صلاح سليمان من ميونيخ: دخلت اول محطة لتوليد الكهرباء من باطن الارض في ضاحية quot; Unterhachingquot; في المانيا حيز التشغيل بتقنية المانية حديثة وجديدة وكان وزير البيئة الالماني قد وصف هذه التقنية بأن مردودها الاقتصادي علي البلاد سيكون كبير فهي لن تتأثر بالازمة الاقتصادية العالمية الحالية وستتيح فرص عمل عديدة بالاضافة الي الاستثمار في بيع هذه التقنية الي الخارج.

شركة سيمنز الالمانية العملاقة قامت بتنفيذ المشروع الضخم الذي تكلف قرابة السبعين مليون يورو وهي تعتمد تقنية حديثة وجديدة توفر الكهرباء ومن ثم تعيد الماء الناتج من عملية توليد الكهرباء لتوظيفه في تدفئة المنازل بطاقة نظيفة ورخيصة لايصدر عنها انبعاث اي من الغازات الضارة بالبيئة ويأمل وزير البيئة الالماني بتسويق هذه التقنية الي العالم الخارجي خاصة وان موارد الطاقة الحرارية الأرضية موجودة في كل انحاء العالم لكن التكنولوجيا المتوفرة لدي الكثيرين ليست كافية أو اقتصادية لامكانية استخدامها على نطاق واسع.

ان اجراء الفحص الجيولوجي لمنطقة ما يمكن ان يساعد العلماء علي تكوين فكرة كافية عن شكل مخزون الماء في الاعماق وعندئذ يتم الحفر لاستخراج الماء الساخن الذي يكون غالبا علي بعد يترواح بين ثلاثة الاف الي اربعة الاف متر تحت سطح الارض تقنية المشروع تعتمد علي استخراج الماء الساخن من اعماق الارض البعيدة ما بين 3000 الاف الي 4000 متر وتصل نسبة اندفاع الماء من هذه الاعماق الي 150 لتر في الثانية الواحدة وبحرارة تصل الي 122 درجة مئوية ، عندئذ يتم استقبال الماء المندفع في الة ضخمة يقول عنها مدير المشروع كريستيان شونفيسنر-بوزكورت ان الالة المستخدمة تعتمد طريقة quot; كاليناquot; التي هي عبارة عن عملية تبخير مفاجئ للماء الساخن المتصاعد من الاعماق وذلك بإضافة الامونيا عندئذ تنخفض درجة حرارة الماء بشكل سريع وفوري ، ومن ثم ينتج عن ذلك كمية ضخمة من البخار الذي يكفي لادارة التوربينات المصممة خصيصا لهذه الغاية وعلي الفور تتحول الي طاقة ميكانيكية تعمل علي ادارت محور مولدات الكهرباء المرتبطة بها وتدور بنفس سرعة دوارن المحرك الميكانيكي وباستغلال الخاصية المغناطسية تتولد علي طرفي الجزء الثابت منه الطاقة الكهربائية.

في المرحلة الاولي للمشروع يطمح القائمون عليه في امداد الفي منزل في ضاحية quot;اونتر هاخنجquot; بالكهرباء وفي نفس الوقت القيام بتدفئة المنازل بضخ الماء الساخن المستخرج من باطن الارض بدرجة حرارة تصل الي 60 درجة مئوية وهو الامر الي سيؤدي بعد تعميمة الي توفير 8 مليون طن من زيت التسخين الذي يستخدم في التدفئة في ولاية بافاريا.

اكثر من 50 مدينة في ولاية بافاريا قدمت بالفعل طلبات للشركة المسؤلة لانارتها بهذه التفنية الجديدة خاصة وان العلماء يؤكدون علي علي ان حرارة جوف الارض هي النجم الجديد الصاعد في عالم الطاقة المتجددة ويرون انها تكفي لتغطية حاجة العالم من الطاقة لمدة 100000 الف سنة قادمة اذ ان 99% من كتلة الكرة الارضية عبارة عن صخور تتجاوز درجة حرارتها 1000 درجة مئوية.

يحتوي جزء كبير من المناطق الجنوبية في ألمانيا على العديد من الينابيع الحارة، حيث تضم طيات الأرض بين جنباتها وفي باطنها مياه ساخنة، يشكل اتصالها مع بعضها البعض أكبر أحواض للمياه الحارة في أوروبا.

وعالميا معروف ان ايسلندا في الاولي في العالم في استخدام الحرارة الارضية التي تستخدم في تدفئة حوالي 95 % من منازلها.