لندن: يقول محللون إنه يبدو أن المؤسسات الرئيسة في العالم التي تصدر توقعات للطاقة تستعد لخفض آخر لتقديراتها للطلب على النفط في العام الحالي، مع انزلاق الاقتصاد العالمي نحو أول انكماش له منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن المقرر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة لـ 28 دولة صناعية تقريرها الشهري الذي تتابعة الأسواق عن كثب في 13 مارس، والذي يميل لأان يكون انعكاساً لتقديرات صندوق النقد الدولي للنمو الاقتصادي العالمي.

وخفض الصندوق بشكل مطرد توقعاته للنمو في 2009، ويستعد لانكماش اقتصادي عالمي هذا العام مع تعثّر البنوك في الإقراض، وإغلاق مصانع وزيادات في البطالة.

ومن المقرر أيضاً أن تنشر منظمة البلدان المصدرة للبترول quot;أوبكquot; تقريرها الشهري بشأن سوق النقط في 13 مارس، وفي حكم المؤكد أن تخفض أيضاً توقعاتها للطلب.

وسيشهد أسبوع حافل بالبيانات نشر التقرير الشهري لإدارة معلومات الطاقة الأميركية في 10 مارس وقد يتضمن كذلك خفضاً لتوقعات الوكالة للطلب.

ويجتمع وزراء النفط في دول أوبك في فيينا في 15 مارس، وستكون التوقعات بشأن الطلب على النفط عاملاً رئيساً في قرارهم الخاص بحجم الإمدادات. وأثار بعض الأعضاء، ومن بينهم إيران وفنزويلا وليبيا، احتمال خفض إضافي في الإمدادات.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار 980 ألف برميل يومياً في 2009 إلى 84.7 مليون برميل يومياً.

وجاءت توقعات الوكالة بعدما خفض صندوق النقد الدولي تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 0.5 % فقط في 2009.

ويبدو ذلك التقدير الآن متفائلاً. فهو متحفظ إذا قورن بتقديرات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية quot;أونكتادquot; الذي توقع انكماشاً عالمياً بنسبة 1 % هذا العام.

ورجّح مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع أن يقلّص الصندوق توقعاته للنمو العالمي إلى انكماش.

ويتوخى ديفيد داجدال المحلل في ام.اف.سي غلوبل انفستمنت مانجمنت الحذر بشأن نطاق الخفض في تقديرات الطلب على النفط، لكنه يعتقد أن الاتجاه واضح، وأن الميل يجب أن ينصب في اتجاه مزيد من الخفض لتوقعات الطلب.

ودفع انخفاض الطلب أسعار النفط إلى التراجع من أعلى مستوى لها فوق 147 دولاراً للبرميل الذي سجلته في يوليو تموز الماضي إلى حوالي 45 دولارا للبرميل هذا الأسبوع، مما وضع ضغوطاً على ميزانيات المنتجين من أعضاء أوبك.

وتعهدت أوبك بتخفيضات للإمدادات حجمها الإجمالي 4.2 مليون برميل يومياً عن مستواها في سبتمبر، في محاولة لدفع الأسعار للصعود، لكن هافتون يقول إن quot;الخفض في إمدادات أوبك تتجاوزه وتتغلب عليه سرعة انخفاض الطلب العالميquot;.

ويعتقد هافتون أن المؤسسات الرئيسة التي تصدر توقعات بشأن النفط ستعكس التخفيضات الأخيرة لتقديرات النمو في توقعاتها. وأفترض رؤية تخفيضات إضافية للطلب تتراوح بين 500 ألف إلى مليون برميل يومياً لعام 2009 بحسب معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي التي تضمنتها تقاريرهم الأخيرةquot;. لكن توقيت التعديلات غير واضح لكثير من المحللين.

ويلمح رئيس أبحاث السلع في جي.بي مورجان والمحلل السابق بوكالة الطاقة الدولية لورنس ايجلز إلى أن الوكالة ربما تنتظر أن يخفض صندوق النقد الدولي تقديراته للناتج المحلي الإجمالي، وهو ما قد يحدث في أبريل.