بعد أن ألمحت إلى إجراء خفض جديد في مارس
خبير نفطي: تأخر أوبك في خفض الإمدادات يقلل فاعليتها

محمد العوفي من الرياض: أوضح خبير نفطي أن أوبك لا تستطيع تغيير أسعار النفط الخام الحالية لأنها متماشية مع السوق العالمية، مشيراً إلى أن تخفيضات أوبك تأخرت كثيراً فأصبح مفعولها ضعيف. وقال الخبير في أسواق النفط الدولية أيمن سيف في تصريح إلى quot;إيلافquot; أن التخفيضات التي أجراها منظمة الدول المصدرة للنفط quot; أوبكquot; في ديسمبر (كانون الأول) 2008 بمقدار 2.2 مليون برميل كانت مطلوبة، لكن المشكلة ليست في التخفيضات بل في توقيتها، مشيراً إلى تأخر أوبك في إجراء هذا التخفيض فأصبح مفعوله أو أثره في الأسواق العالمية ضعيفاً.

وأشار إلى أنه سعر تسليم عقود مارس الذي ينتهي هذا الأسبوع بلغ 35 دولاراً للبرميل، في حين سعر تسليم عقود أبريل التي تبدأ الأسبوع المقبل حوالى 38 دولاراً للبرميل، لافتاً إلى أن الفرق بين السعر الذي يصل إلى حوالى 3 دولارات يمثل تكلفة التخزين وأسعار الفائدة، ما يعطي مؤشرا أن هناك مخزونات كبيرة في الولايات المتحدة، وأن كلما ارتفع فرق السعر كلما كان هناك فائض كبير في المخزونات. وبيّن سيف أن أوبك لا تستطيع تغيير الأسعار لأنها متماشية مع السوق العالمية، ولأن جميع أسعار السلع منخفضة بما يعادل انخفاض أسعار النفط ما عدا الذهب الذي يعتبر ملاذا آمنا للمستثمرين في حال هبوط أسعار النفط والأسهم والعملات، لافتاً إلى ذلك الانخفاض إلى تراجع الطلب العالمي على النفط.

إلى ذلك ارتفعت أسعار النفط الخام متجاوزة 35 دولارا للبرميل اليوم الخميس قبيل صدور بيانات أميركية ينتظر أن تظهر نمو مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة لتصل إلى أعلى مستوى في 11 عاما وسط كساد اقتصادي متفاقم. وقد زادت مخزونات النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم 20 في المئة منذ سبتمبر (أيلول) مع تراجع الاستهلاك بشدة بسبب التباطؤ الاقتصادي ما ساهم في تهاوي أسعار النفط أكثر من 110 دولارات للبرميل عن مستويات الذروة التي بلغتها في الصيف الماضي. فقد ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود مارس آذار التي ينتهي التعامل فيها يوم الجمعة 35 سنتا إلى 35.15 دولارا للبرميل في حين زاد سعر عقود إبريل نيسان 63 سنتا إلى 38.04 دولارا للبرميل، فيما صعد مزيج برنت في عقود إبريل 97 سنتا إلى 40.52 دولارا للبرميل.

فيما انخفض متوسط أسعار سلة منظمة أوبك التي تضم 12 نوعاً من النفط الخام ليصل إلى 38.14 دولارا للبرميل من 39.89 دولارا يوم الثلاثاء. يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه الغيوم تخيم على الاقتصاد العالمي، حيث ستشهد اليابان نموا اقتصاديا ضعيفا في النصف الأول من العام، أفاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم غير مبشرة، فيما تكهن البنك المركزي في الولايات المتحدة بأن أكبر اقتصاد في العالم سيتقلص بنسبة بين 0.5 في المئة و1.3 في المئة هذا العام. وسيجتمع وزراء أوبك من جديد في شهر مارس (آذار) القادم وسط تلميحات بأن المنظمة ستخفضها إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً رغم فشل التخفيض الذي أجرته المنظمة في ديسمبر في وقف تراجع أسعار النفط المتواصل.