إيلاف ndash; الكويت: بعد أن حققت نموًّا ثنائي الرقم خلال الأعوام الماضية، أنهت ربحية قطاع الأسمنت بدول مجلس التعاون الخليجي العام 2008 مسجّلة نتائج سلبية جراء التباطؤ الاقتصادي، انخفاض أسواق الأسهم وانخفاض العقارات. واستمر الازدهار الذي شهده قطاع الإسمنت في العام السابق نتيجة الارتفاع الحادِّ في الطلب على الأسمنت من قبل المشاريع العقارية ومشاريع البناء والتشييد، والمشاريع الأخرى كما استطاع قطاع الإسمنت طرح المزيد من كميات الإسمنت وتحقيق مكاسب أكبر. جاء ذلك في تقرير بيت الاستثمار العالمي quot;غلوبلquot; حول أرباح شركات الإسمنت بدول مجلس التعاون الخليجي في العام 2008. وفي الربع الرابع من العام 2008، تكبد هذا القطاع خسائر بقيمة 42 مليون دولار بالمقارنة مع أرباح قدرها 469 مليون دولار في الربع الرابع من العام 2007. وبالحديث عن ربحية قطاع الإسمنت في كلّ دولة على حدة، كان قطاع الإسمنت القطري هو الوحيد الذي سجّل نموًا في أرباحه بلغت نسبته 10 في المئة في حين سجّلت قطاعات الإسمنت في بقية دول الخليج انخفاضًا تراوح بين 11 و 10.5 في المئة.

وسجّلت ربحية قطاع الإسمنت الكويتي الانخفاض الأكبر متراجعًا بنسبة 10.5 في المئة يليه قطاع الاسمنت الإماراتي بنسبة 73 في المئة. واستطاعت شركات الإسمنت العُمانية والسعودية الخروج من العام 2008 مسجّلة انخفاضًا اسميًا في أرباحها، و ذلك بسبب قلة اعتمادها على مصادر أخرى للدخل واكتفائها بالتركيز على نشاطها التجاري الأساسي. في العام 2008، استطاع القطاع تحقيق إيرادات قدرها 5 مليار دولار بالمقارنة مع 4.4 مليار دولار في العام 2007، بارتفاع بلغت نسبته 16 في المئة. وحصدت المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة أعلى الإيرادات حيث تتواجد فيهما معظم شركات الأسمنت. وساهمت المملكة العربية السعودية بأكثر من 40 في المئة من إجمالي إيرادات شركات الإسمنت والتي تبلغ 2.0 مليار دولار تليها الإمارات العربية المتحدة بإيرادات قدرها 1.7 مليار دولار (34 في المئة من الإيرادات). واحتلت الكويت المرتبة الثالثة مسجّلة إيرادات قدرها 536 مليون دولار تلتها كلّ من عُمان وقطر بإيرادات بلغت 396 مليون دولار و391 مليون دولار على التوالي.

استمرت ضغوط تكاليف الأسمنت حيث شهد القطاع زيادة بلغت نسبتها 36 في المئة في تكلفة مبيعات الأسمنت لتصل إلى 3.1 مليار دولار بالمقارنة مع 2.3 مليار دولار في العام 2007. وأدّت هذه الزيادة الكبيرة إلى خفض إجمالي هامش ربح شركات الإسمنت إلى 38 في المئة بعد أن بلغت 47 في المئة سابقًا. وشهدت المطلوبات والديون لقطاع الإسمنت ارتفاعًا في الفترة ذاتها بسبب مضي القطاع نحو التوسّع على خلفية توقّعاته المسبقة بشأن حدوث طفرة عقارية وعمرانية. وارتفعت المطلوبات بنسبة 57 في المئة بالغة 3.4 مليار دولار في العام 2008 بالمقارنة مع 2.1 مليار دولار في العام 2007 في حين ارتفعت الديون بنسبة 97 في المئة لتصل إلى 2 مليار دولار بالمقارنة مع 1 مليار دولار في العام 2007. وعمومًا، شهدت موجودات قطاع الأسمنت الخليجي نموًا هامشيًا لتصل إلى 13.2 مليار دولار بالمقارنة مع 12.6 مليار دولار في العام 2007، مسجّلة ارتفاعًا بلغت نسبته 4 في المئة.

تمكنت 4 شركات من أصل 24 شركة من إنهاء العام 2008 بنمو في ربحها في حين سجّلت الشركات الباقية انخفاضًا أو أنهت العام بخسائر، فقد سجّلت شركة أركان لمواد البناء خسائر قدرها 291 مليون درهم إماراتي و يرجع ذلك إلى تسجيلها خسائر بقيمة 488 مليون دينار من مصادر الدخل غير الأساسي. وكانت شركة إسمنت بورتلاند الكويت ثاني أكثر الشركات المتراجعة حيث سجّلت خسائر قدرها 8.8 مليون دينار كويتي والتي ترجع أيضا إلى تسجيلها خسائر بقيمة 11 مليون دينار كويتي من مصادر الدخل غير الأساسي. في حين احتلت شركة رأس الخيمة للأسمنت الأبيض المركز الثالث في قائمة الشركات المتراجعة حيث سجّلت أيضا بلغت 82 مليون درهم إماراتي بسبب الخسائر المتحققة من مصادر الدخل غير الأساسي والبالغة 105 مليون درهم إماراتي. وسجّلت شركة أسمنت الخليج- التي شكّلت استثماراتها 35 في المئة من موجودات قطاع الأسمنت في العام 2007 - خسائر كبيرة في إيراداتها غير الأساسية بلغت 306 مليون درهم في العام 2008 بالمقارنة مع 192 مليون درهم في العام 2007. وكانت شركة اسمنت الكويت الوحيدة من بين أكثر خمس شركات تراجعا، التي سجّلت أرباحًا إيجابية في نهاية العام بلغت 4.3 مليون دينار في العام 2008. وسجّلت الشركة أيضا خسائر في إيراداتها غير الأساسية بلغت 11.5 مليون دينار في العام 2008.

كانت شركة أسمنت رأس الخيمة أبرز الشركات الرابحة حيث سجّلت أرباحا بلغت نسبتها 46 في المئة خلال العام 2008 rlm;لتصل إلى 80 مليون درهم إماراتي بالمقارنة مع 55 مليون درهم في العام 2007. ويعزى النمو في أرباحها إلى ارتفاع rlm;أسعار أسمنت البورتلاند وإنتاج نوع جديد من الاسمنت باسم ldquo;باوركريتrdquo; والاسمنت المخلوط ldquo;اسمنت مع فلاي اشrdquo;، rlm;بالإضافة إلى إتباعها إجراءات صارمة لمراقبة الجودة. في حين جاءت شركة قطر الوطنية لصناعة الأسمنت في المركز rlm;الثاني في قائمة أبرز الشركات الرابحة بتسجيلها أرباحا بلغت نسبتها 16 في المئة حيث شهدت نموا في إجمالي إيراداتها كما rlm;أنها كانت مدعومة بارتفاع إيراداتها غير الأساسية. تعتبر شركة أسمنت الفجيرة، الشركة الوحيدة العاملة في قطاع الأسمنت rlm;بدولة الإمارات العربية المتّحدة التي تمتلك أيّ محفظة استثمارية وهي تعتمد اعتمادا كليّاً على أنشطتها الأساسية. وسجّلت rlm;الشركة ارتفاعا في أرباحا بلغت نسبته 13 في المئة لتصل إلى 196 مليون درهم في العام 2008.rlm;

وضعت شركات الأسمنت نفسها على الطريق الصحيح كما أنّها تجري توسعات ضخمة في طاقتها الإنتاجية. ومن المتوقّع أن ترتفع إجمالي الطاقة الإنتاجية لدول مجلس التعاون الخليجي إلى 112 مليون طن سنويًا بحلول العام 2011 بالمقارنة مع 85 مليون طن سنويا في نهاية العام 2008. وتجري كلّ من شركات الأسمنت المدرجة وغير المدرجة في السوق السعودي توسعات في طاقتها الإنتاجية لترتفع من 44 مليون طن سنويا في العام 2008 إلى 55 مليون طن سنويا بحلول العام 2011. كذلك، تعمل الإمارات العربية المتّحدة على رفع طاقتها الإنتاجية من الأسمنت من 29 مليون طن سنويا في العام 2008 إلى 41 مليون طن سنويا بحلول العام2011. و في نهاية العام2011، يتوقّع أن تتراوح الطاقة الإنتاجية للأسمنت في الكويت، وعُمان، وقطر بين 5-6 مليون طن سنويا مسجلة مقارنة بالمستويات الحالية.