تدرس ألمانيا وفرنسا الآن سُبُل تمكنهما من إنشاء نظام من مستويين للعملة الأوروبية الموحدة quot;يوروquot;، وذلك للفصل بين الدول القوية الواقعة في شمال القارة عن الدول الضعيفة في الجنوب، وفقا ً لمعلومات أفادت بها اليوم صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية.

القاهرة:يكشف مسؤول أوروبي للصحيفة عن أن هذا الخيار الدراماتيكي يتم بحثه الآن على المستوى الوزاري. ويعتقد ساسة بارزون أن كيانات بلادهم الاقتصادية بحاجة إلى الحماية بشكل أفضل، لأنهم لن يتمكنوا من التعامل مع أزمة أخرى على شاكلة الأزمة الحاصلة في اليونان. وتشير الصحيفة في هذا الصدد كذلك إلى أن الخطوة التي سيتم بموجبها إنشاء منطقة قوية لليورو سوف تشتمل في البداية على فرنسا وألمانيا وهولندا والنمسا والدنمارك وفنلندا. بينما ستُترك دولٌ أخرى من بينها اليونان واسبانيا وايطاليا والبرتغال وكذلك ايرلندا في تجمع آخر في منطقة البحر المتوسط.

ثم عاود المسؤول الأوروبي ليقول إن مسؤولين ألمانا وفرنسيين قضوا في البداية أشهرًا لبحث طريقة تمكنهم من استبعاد الدول ذات الأداء الفقير عن اليورو، لكنهم قرروا أن تلك الخطوة غير مُجدية. وأشارت الصحيفة في السياق نفسه إلى أنه يتم الآن فحص فكرة إنشاء نظام نقدي من مستويين في منطقة اليورو المكونة من ستة عشر دولة بوصفها quot;خطة بديلةquot;. وتنقل الصحيفة عن المسؤول الأوروبي هنا قوله :quot; الفلسفة هي أن الدول الأقوى قد تحتاج للابتعاد عن الدول التي لا تستطيع الإنقاذ. وباعتبارها وسيلة لاحتواء الضرر، قد يتعين على تلك الدول القوية أن تقوم بشيء دراماتيكي، رغم صعوبة تنفيذ ذلك بشكل واضح على المدى القصيرquot;.

وأضاف:quot; إنه عمل يائس. فهم لا يتحدثون عن حلول نموذجية، وإنما عن أهون الشرور. فمساعدة اليونان قد تتم بأسعار زهيدة نسبيا ً، لكن ليس بوسعهم أن يتحملوا السماح لاسبانيا بالانهيار أو القيام بإنقاذها. ويعد وضع مزيد من الضغوط على المسؤولين في فرنسا وألمانيا لإنقاذ دول أخرى أمرا ً يفتقد إلى الجدوى من الناحية السياسيةquot;. وتشير الصحيفة في هذا الإطار إلى أن إحدى الخيارات المطروحة وتعنى بتوفير الحماية للدول الأكثر ثراء ً في شمال القارة الأوروبية ومساعدة دول جنوب القارة المثقلة بالديون، سيتمثل في قيام ألمانيا بقيادة مجموعة من الدول للخروج من نظام اليورو القائم حاليا ً وتبني عملة أوروبية موحدة جديدة جنبا ً إلى جنب مع العملة القديمة.

وبحسب الصحيفة، فإن اليورو القديم سينخفض بحدة أمام العملة الجديدة التي تهيمن عليها ألمانيا وفرنسا، لكن الحماية ستتوافر لدول الشمال والجنوب على حد سواء. فدول الشمال ستحمى من عدوى الديون، بينما ستكون دول الجنوب بمنأى عن أهوال الطرد والاضطرار للمضي قدما ً في طريقها بمفردها. وفي الوقت الذي تبين فيه أن ساركوزي كان يتعامل في بداية الأمر مع الفكرة بحالة من الفتور، إلا أن مشاعر الإحباط قد نمت لديه في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي في اليونان والآن اسبانيا، ما جعله يسمح للمسؤولين ببحث المقترحات. وتشير الصحيفة في ختام تقريرها إلى أن إخراج إحدى الدول من نظام اليورو، قد يدفع المنطقة بأسرها إلى حالة من الركود، لأن البنوك الأوروبية منكشفة للغاية على الديون في جنوب القارة الأوروبية، بينما ستكون التداعيات بالنسبة للدول الموجودة في النظام أكثر كارثية.