الدمام-إيلاف: قال كبير مستشاري هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور إبراهيم بن عبد الرحمن القاضي أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات سجل أعلى معدل لأسرع القطاعات الاقتصادية نمواً في المملكة بنسبة 9.3% مشيراً إلى إن الجهود في الانتقال بالمملكة إلى الإقتصاد المعرفي تتم بوتيرة أسرع. وتطرق القاضي خلال ندوة نظمتها غرفة الشرقية ممثلة بلجنة الاتصالات وتقنية المعلومات أمس الثلاثاء الموافق 9 يونيو 2009 بعنوان quot;مستقبل الاتصالات والمعلوماتية في المملكة quot;إلى مراحل تحرير قطاع الاتصالات بالمملكة مشيراً إلى أن الهيئة أصدرت حتى الآن 297 رخصة متعددة الخدمات. وأوضح القاضي أن سوق الاتصالات المتنقلة تسهد نمواً سريعاً حتى أنه يتعامل معها الآن 120% من السكان في المملكة فيما وصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى 7.7 مليون مستخدم وهو ما يمثل ثلث عدد السكان فيما قفز عدد المشتركين في خدمات النطاق العريض إلى 1.3 مشترك بنهاية 2008 متضاعفاً بأكثر من 20مرة بالمقارنة بالمشتركين في 2005 ، وفي مجال الهاتف الثابت وصل عدد الخطوط العاملة أكثر من 4.1 مليون خط منها حوالي 3 مليون خط منزلي .
وأوضح أن معدل النمو السنوي لإيرادات الشركات المستثمرة في قطع الاتصالات وصل إلى 49 مليار ريال فيما كانت في العام 2007 قرابة 42 مليار ريال بمعدل نمو قدره 14% ، وتمثل الاتصالات المتنقلة حوالي 79% من إجمالي الإيرادات في السوق السعودية. وتوقع القاضي أن تتجه أسعار خدمات الاتصالات إلى انخفاض أكثر خلال السنوات الخمس المقبلة مشيراً إلى أن القطاع كان الأقل من حيث تسجيل التضخم بالمقارنة مع بقية السلع والخدمات حيث انخفضت الأسعار خلال السنوات الخمس الماضية في القطاع بنسبة 23% .وتناول الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات ترتكز على رؤية مستقبلية للتحول إلى مجتمع معلوماتي واقتصاد معرفي وعدة أهداف أخرى تخدم هذا التوجه ، كما استشرف القاضي المستقبل المتمثل في زيادة المنافسة ورفع الجودة وارتفاع مستخدمي الإنترنت وزيادة استخدام اللغة العربية في الإنترنت ونمو التجارة الإلكترونية ومشروع إنجاز المعاملات الإلكترونية وتواصل انخفاض أسعار الخدمات وتعدد الخيارات .
من جانبه قدم مدير عام العلاقات العامة والشؤون الدولية والإعلام سلطان بن محمد المالك عرضاً بعنوان( التوعية بالاستخدام الأمثل لخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات) لافتاً إلى حملة تصدت لها الهيئة مؤخراً وموجهة للمشتركين بخدمات الاتصالات وتتمحور في التوعية بالاستخدام لأمثل لهذا التقنية وتهدف للتصدي للرسائل الاقتحامية والغير معروفة المصدر على الهاتف المتنقل والبريد الإلكتروني ومنع تكرار جرائم الابتزاز بالصور ومقاطع الفيديو والتأكيد على أن هذه الوسائط لا يجب أن تكون مكاناً لحفظ المعلومات الخاصة بالمستخدم حيث أكد على أن الهيئة لن تتوقف عن استقبال الشكاوى بهذا الصدد ومتابعتها مع الجهات القضائية ذات العلاقة . وفي ورقة بعنوان (التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة من المحطات القاعدية ال لاسلكية والهواتف المتنقلة ومدى تأثيراتها الصحية على الإنسان) قدم رئيس مشروع الإرشادات الوطنية للتعرض البشري للمجالات الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية المهندس طارق بن حسن العمري عرضاً شيقاً تضمن تطمينات لمستخدمي أجهزة الهاتف المتنقل على عدم تأثر صحة المستخدم بالترددات والإشعاعات الصادرة منها والتي أكد أنها أقل بمرات من معدلات الإشعاعات المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية . وأوضح القرني أن لا علاقة تذكر بين كثرة أعداد أبراج الجوال وتلك الإشعاعات مؤكداً على أن كثرتها سيكون إيجابياً من حيث عدم الحاجة لإصدار طاقة أكبر من الهاتف المحمول للبحث عن ترددات من أبراج في نطاق أبعد .
وأشار القرني إلى هناك مشروعاً بدا ولا زال مستمراً لقياس مستوى الإشعاع الصادر من هوائيات المحطات اللاسلكية في المملكة وتم فعلاً القياس في أكثر من 130 موقعاً وتم إنجاز أولى المراحل بينما تتم حالياً تنفيذ المرحلة الثانية بالتنسيق مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مبيناً أن نتائج القياسات الميدانية التي أجريت في المملكة وأسلوب إجرائها المبني على أفضل الممارسات العالمية بالتعاون مع جهات أكاديمية وبحثية وطنية، حيث وجد أن أعلى مستوى للإشعاع تم قياسه من هذه المحطات يقل بمئات المرات عن الحد المسموح به في الضوابط المعتمدة من الهيئة. وخلال هذا العرض تم استعراض آخر النتائج التي توصلت إليها المنظمات والهيئات الدولية الحيادية ومنها منظمة الصحة العالمية (WHO) التي تؤكد بأنه لا يوجد حتى الآن دليل علمي يثبت وجود تأثيرات سلبية على الصحة عند التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية المطابقة للمعايير الدولية.
من جانبه قال عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات خالد العبد الكريم أن انعقاد هذه الندوة في هذا الوقت الذي تشهد تطورات سريعة ومستمرة في تقنية المعلومات والاتصالات، ومواكبة من الغرفة لما يجري في هذا القطاع الحيوي والمهم من متغيرات، وما يلحق به من مستجدات، كما يؤكد حرص الغرفة على متابعة الجديد في هذا المجال، وحرصها على تفعيل علاقة مشتركيها بما يشهده العالم من أفكار ونظم وبرامج وأساليب جديدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، تطويرا لبيئة هذا القطاع في المنطقة من ناحية، وتطويرا لبيئة العمل الداخلية بالغرفة، حيث صارت تمثل ضرورة لتقديم خدمات أفضل للمشتركين ، مقدماً شكر الغرفة للرعاة الرسميين لهذه الندوة وهم شركة الفلك للمعدات والتجهيزات الإليكترونية وشركة العبد الكريم القابضة. وأدار العبد الكريم حواراً مفتوحاً بين مهتمين وأكاديميين ومستثمرين حضروا بكثافة ووفد الهيئة تناول جوانب متعددة وفي ختام الندوة قام العبد الكريم بتكريم الضيوف ورعاة الندوة ومدير فرع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالمنطقة الدكتور خالد بن سليمان السلوم .
التعليقات