ارتفاع أسعار النفط يدفع بالتفكير بالبديل
مصنعو السيارات يتجهون لإنتاج محركات تعمل بالهيدروجين

اعتدال سلامه من برلين
على الرغم من تباطؤ البحث عن بديلا للوقود المنتج من النفط إلا ان الكثير من مصانع السيارات تتوجه الى التعمق في البحوث العلمية من اجل التسريع في إنقاذ مصيرهم من الدمار، وهذا لم يمنع الشركات التوقف عن إنفاق الملايين لتطوير الوقود البديل، ويبدو ان الهيدروجين والغاز حتى هذا الوقت هو البديل المستقبلي، بعد الصيحات العالية التي عارضت الاعتماد على الوقود المنتج من المواد الغذائية مثل القمح والقصب السكر وغيره لإنتاج الاتانول لأنه سوف يكون على حساب لقمة الفقراء.

والهدف الأولي الآن لمصانع السيارات هو إيجاد الوقود الذي يمكن ان يصبح في السنوات العشرين القادمة في متناول الأيدي ويتحول النفط الى وقود لمحطات القوى والتدفئة المنزلية ووقود للشاحنات.

والهيدروجين كما يبدو هو حتى الآن البديل الأفضل والأقرب الى التطبيق ويمكن الحصول عليه من عدة مصادر ويتوافر بوفرة ،و لا ينتج من العادم سوى قطرات من الماء، وهو يماثل في استخدامه الغاز الطبيعي الذي تسير به بعض السيارات حاليا في الغرب ويباع في بعض المحطات في صورة مضغوطة أو كغاز سائل.

والهيدروجين من جهة أخرى يمكن ان يكون غازا سائلا أو في صورة صلبة، وهو يمثل طاقة بسيطة ونظيفة لو تمكن العلماء من تطويعه، وهو يأتي في صورة واحدة فليس منه درجات مثل الوقود الخالي من الرصاص أو غيره ولا أنواع مثل الديزل. وهو يأتي في هيئة غاز أو سائل أو مادة صلبة تسمى هايدرايد ،ويمكن استخلاص الغاز منها بالتسخين.

واحتمال الأكثر عملية هو استخدام الهيدروجين في صورتيه الغازية والسائلة. كما وان السائل يحتل حجما اقل في الخزانات ويتيح مدى أطول للرحلات.

لكن الجانب السلبي منه انه يتبخر بنسبة ثلاثة في المائة يوميا،وبالتالي يزداد الضغط في الخزانات دوما ويصل الى حد الانفجار بعد يومين إذا لم يستخدم. ومع ذلك فهو البديل الأفضل الذي تفكر فيه شركات الوقود من حيث توزيعه عبر شبكاتها في المستقبل.

وهناك ايضا توجه لتوزيع الهيدروجين كغاز الى المنازل مباشرة عبر شبكات أنابيب الغاز ،ولكن هذا الحل لم يتكامل بعد في أوروبا بسبب الضرائب المفروضة على الوقود ووجوب البحث عن خانة من اجل وضعه ضمن لوائح الضرائب على الوقود.

إلا ان كل ذلك لم يمنع الشركات للعمل في اتجاهات مختلفة للوصل الى الحل الأمثل لاستخدام الهيدروجين ، واهم خطوة التي تحققت كانت في

مجال اختزاله الى طاقة عن طريق ما يعرف باسم خلايا الوقود quot; فيول سيلquot;. وتهدف الشركات الآن الى تسويق سيارات تعمل على هذا النوع من الخلايا في الأسواق الأوروبية مع مطلع عام 2010.

ولقد قامت عدة مصانع سيارات بتجارب واعدة على سيارات تعمل بواسطة خلايا الوقود سارت بضعة آلاف من الكيلومترات لاكتشاف اي المشاكل الفنية التي يمكن ان تعترضها. ويقوم بعضها برحلات دون مشاكل تذكر ولا تختلف عن السيارات التي تسير على الوقود العادي.

ويوجد حاليا إلحاح لدى مراكز الأبحاث لاكتشاف الجديد لأنها تدرك مدى حتمية البحث عن أنواع الوقود البديل ليس فقط من اجل تفادي ارتفاع أسعار النفط بل ونظرا لتوسع استخدام السيارات كوسيلة تنقل في كل أنحاء العالم. ففي عام 2000 كانت نسبة التعداد العالمي التي تمتلك سيارة لا تزيد عن ال12 في المائة ومن المتوقع ان ترتفع في عام 2030 الى أكثر من 17.9 في المائة.