تحتاج إلى المزيد من الإصلاحات وإنشاء مناطق حرة
السعودية تتصدر دول غرب آسيا في جذب الاستثمارات

ثامر السماري من الرياض
تقدمت المملكة على تركيا في جذبها للاستثمار الأجنبي المُباشر، لتصبح بذلك أكبر البلدان المُتلقية للاستثمار في منطقة غرب آسيا في عام 2007، تليها تركيا ثم الإمارات.

جاء ذلك في التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، الشهيرة بـ (أونكتاد)، quot;الاستثمار العالمي لعام 2008quot;، الذي سيصدر غداً.

وأوضح أمين عام الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية السعودية عدنان النعيم لـ quot;إيــلافquot; أن quot;الطفرة الثانيةquot; التي تعيشها المملكة، خصصت خلالها الحكومة السعودية معظم إيراداتها الكبر بفضل ارتفاع أسعار النفط على الإنفاق في البنية التحتية.

وتابع بأن العاهل السعودي قاد عملية الإصلاح الاقتصادي من خلال تعزيز علاقات الشراكة التجارية مع كثير من الدول الهامة، بالإضافة إلى الانفتاح مع الدول الشرق الآسيوية والشرق أوروبية وتعزيز فكرة الاستثمار المتبادل مع الدول الصديقة.

وأضاف بأن وجود هيئة الاستثمار وتطبيقها لمبدأ 10*10 لجذب الاستثمارات الأجنبية ساهمت في رفع الجذب من خلال علاقاتها وتواصلها الدولي بالتعاون مع الممثليات التجارية بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية ودور رجال الإعمال الذين لعبت مصداقيتهم وتمتعهم بشخصية جاذبة إلى تكوين العديد من مفاهيم شراكة مشتركة في السوق السعودي، مشيراً إلى أن السعودية تمتلك من المزايا النسبية ما يؤهلها لتحقيق تلك المراكز العالمية.

وقال النعيم إن من المهم في الفترة المقبلة إنهاء الفساد الإداري ذو النسبة المتدنية، وإغلاق ملف البيروقراطية وإصلاح النظام القضائي الذي دعمه خادم الحرمين الشريفين 9 مليار، وعقد المزيد من اتفاقيات الازدواج الضريبي، مؤكداً أن أهم المبادرات المقبلة يتمثل في إنشاء مناطق حرة صناعية وموانئ لديها القدرة على التنافسية وخلق اقتصاد بديل جديد أقوى.

وطبقاً للتقرير، الذي يُغطي عام 2007، فقد بلغت قيمة الاستثمارات الداخلة إلى المملكة في العام الماضي أكثر بقليل مِن 24.3 مليار دولار، بزيادة قدرها 33في المئة عن عام 2006، وهو رقم قياسي لم تُسجل المملكة مثله سابقاً، في حين جذبت تركيا 22 مليار دولار، والإمارات 13.2 مليار، بزيادة قدرها 10 في المئة و3 في المئة على التوالي.

وفي عام 2006 جاءت تركيا في المركز الأول بعد أن جذبت 21.1 مليار دولار مِن الاستثمار، تلتها المملكة في المركز الثاني بنحو 18.3 مليار ، ثُمَّ الإمارات بـ 8.3 مليارات.

ويكشف تقرير (أونكتاد) لعام 2008 أنَّ السعودية استحوذت وحدها في عام 2007 على نسبة 34 في المئة مِن مجموع كافة الاستثمارات الداخلة إلى الاقتصاديات الأربعة عشر في منطقة غرب آسيا التي بلغت 71 مليار دولار. أما الدول الثلاث (السعودية، تركيا، والإمارات) فقد استحوذت على أكثر مِن أربعة أخماس ما تدفق مِن استثمار على دول المنطقة بمجموعها.

ويوضح التقرير أنَّ تدفق الاستثمار الأجنبي المُباشر إلى دول مجلس التعاون الخليجي ارتفع بنسبة 20 في المئة في عام 2007، ليصل إلى 43 مليار دولار مِن مجموع الـ 71 مليار دولار الداخلة إلى اقتصاديات دول منطقة غرب آسيا الأربع عشرة. لكن قطر والمملكة والإمارات، حسب الترتيب، كانت الأكثر جذباً للاستثمار بين دول مجلس التعاون، فعلى سبيل المثال ازداد تدفق الاستثمار إلى قطر 7 أضعاف، مُقارنة مع 2006.