لو تحدثنا عن التسرب النفطي لمنصة شركة بي بي النفطية البريطانية، في المحيط الأطلسي، لوجدنا أنه يُقدر بملايين الليترات من النفط، يومياً. علاوة على ذلك، تواجه الشركة اليوم كرهاً شعبياً ومحاولات عدة للرئيس الأميركي لجرجرتها الى قاعات المحاكم. ما يكفي لتدمير سمعة أي شركة دولية.

برن (سويسرا): أسهم شركة بريتيش بتروليوم العملاقة، برغم تراجع تصنيفها الائتماني لدى وكالتي موديز وميريل لينش، ما زال المفضل لدى خبراء الأسواق المالية. صحيح أن بي بي قد تكون مسؤولة عن دفع أضرار، يصل مجموعها الى 10 بليون دولار، الا أن المحللين في عدة شركات تحليل مالية عريقة، كما quot;بارونزquot; وquot;أوبنهايمرquot;، نسبوا الى تصنيف quot;بي بيquot; الائتماني درجة أفضل متوقعين هكذا زيادة لافتة في قيمتها، لاحقاً. فامكانات النمو، لدى بي بي، تتخطى بكثير النتائج السلبية المتعلقة بحادثة التسرب النفطي في خليج المكسيك. ما يعني أن المخاوف بشأن افلاس بي بي غير واردة اطلاقاً. فالعالم بحاجة ماسة الى النفط. وعقب النجاح في سد التسرب النفطي، فان الأحوال ستعود الى طبيعتها برغم استمرار هبوط وابل من الشكاوى على رؤوس مديري بي بي.

ان التاريخ علمنا كيف تنجح الشركات الكبرى، الواقعة في مأزق، في التملص دوماً من مسؤولياتها. ونجد بينها شركة quot;اكسونquot;، عقب تعرضها لحادثة ألاسكا، وquot;فيليب موريسquot; التي حُكم عليها بدفع بلايين الدولارات للمدخنين المصابين بالسرطان.

في هذ الصدد، تشير ديبرا غيتيني، مسؤولة العلاقات العامة في فرع مصرف quot;سيتي غروبquot; بمدينة جنيف، لصحيفة ايلاف الى أن عقود شركة بي بي قد تتعرض لانتكاسة، مستقبلاً. لكن لا أحد سيمنعها من ممارسة أنشطة الاستكشاف والحفر في تلك المناطق أين حصلت بي بي على جميع التراخيص القانونية. كما أن معظم الشركات العملاقة، التي مرت بأزمة أم كارثة، عادت لتقتحم الأسواق بصورة أقوى من أي وقت مضى. وتتوقف الخبيرة للاشارة الى أن باخرة النقل التابعة لشركة quot;اكسونquot; ضخت في مضيق الأمير ويليام، بألاسكا، أكثرمن 40 مليون لتراً من النفط. آنذاك، أصاب التلوث النفطي أكثر من 2100 كيلومتراً من شواطيء الأطلسي و28 ألف كيلومتراً مربعاً في قلب المحيط. على بعد 20 عاماً من هذه الحادثة، تعتبر شركة اكسون، اليوم، الأكثر ربحية في العالم. أما قيمة سهمها فهي ارتفعت 930 في المئة، منذ حصول هذه الحادثة البيئية لغاية اليوم.

على صعيد الأضرار، التي ينبغي على بي بي أن تغطيها، تنوه الخبيرة غيتيني بأن ما يُشاع اليوم مبالغ به. وفي حال تمكن القضاة من الحكم على بي بي بتعويض الأَضرار البيئية، فان الأخيرة قد تدفع بليون دولار، كحد قصى، مع بعض الفوائد عليها. في ما يتعلق بمستقبل سهم بي بي فان حوالي 45 في المئة من خبراء وعباقرة الأسواق المالية، الأميركية والأوروبية والسويسرية، يراهنون بشدة على سهم بي بي مقارنة بأسهم الشركات النفطية الأخرى. ما يعني أن شراء أسهم بي بي، أم مواصلة شراؤها، هو الصواب بعينه!