باشرت quot;حمىquot; الذهب، التي تفشت حول العالم في الشهور الأخيرة، في موازاة أزمة الديون السيادية الأوروبية، تغذية استراتيجيات استثمارية جديدة يرى الخبراء أنها ستلعب دوراً في quot;نفخquot; الطلب على شراء الذهب الى حد أبعد. يكفي النظر مثلاً الى زيادة عدد صناديق الاستثمار الموجهة للذهب أي الاستثمار في أسهم شركات مناجم الذهب.

برن (سويسرا): ظاهرة في سويسرا صناديق الاستثمار الناشئة هذه جديدة وواعدة، في الوقت ذاته. في الوقت الحاضر، تستأثر شركة quot;باولسون آند كوبريشنquot; (Paulson amp; Co) بأكبر صندوق استثمار موجه للذهب، حول العالم. وفي مطلع أبريل(نيسان) الماضي، بلغ مجموع ما استثمرته هذه الشركة، في صندوق موجودات الذهب (Spdr Gold Trust)، حوالي 3.43 بليون دولار أي ما يعادل 17 في المئة من ثرواتها. كما يصل وزن ما استثمرته شركة quot;باولسون آند كوبريشنquot; في صندوق موجودات الذهب، المذكور في الأعلى، الى مائة طن من الذهب أي أكثر من احتياطات الذهب التي يمتلكها راهناً مصرف أستراليا المركزي! بالطبع، نجد صناديق استثمار أصغر أخرى، موجهة للذهب، تم تأسيسها في العام الماضي، كما صندوقي التحوط (Osmium Capital Management) و(Superfund Asset Management).

في سياق متصل، يشير أندريه غروب، الخبير في قسم الاستثمار في الثروات المعدنية بمصرف كريدي سويس، بمدينة برن، الى أن العديد من صناديق التحوط quot;هيدج فاندquot; بدأ تأسيس صناديق الاستثمار، الموجهة للذهب، بدلاً من تأسيسها بالدولار الأميركي أم اليورو أم الجنيه الاسترليني، بهدف حماية العملاء من مخاطر سوق تبادل العملات الرئيسية التي ينظر اليها المستثمرون الآن بريبة. علاوة على ذلك، ينبغي على صناديق التحوط أن تغطي مناوراتها عن طريق شراء الذهب! فهذا المعدن الثمين ضمانة أكيدة لجميع تحركاتها، ومن ضمنها المضاربات الوحشية التي غالباً ما تتحول الى زلازل تضرب الأسواق المالية.

وينوه الخبير غروب بأن انتعاش الدولار الأميركي، أمام اليورو والفرنك السويسري وعملات أجنبية أخرى، لن يكون طويل الأمد. كما أن السيولة المالية التي أغرقت البورصات الأوروبية سيكون لها أعراض جانبية على رأسها عودة التضخم المالي. ولا يخفي هذا الخبير اعجاب المصارف السويسرية الكبرى، ومن ضمنها مصرف كريدي سويس، بحمى الاستثمار في الذهب. لذلك، فان المصارف السويسرية تغازل اليوم شركات مناجم الذهب، كما quot;كينروس غولدquot; وquot;أنجلوجولد أشانتيquot;، بهدف شراء الأسهم منها. وبعد تراجع طلبات شراء سبائك الذهب بنسبة 25 في المئة، في الربع الأول من العام(على أساس سنوي)، لما مجموعه 760 طناً، يتوقع هذا الخبير انتعاش الاستثمار العالمي في الذهب، في الربع الثاني من العام الجاري.

وبين مشتري الذهب، الذي يخططون لتوطيد استثماراتهم في هذا المعدن الثمين، نجد صندوق الثروة السيادية الصيني (CIC)، الذي اشترى سبائك لما مجموعه حوالي 200 مليون دولار، وشركة quot;شرودرزquot; العالمية، المتخصصة في ادارة الأصول، التي اشترت، من السوق اللندنية مؤخراً، كميات كبيرة من الذهب الذي يشكل اليوم 15 في المئة من موجوداتها. علينا ألا ننسى كذلك المصارف المركزية الأوروبية، التي ستواصل شراء سبائك الذهب، وفق رأي هذا الخبير، بصورة نظامية لغاية نهاية العام.