إيلاف من القاهرة: كان تيتي نب فو، وهو طبيب رفيع المستوى في عهد الفرعون بيبي الثاني، يحمل ألقابًا مثل رئيس أطباء الأسنان، وكاهن سركيت، ومدير النباتات الطبية.
وقد اكتشفت بعثة أثرية فرنسية سويسرية مشتركة مقبرة من الطوب اللبن عمرها 4 آلاف عام تخص تيتي نب فو، وهو طبيب ملكي من عهد الفرعون بيبي الثاني، وذلك في منطقة آثار سقارة جنوب القاهرة، حيث توجد مقابر كبار الموظفين في العهود الفرعونية.

وتحتوي المقبرة على نقوش ورسومات حية على جدرانها تكشف عن جوانب جديدة من ثقافة الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة، بما في ذلك الجوانب الثقافية والطبية.
ورغم وجود أدلة على عمليات النهب القديمة، إلا أن جدران المقبرة لا تزال سليمة، مما يوفر لمحة نادرة عن الحياة اليومية والممارسات الثقافية في عصر الدولة القديمة، وفقًا لوزارة السياحة والآثار.

كبير أطباء القصر
عاش تيتي نب فو في عهد الفرعون بيبي الثاني (حوالي 2278-2184 قبل الميلاد) وحمل العديد من الألقاب الرفيعة المستوى، بما في ذلك كبير أطباء القصر، وكاهن الإلهة سركت، ورئيس أطباء الأسنان، ومدير النباتات الطبية. داخل المصطبة، تم العثور على تابوت حجري يحتوي على نقوش هيروغليفية تحمل اسم وألقاب صاحب المصطبة. تتضمن النقوش الموجودة داخل المصطبة صورًا للطبيب الملكي وهو يؤدي واجباته الطبية.
وقال عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير :"الكشف يوضح لنا القيمة التاريخية والأثرية لمنطقة سقارة التي كانت مركزاً مهماً للدفن خلال عصور مصر القديمة".

نقوش مبهجة وألوان زاهية
تم تزيين الجزء الداخلي من مقبرة تيتي نب فو بمنحوتات معقدة لمشاهد جنائزية، بما في ذلك نقوش ملونة زاهية وباب وهمي مطلي، وقد نقشت على جدران المصطبة قائمة بأسماء القرابين، بالإضافة إلى إفريز يحمل ألقاب واسم تيتي نب فو.
النقوش تحتفظ بجمال ألوانها المبهجة، ما يدل على مهارة الفنانين المصريين القدماء وتقنياتهم المتقدمة.
وأشار الدكتور فيليب كولومبيرت، رئيس البعثة الفرنسية السويسرية، إلى أن أعمال الحفر تأتي في إطار الدراسة المستمرة لمنطقة سقارة المعروفة بوجود مقابر وكبار المسؤولين من المملكة القديمة في مصر.

سقارة كنز لا ينضب
وكانت البعثة قد كشفت في وقت سابق عن مصطبة للوزير ويني الذي اشتهر بامتلاكه أطول سيرة ذاتية لأي مسؤول كبير في الدولة القديمة، مسجلة على جدران مقبرته الثانية في أبيدوس.
ولا تزال المنطقة الواقعة جنوب سقارة، والتي تضم مقابر كبار رجال الدولة وزوجات الملك بيبي الأول، تقدم معلومات جديدة عن التاريخ المصري القديم، ويعزز هذا الاكتشاف فهمنا لتاريخ الدولة القديمة.