تفتتح في لندن ندوة رأس المال الإسلامي، في وقت ينتظر فيه نمو أدوات الديْن ورأس المال الإسلامي بقوة خلال العامين المقبلين، من ضمنها إصدارات الصكوك الإسلامية؛ وخصوصا بعد انتشارها لتشمل أسواق الولايات المتحدة الأميركية واليابان وسنغافورة ودول الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى أسواق دول الخليج العربية، ودول جنوب شرق آسيا. والندوة هي الأخيرة في سلسلة ندوات تهدف إلى التركيز على موضوعات محددة، وستقدم الندوة نظرة مفصلة وفهما متعمقا لمختلف جوانب صناعة التمويل الإسلامي، وفقا لما صرح به المنظمون (ICG).وأدوات الدين الإسلامي وأسواق رأس المال، مجموعة ضخمة مرشحة للنمو على مدى السنوات القليلة المقبلة، في وقت تزداد فيه إصدارات الصكوك، إذ إنه على سبيل المثال، تتم الآن في الاتحاد الأوروبي واليابان وسنغافورة والولايات المتحدة وحتى جنوب إفريقيا إصدارات جديدة، بالإضافة إلى النمو الهائل في الأسواق التقليدية في دول مجلس التعاون الخليجي وجنوب شرق آسيا، مثل ماليزيا، وأن المنتجات الإسلامية، مثل التورق، هي أيضا بداية للانطلاق في دول الخليج الست وماليزيا.

المنامة:قال بيان المنظمين: laquo;إذا حكمنا من خلال سلسلة من الإصدارات الحديثة والمعاملات، التي أصبحت الآن تشمل الشركات الكبرى مثل الشركة السعودية للصناعات الأساسية، والشركة السعودية للكهرباء، ودار الأركان للتطوير العقاري، ومصرف الإمارات الإسلامي، وبنك دبي الإسلامي،

ومصرف أبوظبي الإسلامي، وخزانة بيرهاد، وهي الذراع الاستثمارية لوزارة المال الماليزية، فإن الصكوك يتوقع لها أن تقفز ويرتفع عددها.وفي وقت أصبحت الصكوك الإسلامية مقبولة دوليا، فإن العقود في أسواق رأس المال الإسلامي أقرب إلى أدوات المرابحة والإجارة، وأن وزارة الخزانة البريطانية، ووزارة المالية اليابانية تستكشف الآن بجدية إمكانية استخدام هذه الصكوك باعتبارها أداة لإدارة الديون بالجنيه الإسترليني والين الياباني في أسواق الجملة. كما أن البنك الدولي والمؤسسة المالية الدولية قد أصدرت بالفعل أوراقا بالعملة المحلية في ماليزياraquo;.وأضاف البيان laquo;يمكن أن تكون الصكوك أداة مثالية لتطوير البنية التحتية وتمويل المشروعات في وقت تسعى فيه الشركات والمصارف إلى جمع تمويل لعمليات توسع، لأن إعادة تمويل العمليات الحالية أكثر كلفة، أو تستخدم للأغراض العامةraquo;.

وستبدأ ندوة أسواق رأس المال الإسلامي بورقة بشأن التحديات القانونية المحتملة في مستقبل هيكلة الصكوك، وأخرى بشأن أثر هيكلة وإصدار الصكوك على القيمة المضافة، بالإضافة إلى دراسة حال الابتكارات في مجال هيكلة الصكوك، وإصدار الصكوك في الغرب، وتطوير سوق رأس المال وتشجيع النشاط الثانوي، وكيفية الوصول إلى سوق الصكوك من منظور المستثمر.لكن تقريرا صدر حديثا بيَّن أن الصكوك الإسلامية حصلت على اعتراف من قبل الخبراء في العالم كأداة استثمارية تضاهي السندات التقليدية، لكن العديد من التحديات تواجه هذه الصناعة التي بدأت المؤسسات إصدارها في مطلع الثمانينيات، ونمت بسرعة خلال العشر سنوات الماضية، قبل أن تتراجع قليلا خلال العام الجاري تحت وطأة الأزمة المالية العالمية وما صاحبها من ركود اقتصادي.وأوضح التقرير، أن من ضمن التحديات التي تواجه الصكوك هي، ارتباطها بمؤشر أسعار الفائدة السائدة في الأسواق العالمية، المعروف بالايبور (libor) والمستخدم على نطاق واسع، وأن عدم توحيدها من قبل الدول المصدرة لها كأداة للتمويل يحد من قدرتها على المنافسة في الأسواق الدولية.

كما أن من ضمن التحديات قلة الإصدارات الجديدة للصكوك في العالم العربي والإسلامي، وما يتبعها من شح في السيولة؛ لأن الصكوك هي أداة استثمارية يتم شراؤها والتمسك بها إلى حين حلول أجل الاستحقاق، وأن عدم وجود سوق ثانوية نشطة يتم فيها تداول الصكوك يحد كذلك من تطور آلية شفافة لأسعار الإصدارات الثانوية.لكن الانتقاد الشديد الذي يوجه إلى الصكوك الإسلامية هي أن العائد عادة يكون متلازما مع أسعار الفوائد في الأسواق العالمية laquo;وأن الارتباط القوي بين الأسعار المبنية على الفائدة والربا المحرمة شرعا يقلق العديد من هيئات الشريعة الإسلاميةraquo;. كما أن أدوات التحوط الإسلامية لاتزال غير متوافرة إلى المستثمرين بسبب أن المشتقات المالية التقليدية تشجع المضاربة المحرمة وفقا للشريعة الإسلامية، ولذلك فهي أحد التحديات التي تواجه تطور الصكوك الإسلامية.

وقد بلغ مجموع إصدارات الصكوك العالمية نهاية العام الماضي نحو 82 مليار دولار، 62 في المئة منها أصدرت بالعملة الماليزية الرنجت، على رغم أن الرغبة لإصدار الصكوك الإسلامية انتشرت إلى بقية الدول الآسيوية.ومن المنتظر أن تقود إصدارات وشيكة للسندات الإسلامية من قبل البنك الإسلامي للتنمية، وكذلك البحرين وبقية دول الخليج العربية إلى انتعاش السوق بعد تراجعها في الأشهر الماضية بسبب الأزمة المالية والكساد الاقتصادي العالمي، إضافة إلى تدهور ثقة المستثمرين وصعوبة الحصول على السيولة.وتفتخر المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية باستمرارها تحقيق أرباح صافية في ظل بيئة غير صحية تعيشها المصارف التقليدية والتي أدت إلى انهيار العشرات من المصارف خلال أقل من عام على بدء الأزمة.