

واعتبر وزير الزراعة السعودي فهد بالغنيم في وقت سابق أن أزمة الغذاء التي يشهدها عدد من دول العالم ناتجة عن مشاكل مناخية و تزايد الأسعار، داعيا دول العالم لإيجاد حلول عاجلة لها.
و أعلن برنامج الأغذية العالمي تخصيص مبلغ إضافي بقيمة 1.2 مليار دولار للمساعدة على مكافحة الأزمة الغذائية. وأعلن البنك الدولي زيادة جهوده في هذا القطاع في عام 2009 بنسبة 50% إلى ستة مليارات دولار. كما أعلنت الفاو عن إطلاق مبادرة عاجلة بقيمة 17 مليون دولار لمكافحة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.

وفي عام 2004 كان الطلب العالمي اليومي اقل بمئة مليون برميل من الضخ اليومي للآبار حول العالم و كان ذلك مؤشر جيد إلا أن الدراسات و الأبحاث أفادت بأن الآبار تفقد سنويًا ما نسبته 2 في المئة إلى 3 في المئة من قيمة قوة الضخ للأعلى، وأظهرت الدراسات العلمية التزايد في استهلاك النفط حيث ارتفع معدل الاستهلاك من 25 مليار برميل عام 2000الى 30 مليار برميل عام 2004.

وخلال السنوات الاخيرة، شهدت اسعار النفط في السوق الدولي ارتفاعًا كبيرًا، مما جعل بعض الدول الشرق الاوسطية الغنية بموارد النفط تحصل على مبلغ كبير من الايرادان من الدولارات الاميركية. ولكن، في الوقت الذي تؤتى فيه اسعار النفط المرتفعة الثروات تخلق مسألة صعود التضخم المالى الخاطف ايضا، الامر الذى يؤتى الضغط الى سير الاقتصاد الكلى وحياة الشعب اليومية في الدول الشرق الاوسطية ولأجل تقليل تأثير ارتفاع اسعار المواد في الحياة اليومية لعامة الناس، اتخذت بعض الدول فى الشرق الاوسط اجراءات تتعلق بزيادة الرواتب او توزيع علاوات الاغذية.