يجد صعوبة في بيع موجودات له لتغطية خسائره
شكوك حول قدرة ليمان على البقاء وانباء عن مساع لبيع الشركة
نيويورك: عرض البنك الاستثماري ليمان براذرز نفسه للبيع في حين ثارت شكوك حول قدرة البنك على البقاء إذ يجد البنك صعوبة في بيع موجودات له لتغطية خسائره من استثمارات خطرة في العقارات الامر الذي هوى بسهمه نحو 42 بالمئة.
وكثف الرئيس التنفيذي للبنك ديك فولد جهوده لبيع الشركة كلها بدلا من حصة من أعمالها وذلك حسبما افادت به مصادر مطلعة على الوضع في الشركة يوم الخميس. وقيل ان بنك اوف أمريكا احد الخاطبين المحتملين مثلما اوردته صحيفة وول ستريت جورنال. ورفض بنك اوف أميركا التعقيب.
وفشلت خطة البنك لجمع المال المطلوب بشدة والتي عرضها الرئيس التنفيذي للبنك فولد يوم الاربعاء في تبديد مخاوف المستثمرين. وفي التعاملات يوم الخميس هبط سهم البنك عند الاغلاق 3.03 دولار او 42 في المئة الى 4.22 دولار لكنه كان قد هبط اثناء التعاملات الى مستوى 3.88 دولار.
وأذكى المد المطرد من الانباء المتشائمة وندرة التفاصيل المقدمة من الشركة المخاوف ان ينقل بعض عملاء ليمان وشركائه التجاريين تعاملاتهم الى شركات أكثر استقرارا.
وبعد مرور ستة أشهر فحسب على انهيار البنك الاستثماري بير شتيرنز تقلصت الثقة في نموذج الاعمال في وول ستريت.
وقالت روز جرانت من شركة ايسترن انفستمنت ادفيزورز الاستشارية في بوسطن quot;في حين يحاولون تهدئة الناس والمستثمرين فان المستثمرين لم يحصلوا بعد على اي من الاجابات التي يريدونها.quot; وأضافت quot;هناك افتقار كامل للثقة.quot;
وخسر السهم أكثر من ثلاثة ارباع قيمته منذ يوم الاثنين وأكثر من 92 بالمئة من قيمته بالمقارنة بأعلى مستوياته في 52 اسبوعا عند 67.73 دولار في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وجاءت الازمة في يوم صعب على ليمان براذرز وهو الذكرى السنوية السابعة لهجمات 11 من سبتمبر أيلول على نيويورك التي تضرر فيها بشدة مقره الواقع أمام برج التجارة العالمي.
وقالت مصادر مطلعة انه خلافا لما تردد من تكهنات في السوق فان جولدمان ساكس جروب لا يسعى الى الاستحواذ على ليمان براذرز هولدنجز وهو ما يوضح المخاوف ان يكون دمج البنكين الاستثماريين ايذانا بمزيد من المتاعب.
ورفض جولدمان التعقيب متذرعا بسياسة الشركة فيما يتعلق بالتكهنات التي تثور في السوق. ورفض ليمان ايضا التعقيب.
وانخفضت اسهم بنوك اخرى بحدة في الاسبوع الماضي وظلت تجاهد يوم الخميس. فهبط سهم شركة الاستثمار ميريل لينش 13 بالمئة الى 20.34 دولار وشركة التأمين ايه.اي.جي 14 بالمئة الى 15.08 دولار وواشنطن ميوتشوال 10 بالمئة الى 2.08 دولار.
لكن ليمان الذي أسسه ثلاثة مهاجرين المان يتاجرون بالقطن عام 1850 اجتذب الاهتمام الاكبر يوم الخميس.
وأعلن ليمان خسائر ربع سنوية قياسية بلغت 3.9 مليار دولار يوم الاربعاء وقال انه سيتخلص من بعض موجوداته ويبيع حصة في وحدته لادارة الاصول.
وأثارت الانباء السيئة المخاوف من أن بعض عملاء البنك وشركائه قد يسحبون أموالهم الى شركات أكثر استقرارا. وقال وليان لفكوفيتس المحلل بشركة سمسرة في نيويورك quot;رغم أن العديد من المستثمرين كانوا يعتقدون ان ذلك يمكن تجنبه إلا أن عملاء ليمان براذرز أصبحوا أكثر توترا في تعاملاتهم... واذا استمرت هذه المخاوف في التصاعد فسيؤدي ذلك الى فناء البنك.quot;
ويوم الخميس وسعت مجموعة من المحللين من بنوك منها جيه.بي.مورجان ووتشافيا وجولدمان ساكس وسيتي جروب تقديراتها للخسائر وخفضت المستوى المستهدف لسهم ليمان براذرز.
وقال ارثر هوجان المحلل في جيفري اند كو في بوسطن quot;كنا نعتقد ان الحصول على انباء من ليمان سيبدد الظلام لكن ذلك لم يحدث. بل تركنا ذلك أمام شركة عرجاء قد تنجو وقد لا تنجو.quot;
وشطب البنك موجودات بمليارات الدولارات خلال العام الماضي أغلبها اوراق مالية معقدة تتعلق بالرهون العقارية. وفي الاشهر القليلة الماضية كان البنك يصارع شائعات عن عملاء تخلفوا عن السداد واحاديث عن عمليات استحواذ بأسعار منخفضة.
ونجاة ليمان براذرز معلقة على نجاح بيع حصة 55 بالمئة من وحدة نيوبرجر بيرمان لادارة الاصول التابعة له. لكن يشك البعض في اتمام الصفقة.
وقال هوجان quot;لسنا على ثقة ان مزاد بيع حصة 55 بالمئة في وحدة ادارة الاصول سينجح لان من سيفوزون في المزاد يجب ان يكون لديهم المال لدفع ثمنها.quot;
وادى تصاعد المشكلات في ليمان الى أثارة الشكوك بشأن رئيس التنفيذي فولد وخطته لانقاذ البنك.
وقال وليام سميث رئيس شركة سميث لادارة الاصول في نيويورك quot;هناك فقد للثقة في الادارة. يتعين عليهم البدء بعمل شيء بدلا من القول بانهم سيفعلون شيئا.quot; وأضاف quot;يذهلني كيف ان فولد ترك الامر يصل الى ذلك فقد كان تنفيذيا رائعا على مدى 30 عاما.quot;
واكتسب فولد سمعة انه رائد خبير في مجاله منذ أن عمل متعاملا في البنك قبل 30 عاما. فتحمل صراعات داخلية أدت الى بيع البنك الى شيرسون/امريكان اكسبريس عام 1984 وأدار البنك عندما كان مقوما بأقل من قيمته في عام 1994.
وكان فولد يعتبر من أكفأ المديرين التنفيذيين في وول ستريت وأعلاهم أجرا.
التعليقات