نيويورك: أغلقت أسعار النفط الأميركي للعقود الآجلة مرتفعة أكثر من 3 دولارات الأربعاء، بعدما أظهرت بيانات حكومية هبوطاً غير متوقع في مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة وزيادة في الطلب على البنزين.

وقال متعاملون إن النفط لقي دعماً أيضاً من تقارير بأن مؤشر قطاع التصينع في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، واصل الصعود للشهر الثالث على التوالي.

وأنهى الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم إبريل نيسان جلسة التعاملات في بورصة نايمكس في نيويورك مرتفعاً 3.48 دولار أو 8.36 % إلى 45.13 دولار للبرميل، بعدما كان سجل في إحدى مراحل الجلسة مكاسب بلغت أكثر من 4 دولارات.

ففي لندن، أغلق خام القياس الأوروبي مزيج برنت مرتفعاً 2.15 دولار أو 4.92 % إلى 45.85 دولار للبرميل.

وأظهر أحدث تقرير للمخزونات البترولية من إدارة الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام في أكبر مستهلك للطاقة في العالم سجلت انخفاضاً بلغ 700 ألف برميل الأسبوع الماضي، في حين كانت التوقعات إلى زيادة قدرها 1.2 مليون برميل، وذلك مع زيادة مصافي التكرير الأميركية الإنتاج بمقدار 1.7 نقطة مئوية إلى 83.1 % من طاقتها.

وقالت إدارة معلومات الطاقة أيضاً أن الطلب على البنزين على مدى الأسابيع الأربعة الماضية زاد بنسبة 2.2 % عن مستوياته قبل عام.

وانحسرت أسعار النفط في نطاق ضيق حول 40 دولاراً للبرميل منذ منتصف ديسمبر، مع هبوط الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي، لكنها تستمد بعض الدعم من توقعات بأن تخفض منظمة أوبك إنتاجها مرة أخرى أثناء اجتماعها في 15 مارس المقبل.

وقررت أوبك تخفيضات حجمها الإجمالي 4.2 مليون برميل يومياً من مستويات الإنتاج في سبتمبر، وأظهر مسح أجرته رويترز أن أعضاء أوبك التزموا بالفعل بنسبة 81 % على الأقل بالتخفيضات المتفق عليها.

وقال شكري غانم أكبر مسؤول نفطي في ليبيا الثلاثاء إن الأسواق ما زالت تشهد وفرة في المعروض ويجب على المنظمة أن تخفض الإنتاج سواء من خلال زيادة الالتزام بقيود الإنتاج الحالية او إجراء خفض جديد.

لكن مصادر في أوبك أكدت الأربعاء أن أنجولا التي تتولّّى حالياً رئاسة المنظمة المؤلفة من 12 عضواً لن تدافع عن تخفيضات إضافية في الإنتاج في اجتماع 15 مارس في فيينا.

من جهتها، لم تر الأكوادور حاجة إلى تخفيضات إنتاجية إضافية في الاجتماع المقبل لأوبك، بينما لم يقرر بعد أعضاء آخرون موقفهم.

وأثارت فنزويلا والجزائر وليبيا احتمال خفض إضافي، في حين قالت إيران إن أوبك بحاجة إلى تحديد آلية لدعم الأسعار من دون أن توضح شكل تلك الآلية.

ولقيت أسعار النفط دعماً أيضاً من تصريحات لقائد الحرس الثوري الإيراني بأن صواريخ من إيران يمكنها الوصول إلى المواقع النووية في إسرائيل، مثيراً مخاوف من صراع في الشرق الأوسط.