الدمام ـ إيلاف:أكد الدكتور طارق السويدان أن أكثر الناس استعدادا لتولي المهام القيادية هم الأيتام فاقدو الأب لتوليهم القيادة والمسؤولية منذ نعومة إظفارهم بالإضافة إلى عدم فقدانهم لحنان الأم مما يكسبهم الشخصية المتزنة.وطالب السويدان في محاضرة حول (صناعة القائد) نظمتها غرفة الشرقية مؤخرا من الإباء إعطاء الصلاحيات لأبنائهم ومنحهم القدرة على اتخاذ القرار ليكونوا قادة.. منتقدا في الوقت ذاته لجوء العديد من الشركات والوزارات إلى تعيين القادة والمدراء بناء على الأقدمية داعيا إلى تقدير الأقدمين في العمل بزيادة الرواتب أو منحهم المكافآت بالاضافه إلى انتقاده لمستوى العالم العربي في العلم والشفافية والرفاهية.

وبين السويدان بان السنوات السبع الأولى من عمر الإنسان هي أفضل فرصة لصناعة القادة مشيرا إلى أن الذكاء والمبادرة والشجاعة وقوة إبداء الرأي بالإضافة إلى التوازن بين الروح والعقل والعاطفة والجسد من علامات وسمات القائد بالفطرة مؤكدا بأنه لايقبل بكلام الأم والأب في قضية ذكاء أبنائهم حيث أن عاطفة الوالدين تطغى على المستوي الحقيقي للذكاء بل أن الذكاء يحدد بناء على الاختبارات المتخصصة في قياس مستوى الذكاء مشيرا إلى عدم وجود دليل علمي على ارتباط الذكاء بالقيادة ولكن هناك مؤشرات غير علمية تشير إلى أن الأذكياء قدرتهم على التعلم أكثر من غيرهم وبالتالي تكون فرصته أسهل لتعلم المهارات وصقلها

وعرف السويدان القيادة بأنها القدرة على تحريك الناس نحو الهدف مبينا بان الناس تنظر إلى القيادة من جهة الصفات القيادية ولاتنظر إلى مدى تطبيق قوانين القيادة والتي من أهمها وأولها القدرة ثم وجود الأشخاص الذين يحركهم القائد علاوة علي امتلاك القائد لهدف يحرك الناس إليه ويقول الدكتور طارقأنه من الأفضل التفرقة بين القيادة والإدارة حيث أن القيادة تتعلق بالمستقبل والناس بينما الإدارة تتعلق بالحاضر والانجازات مشيرا إلى انه ليس بالأساس أن يكون هدف القائد جيد وسامي بل قد يكون سيء أو غرضي لخدمته شخصيا دون غيره.

وأوضح بأن الدراسات أثبتت بان 90% من أبناء القياديين من حكام والقادة العسكريين وأبناء التجار والاقتصاديين والعلماء المتواجدين في بيئة قيادية فرصتهم للقيادة أكثر من غيرهم ويكونون فعالين فيها بينما 10% منهم فقط هم الفئة المترفة والتي لاتصلح لتولى أمور القيادة علي العكس الغالبية التي تصلح و ذلك لعيشهم في بيئة تصقل مهارات القيادة فيهم مبكرا داعيا إلى ضرورة تغيير التصور السائد والخاطئ لدى البعض.

وأضاف بان 1-2% من البشر مولودين بالفطرة قادة ونفس هذه النسبة من البشر ولدوا وهم ليسوا قادة ولا يستطيعون تعلمها كما أن 1-2% من البشر جاهزين للقيادة ولا يحتاجون سوي لصقل مهاراتهم فقط وليس صقل للقدرات بالإضافة إلى أن 96 إلى 98% من البشر مولودين وهم ليسوا قادة بالفطرة ولكنهم يستطيعون تعلمها.

وأكد بان القيادة ليس لها علاقة بالعلم وهذا من الأخطاء الشائعة لدى الناس بأن كل عالم قائد كما أن ليس لها علاقة بالتقوى ولا بالأقدمية .. مضيفا بان القيادة ليس لها علاقة بالعمر ولا الجنس فقد تكون المرأة أفضل قيادة وأكثر كفاءة من الرجل .

وعن صفات القائد الفعال بين الدكتور السويدان بأنه يجب على القائد أن يتحلى بصفات خمسة أولها أن يكون نموذجا حيث أن الناس تبحث عن المصداقية والقيم الواضحة والقدوة الحسنة ويتمتع بالذكاء والكفاءة والأمانة كما أن الصفة الثانية هي الهم رؤية مشتركة وهي ان يكون لديه قدرة غير عادية على وصف المستقبل بدقة ووضوح وإشراك الناس في رؤيته أما الصفة الثالثة فتتركز في تحدي الواقع بالبحث عن الفرص والمخاطرة والمغامرة وعدم الرضا بالواقع والبحث عن التحسين والأفضلية.

وأوضح السويدان بان الصفة الرابعة من صفات القائد هي تمكين الآخرين معه وذلك بتنمية التعاون بين الفريق الواحد والتمكين الجماعي وإعطاء الصلاحيات مركزا على أهمية تفعيل الصفة الخامسة والأخيرة وهي تشجيع القلوب بمكافأة المساهمات والنجاحات الفردية والاحتفال بالنجاحات الجماعية .

وقال بأن اقوي طريقة لقيادة الناس هو أن يفهم القائد نفسه وذاته كما أن الرحمة وصدق الاهتمام هما حقيقة القائد مؤكدا بأن الأيمان والقيم هي أسس بناء القادة وليست المهارات داعيا الناس إلى التجربة والتعلم من الأخطاء وإحاطة أنفسهم بالقادة بالإضافة إلى التركيز على نقاط القوة التي يمتلكونها وتنميتها والبحث عن المساندة في نقاط الضعف مشيرا إلى استحالة تحويل نقطة الضعف إلى تميز بل الممكن هو نقلها من الضعف إلى المستوى المتوسط.

copy; جميع الحقوق محفوظة لغرفة الشرقية