طلال سلامة من روما: تدرس شركة quot;اينيquot; النفطية الإيطالية عملية قد تُغلق نهائياً، ان تم العمل بها، ملفاً تاريخياً واكبها منذ تأسيسها، قبل ستين عاماً تقريباً. في الوقت الحاضر، يقوم خبراء quot;اينيquot; المملوكة الى الخزينة الإيطالية بدراسة إمكان بيع جزء كبير مما تبقى لها من مستودعات غاز الميثان، على الأراضي الإيطالية، بأوقات سريعة. وما تزال تفاصيل هذه العملية، التي ستساعد quot;اينيquot; في جني الأموال من جهة والهروب من قبضة سلطات مكافحة الاحتكار من جهة أخرى، مجهولة التفاصيل إنما يبدو أن الشركة تخطط لبيع هذه المستودعات خلال أكثر من مزاد علني بهدف جني 2 بليون يورو تقريباً. فيما يلي نص الحوار الذي أجراته quot;إيلافquot; من روما، مع باولو سكاروني، المدير العام بالتكليف في quot;اينيquot;.

إيلاف: ما هي أبعاد هذه العملية؟

ان احتياطات آبار الغاز الطبيعي أضحت محدودة. لذلك، فان التخلص من بعض مستودعات الغاز له قيمة رمزية عالية. عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، ساعد اكتشاف آبار الغاز، شمال ايطاليا، رئيس الشركة آنذاك، انريكو ماتيي، في تحويل quot;اينيquot; من شركة صغيرة الى أخرى محتكرة لأعمال الغاز هنا. أوتوماتيكياً، بدأت quot;اينيquot; تلعب دوراً طليعياً في المحرك الصناعي للبلاد.

إيلاف: ما هي أوضاع عمليات استخراج الغاز؟

نما الإنتاج الوطني للغاز الطبيعي منذ عهد رئيس الشركة انريكو ماتيي لغاية تسعينات القرن الماضي، عندما تخطت كمية الإنتاج السنوية 20 مليار متر مكعب. بعد ذلك، هوى الإنتاج بسرعة. بدأت quot;اينيquot; استكشاف واستخراج الغاز من شمال ايطاليا منذ عام 1938. تدريجياً انتقل مركز كتلة استخراج الغاز نحو البحر الأدرياتيكي، قبالة شواطئ مدينة quot;رافيناquot;، نزولاً الى منصات الاستخراج بجزيرة صقلية. وصل التراجع الإنتاجي الى منعطف هام، في عام 2007، عندما وصلت كمية الغاز المنتجة سنوياً الى أقل من 10 مليار متر مكعب للمرة الأولى. بالطبع، احتلت quot;اينيquot; المركز الأول بين المنتجين الوطنيين كونها استأثرت ب80 في المئة من ناتج الغاز المستخرج في حين استأثرت شركة quot;اديسونquot; ب7 في المئة منه. من جانب آخر، فان جزء كبير من الغاز الذي تحرقه ايطاليا(90 في المئة) يأتي اليوم من الخارج، خصوصاً من الجزائر وروسيا.

إيلاف: هل تريدون بالفعل إغلاق الجزء الأكبر من أعمال الغاز الوطنية؟

أن الأمر وارد جداً. نحن ندرس مع وزارة الإنماء الاقتصادي احتمال التخلص من مستودعات الغاز هنا، ما عدا تلك الواعدة في سهل quot;فال داغريquot; وأعلى البحر الأدرياتيكي قبالة شواطئ مدينة البندقية شمال ايطاليا أين توقفت أنشطة استخراج الغاز من جراء مخاوف سلطات مدينة البندقية من التداعيات على البيئة. مؤخراً، أعرب كلاوديو سكايولا، وزير الإنماء الاقتصادي، عن نيته في تخطي الشلل الذي أصاب هذه الأنشطة هناك. نحن ننتظر قراراته!

إيلاف: ما هي منافع هذه العملية؟

إلى جانب جني الأرباح ثمة سببين يشجعنا على التفكير في بيع أصول الغاز الوطنية. فأحجام استخراج الغاز تتراجع باستمرار مما يقلل من أهمية مستودعات الغاز هنا، بالنسبة للشركة. مع ذلك، تعتبر هذه المستودعات مثيرة للاهتمام بنظر بعض المشغلين الوطنيين وربما بعض المجموعات الأجنبية التي تريد ترسيخ تواجدها بإيطاليا لا سيما ان تم بيع هذه المستودعات بسعر مغرا. عن شركة quot;اديسونquot; أنا أتوقع إقبالاً لشراء هذه المستودعات من شركتي quot;غاز دي فرانسquot; الفرنسية وquot;ايونquot; الألمانية. في أي حال، أنا لا أستبعد أن نخوض معارك قانونية ضارية مع سلطات مكافحة الاحتكار بشأن بيع هذه المستودعات. علاوة على ذلك، تتهمنا المفوضية الأوروبية بسلوكيات غير صحيحة في إدارة الأنابيب التي تنقل الغاز لطبيعي من روسيا وأوروبا الشرقية.