نزيهة سعيد من المنامة: تبدأ شركة طيران الخليج، الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، بتسيير رحلاتها إلى بغداد اعتبارًا من أول سبتمبر (أيلول) المقبل، وستضيف وجهتين إضافيتين في العراق إلى شبكتها، وهما مدينة النجف وأربيل في شمال العراق قبل نهاية الشهر ذاته. يأتي ذلك بعد أن توقفت الرحلات المباشرة إلى العراق منذ الحرب على العراق، وعدم السماح لعدد من شركات طيران من الأردن وتركيا وجنوب إفريقيا بتسيير رحلات مباشرة من البحرين إلى العراق عبر مطار النجف في 2008. في الوقت الذي تعتبر فيه العراق وجهة للشيعة البحرينيين الذين يزورون العتبات المقدسة في كربلاء والنجف في العراق وخصوصًا في بعض المناسبات الدينية كأربعينية الأمام الحسين وعاشوراء وغيرها، عبر خطي (بحرين ـ دبي ـ بصرة) و(بحرين ـ كويت ـ بصرة)، في الوقت الحالي. ومن المقرر أن تطرح رحلات العاصمة العراقية بغداد للبيع على شبكة الإنترنت ابتداءً من اليوم، السادس من أغسطس/آب 2009، إضافة إلى وكالات السفر ومكاتب بيع شركة طيران الخليج. وسوف تقوم الشركة بتشغيل خمس رحلات أسبوعيًا إلى بغداد باستخدام طائرات أيرباص A320 ، على أن ترفع عدد الرحلات إلى رحلة يوميًا في المستقبل القريب، متى ما توافرت الظروف الملائمة لذلك، حسب بيان الشركة.


وجاء في بيان الشركة أن إدراج العراق ضمن شبكة طيران الخليج الإقليمية هو قرار منطقي سواء من الناحية الجغرافية أو الاقتصادية فهناك دليل واضح على طلب رحلات مباشرة من البحرين إلى العراق، وسيكون خط العراق خطًا مكملاً لرحلات الشركة من وإلى أوروبا وعلى وجه الخصوص لندن، وسوف تمكن الشركة من ربط مسافريها من مختلف الوجهات في أقل من ساعتين عبر مملكة البحرين وتجري حاليًا العديد من التحضيرات للبدء في تسيير رحلات شركة طيران الخليج إلى أربيل والنجف أكبر مدن العراق بحلول نهاية سبتمبر/أيلول. وقال الرئيس التنفيذي لطيران الخليج سامر المجالي قائلاً إن هناك دلائل تاريخية على عمق العلاقات التجارية التي كانت تربط بين البحرين والعراق، وبصفتنا الناقلة الوطنية لمملكة البحرين أردنا الاستفادة الكاملة من هذا الاتفاق لتسيير الرحلات بين البلدين الذي تم في الشهر الماضي ونحن بصدد خلق علاقة اقتصادية قوية والإسهام في إعادة إعمار العراق والاستفادة بشكل كبير من النمو المتسارع الذي سيشهده الوضع في العراق على الصعيدين التجاري والثقافي.


ويأتي قرار استئناف الرحلات نتيجة الاتفاق الذي عقد بين حكومتي البحرين والعراق في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، والذي يقضي الاتفاق بحسب بيان الشركة، بتسيير 7 رحلات أسبوعية من البحرين إلى بغداد و12 رحلة أسبوعية لمدينة النجف العراقية. وكانت البحرين قد بدأت تسيير أول رحلة بحرية مباشرة منذ عدة سنوات، إلى بغداد في يونيو (حزيران) الماضي، على متن الباخرة KGL المملوكة إلى مستثمرين كويتيين من ميناء الشيخ خليفة متوجهة إلى ميناء أم قصر العراقي وعلى متنها زهاء 160 راكباً، معظمهم من البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. وتضم الباخرة quot;أمير القلوبquot; المكيفة 240 مقعداً للدرجة السياحية، و102 مقعد للدرجة الأولى، بالإضافة إلى خمس غرف خاصة، كما تضم كفتيريا وغرف للصلاة وتلفزيونات، وخدمات أخرى للركاب للاستئناس بها خلال الرحلة التي تستغرق نحو 10 ساعات في الرحلة الواحدة، وشركة quot;انشكيبquot; لخدمات الشحن هي الوكيل المعتمد للباخرة، وتسير بنحو 33 عقدة في الساعة.


وجاء في بيان شركة quot;انشكيبquot; أن من أهم أسباب تشغيل الخط البحري عدم وجود مطارات مهيأة في العراق للقيام برحلات مباشرة إلى البلد العربي، الذي استعصى الوصول إليه بسهولة عن طريق الرحلات الجوية منذ تفجر الحرب العراقية - الإيرانية في العام 1980، كما أن التكاليف الباهظة، والرغبة في خدمة زوار الأماكن المقدسة هي كذلك من الأسباب التي دفعت الشركة لتشغيل الخط. وأدت ثلاثة حروب - هي الحرب العراقية الإيرانية، والغزو العراقي للكويت في العام 1990، والحرب الأميركية على العراق، إلى تفتيت البنية التحتية للعراق، ومنع ملايين الأشخاص من السفر إلى البلد الذي يقف على بوابة الخليج الشمالية، وتكلف الرحلة الواحدة 145 ديناراً في الدرجة السياحية، و160 ديناراً للدرجة الأولى.وكان نحو 23 ألف شخص قد سافروا إلى العراق من البحرين في بداية العام الجاري لحضور ذكرى أربعين الإمام الحسين، عن طريق الطيران إلى دبي أو الكويت، أو سورية أولا قبل التوجه إلى العراق بالطائرة..