تمكنت الإمارات من دخول سباق صناعات الطائرات الذكية، بعد الإعلان شركة quot;أدكومquot; الإماراتية عن أحدث منتجاتها quot;سمارت آيquot; من دون طيار، حيث تم تصنيف الطائرة بأنها الأحدث ضمن فئتها، التي تتوافر بعزم 80 حصانًا وقدرة طيران بمعدل 120 ساعة بلا توقف، وطوربيد نفاث يساعد على الإقلاع والهبوط، في حال تعطل المحرك الرئيس. وأعلن عنها خلال معرض دبي للطيران، الذي تردد بين أروقته كذلك خبر شراء أحد الشخصيات العربية البارزة طائرة من نوع 380 إيرباص بمبلغ 272 مليون دولار أميركي.

دبي: شهد معرض دبي للطيران الحدث الاقتصادي الأكبر في المنطقة مشاركة كبيرة من جانب كبار الشخصيات العسكرية علي المستوي الإقليمي والعالمي، إضافة إلى أضخم شركات الطيران من مختلف دول العالم، حيث نجح المعرض خلال يومه الثاني في عقد العديد من الصفقات والاتفاقيات التجارية، التي بلغت قيمتها نحو 27 مليار و150 مليون درهم إماراتي quot;7 مليار و397 مليون دولار أميركيquot;.

وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس وزراء الإمارات، حاكم دبي، قد افتتح المعرض أول من أمس، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب وزير الدفاع، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والعسكرية في الدولة ومختلف دول المنطقة والعالم.

ومن بين الصفقات التي أبرمت بين مختلف الشركات المشاركة في المعرض سبعة اتفاقيات وقّعتها شركة الاتحاد للطيران مع شركات عدة بمليارين و760 مليون درهم، وفقاً لجيمس هوغن الرئيس التنفيذي للشركة، الذي أكد أن الشركة تعمل على استثمار 750 مليون دولار (7 مليار درهم) في قوة العمل لديها، وأسطولها والخدمات الجوية والتخطيط وأنظمة التعهيد، موضحًا أن الاستثمارات ستعالج العناصر الإستراتيجية الأساسية للعمل لدعم مكانة الشركة عالميًا.

من جهة أخرى، تردد بين أروقة معرض دبي للطيران شراء أحد الشخصيات العربية البارزة طائرة من نوع 380 إيرباص بمبلغ مليار درهم إماراتي quot;272 مليون دولار أميركيquot;. كما وقّعت شركة فلاي دبي اتفاقية مع شركة مكاري لتمويل الطائرات وبنك دبي الإسلامي لتمويل شراء طائرتين بوينغ 737 بقيمة 587 مليون درهم، بينما أعلنت شركة ماز السعودية عن استثمار 60 مليون درهم في مركز لتقديم الخدمات الأرضية في مطار لوبرجيه في فرنسا.

إلى ذلك، أعلن طيران أبوظبي عن استثمار 100 مليون درهم في مركز تدريب بأجهزة المحاكاة لطائرات الهليوكبيتر، بالتعاون مع شركة مبادلة، واشترت شركة كوملوكس طائرة إيرباص ايه 318 بقيمة 202 مليون درهم. كما وقّعت شركة دبي لصناعات الطيران ثلاثة اتفاقيات، الأولى مع جنرال الكتريك لشراء محركات لتركيبها على 20 طائرة بوينغ 737، بقيمة 6.993 مليون درهم، والثانية مع الخطوط الجوية التركية لتأجير طائرتين لها. أما الاتفاقية الثالثة فمع شركة laquo;روكويل كولينزraquo; لتزويد طائرات إيرباص 320 بإلكترونيات الطيران.

طائرة إماراتية بدون طيار
على صعيد آخر، تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من دخول سباق صناعات الطائرات الذكية، بعد إعلان علي الظاهري رئيس مجلس إدارة شركة quot;أدكومquot; الإماراتية للتصنيع المحدودة عن أحدث منتجات الشركة من الطائرات الذكية quot;سمارت آيquot; بدون طيار، حيث تم تصنيف الطائرة بأنها الأحدث ضمن فئتها، التي تتوافر بعزم 80 حصانًا وقدرة طيران بمعدل 120 ساعة بلا توقف، وطوربيد نفاث يساعد على الإقلاع والهبوط، في حال تعطل المحرك الرئيس، كما تستطيع الطائرة حمل كاميراتين تحت جناحيها، إلى جانب أجهزة نقل البيانات عبر الأقمار الصناعية من شركة الثريا الإماراتية.

وأوضح الظاهري أنه تم إنتاج 10 طرازات من هذه الطائرات لأغراض التدريب والاستطلاع وللقيام بالعديد من المهام المدنية والعسكرية والأمنية الأخرى، مؤكدًا أن دورة التصنيع الكاملة لهذه الطائرات تتم في مصانع الشركة في أبوظبي، وهو ما يجعلها منتجاً وطنياً بنسبة 100%. وقد لاقت تلك الطائرة إعجاب جميع ممثلي شركات الطيران العالمية المشاركين في المعرض، بعدما وصفوها بأنها بداية إماراتية هائلة للحاق بمارثون الصناعات العالمية.

احتياجات دول المنطقة
من جهتها، أعلنت شركة إيرباص خلال فعاليات المعرض أن شركات الطيران في الشرق الأوسط ستحتاج ابتداء من العام الجاري وحتى عام 2028 إلى أكثر من 1418 طائرة جديدة، بقيمة 243 مليار دولار أميركي، لتلبية احتياجاتها التي تفوق المعدل العالمي. حيث تشمل العوامل التي ستدفع بهذا الطلب الاقتصادات الناشئة وتطور شبكات الخطوط الجوية والتوسعات الاقتصادية لشركات الطيران، إلى جانب التمدّن المضطرد وازدياد المدن العملاقة، إضافة إلى النمو المستمر لحركة المسافرين والحاجة إلى استبدال الطائرات القديمة بأخرى أكثر فعالية من الناحية البيئية.

وأوضحت إيرباص أن أسطول المنطقة من الطائرات سينمو بحوالي ثلاثة أضعاف حجمها الحالي، من 586 طائرة ركاب مسجّلة بداية العام 2009 إلى 1186، ومن بين هذه الطائرات الـ 586، ستبقى 42 منها في الخدمة. أما بالنسبة إلى الطائرات الأخرى، فسيُعاد تدوير 221، واستبدال 323 طائرة قديمة بأخرى جديدة أكثر فعالية من الناحية البيئية.

مشاركات عالمية
هذا وحرصت الشركات البريطانية المتخصصة في تكنولوجيا صناعة الطيران والدفاع والأمن على استعراض أحدث منتجاتها في معرض دبي للطيران 2009، حيث شاركت إحدى طائرات quot;يوروفايتر تايفونquot; المقاتلة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني للمرة الأولى في عرض جوي في دبي، إيمانًا بالدور الرائد الذي يلعبه المعرض في تسويق صناعة الطائرات بين مختلف دول العالم والمنطقة، ووفقًا لرئيس الوفد البريطاني المشارك في المعرض المشير سير ستيفن دالتون ورئيس سلاح الجو الملكي، فيتم استخدام طائرات تايفون في مختلف العمليات الجوية، ابتداء بعمليات المراقبة وحتى دعم عمليات السلام مرورًا بالحروب.

وأكد أن المشاركة في المعرض تهدف إلى تشجيع الشركات البريطانية والإماراتية على تكوين شبكات اتصال بينها، وتحديد مجالات التعاون المشترك، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة تمتلك مجموعة واسعة من المنتجات عالمية المستوى في قطاعات سلاح الجو والبر والبحر. وأوضح أن المقاتلة يوروفايتر تايفون هي أكثر الطائرات المقاتلة من الجيل الجديد تقدماً في العالم، ولديها القدرة على أداء مهام مختلفة.

يذكر أن المملكة المتحدة تحتل أعلى مرتبة ضمن الوجهات الأوروبية الجاذبة للاستثمارات، والثانية عالميًا بعد الولايات المتحدة. ووفقًا لتقرير quot;الأونكتادquot; الصادر من الأمم المتحدة، اجتذبت المملكة المتحدة رقماً قياسياً من الاستثمارات بلغت قيمتها 1.347تريليون دولار في عام 2007.

مشاركة سويسرية
من جانبها، حرصت شركة بيلاتوس السويسرية المتخصصة في صناعة الطائرات على استعراض أحدث طائراتها المستخدمة في النقل التجاري طراز بي . سى 12، وأخرى مستخدمة في التدريب العسكري طراز بي سي 21، وذلك ضمن مشاركات سويسرا في فعاليات المعرض.

فأشاد الكولونيل أندريه شراير، الملحق العسكري السويسري في أبوظبي، بالتعاون بين الإمارات وبلاده في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن تعيين ملحق عسكري دائم في سفارة سويسرا في أبوظبي هذا العام يؤكد تطور العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال الدفاع، حيث كان من قبل الملحق العسكري في القاهرة يتولى شؤون سويسرا العسكرية في دولة الإمارات، كما كان الملحق العسكري الإماراتي في فرنسا يرعى مصالحها العسكرية في سويسرا.

وحول حجم مشاركة بلاده في معرض دبي للطيران، أكد أن المشاركة متميزة، لافتاً إلى أن شركة بيلاتوس أكبر شركة سويسرية لصناعة الطائرات تعرض أحدث طائرتين من إنتاجها. ومنوهاً بأن حوالي 50% من الشركات السويسرية تعمل في مجال الصيانة في قطاع الطيران، إضافة إلى الشركات التي تعمل في مجالات إدارة المرافق وتوريد وقود الطائرات وقطع الغيار والحلول التقنية لشركات صناعة الطائرات العالمية.

وأكد أن إحدى الشركات السويسرية صنعت الدرع الحرارى لمكوك الفضاء التابع لإدارة الفضاء والطيران الأميركية ناسا، فيما قامت شركة رواج السويسرية بتصنيع الأجنحة الخلفية لأكبر طائرة مدنية لنقل الركاب طراز إيرباص إيه 380. وعن احتمالات وإمكانيات التعاون العسكري بين سويسرا ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى فى المستقبل، أوضح أنه رغم صغر حجم صناعة الدفاع السويسرية، إلا أن دولاً مهمة فى الشرق الأوسط، كالسعودية والإمارات، تتجه إلى امتلاك أنظمة الدفاع السويسرية، كطائرات بيلاتوس للتدريب ومدافع أورلكون المضادة للطائرات، إضافة إلى ارتفاع أعداد المتدربين من منطقة الشرق الأوسط فى معهد سياسات الأمن فى العاصمة السويسرية جنيف ومركز جنيف الدولى لنزع الألغام البشرية.