إلياس توما من براغ: دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماعي قمة لدول الاتحاد الـ 27 لتوحيد مواقف هذه الدول بشأن كيفية مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل موحّد، وتجنب اللجوء إلى خطوات انفرادية حمائية من بعض الدول، كما تحاول فرنسا.

وجرى الاتفاق بين الرئاسة التشيكية للاتحاد وبين رئاسة المفوضية الأوروبية على عقد الاجتماع الأول في 1 مارس المقبل في بروكسل. أما موضوعه الرئيس فسيكون كيفية تنفيذ كل دولة من دول الاتحاد خطة الإنعاش الأوروبية، ومواجهة تداعيات الأزمة المالية.

فيما سيعقد الاجتماع الثاني في براغ في مايو، وسيكون مخصصاً لبحث تأثير التطورات الاقتصادية العالمية على سوق العمالة والتوظيف على دول الاتحاد.

ويقول المسؤولون التشيك أن رئيس الحكومة ميريك توبولانيك اتفق أمس في بروكسل مع رئيس المفوضية الأوربية خوسيه باروسو على ضرورة الالتزام بقواعد السوق الموحدة والتنافس الاقتصادي النزيه، في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط للعمل بالإجراءات الحمائية من قبل بعض الدول، في إشارة إلى فرنسا التي أعلنت أنها تعد خططاً لمساعدة شركات السيارات، ودعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الشركات الفرنسية التي تنتج سياراتها في الخارج، ومنها تشيكيا، إلى العودة إلى فرنسا.

ويؤكد رئيس الحكومة التشيكية توبولانيك أن الأزمة قد أصابت الجميع بدون استثناء، ولذلك فإنه لا يمكن تجاوزها من دون قيام تنسيق بين دول الاتحاد، والتصرف بشكل مشترك.

ورأى أن السوق الداخلية هي أداة يمكن أن تؤدي إلى الخروج من الأزمة، ولهذا فإن كل الإجراءات التي يتم اتخاذها على المستوى الوطني لمساعدة الاقتصاديات المحلية، يجب أن تحترم القواعد المشتركة، ويجب أن يكون هناك تنسيق بين الدول بشأنها.

وتستهدف القمة الثانية، حسب مسؤولي براغ، البحث عن التوافق في نوعية الإجراءات التي يتوجب اتخاذها، وكيفية ممارستها عملياً لدعم التوظيف في الاتحاد، لأن موضوع العمالة هي واحدة من المشاكل الرئيسة التي خلقتها الأزمة الاقتصادية الحالية، إلى جانب تأثيرها على قطاع الشركات والمؤسسات.

وحسب توبولانيك، فإن عدد العاطلين من العمل في تشيكيا ارتفع بسب تداعيات هذه الأزمة إلى أكثر من 45000 شخص.

وقد شكّك الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بجدوى عقد قمتين اقتصاديتين أوربيتين، مؤكداً أنه لا يصدّق أن حلولاً اقتصادية عقلانية يمكن أن تتمخّض عن قمة تنتهي أعمالها في الرابعة صباحاً.

ورأى أن الأزمة الاقتصادية العالمية ستنتهي من تلقاء نفسها، مشبّهاً إياها بـ quot;الأنفلونزا التي تنتهي عادة بعد أسبوع، سواء تم استخدام الأدوية لمعالجتها أم لاquot;.