إيلاف من لندن: دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء في طهران، إلى دعم قوات الحشد الشعبي، محذرا من أن الولايات المتحدة تسعى إلى توسيع وجودها في العراق.
وقال خامنئي، في اللقاء الذي جرى في طهران، إن الحشد الشعبي- وهي مجموعة شبه عسكرية شيعية مدعومة من إيران- "هو أحد عناصر القوة المهمة في العراق، ويجب الحفاظ عليه وتعزيزه بشكل أكبر".
ويأتي تأكيد خامنئي على تعزيز الحشد الشعبي في وقت أفادت فيه تقارير سابقة بأن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران تهدف إلى مناقشة "سبل حل أو دمج بعض الجماعات المسلحة التي تقع ضمن إطار منظمة الحشد الشعبي".
ماذا يطلب ترامب من العراقي؟
والأسبوع الماضي، نُشرت تقارير تفيد بأن دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، أرسل رسالة خاصة إلى رئيس وزراء العراق، أكد فيها على ضرورة الحد من نفوذ القوات التابعة لإيران، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي خطاب منفصل اليوم الأربعاء، أكد علي خامنئي مجددًا على سياسة طهران المعادية لأميركا، وقال: "إيران قبل الثورة كانت تحت سيطرة أميركا، لكن الثورة الإسلامية حررت تلك الثروة السياسية والاقتصادية الهائلة من قبضة الأميركيين، ولهذا فإن حقدهم على الثورة عميق".
وأضاف خامنئي: "فشل أميركا في استعادة السيطرة على إيران، رغم التكاليف الباهظة التي تحملتها على مدى 46 عامًا، هو سبب آخر لحقدها على الشعب الإيراني والنظام. لقد منيت أميركا بهزيمة في هذا البلد، وهي تسعى لتعويض تلك الهزيمة، ولذلك تُظهر عداءها للشعب الإيراني بكل ما تستطيع".
وتابع المرشد الإيراني: "أحد مطالب الاستكبار العالمي، وعلى رأسه الحكومة الأميركية، من جميع الدول، بما في ذلك المسؤولون الإيرانيون، هو مراعاة مصالحهم واعتباراتهم في صياغة السياسات المختلفة. كما أن الرضوخ لهذا المطلب غير المشروع يمثل تهديدًا للديمقراطية والجمهورية في البلاد".
مصالحنا أولاً
وقال: "لقد انتخب الشعب المسؤولين لتحقيق مصالحه، وليس مصالح أميركا؛ لذلك يجب على صانعي القرار في القضايا الاقتصادية مثل التضخم والإنتاج والعملات، وكذلك في القضايا الثقافية مثل الحجاب، أن يركزوا فقط على مصالح الشعب الإيراني والنظام، دون أي اعتبار لمصالح أميركا أو الصهاينة".
جاء طلب خامنئي بتعزيز قوات الحشد الشعبي في وقت يُعاني فيه ما يُسمى "محور المقاومة" من ضعف شديد بسبب سقوط نظام الأسد ومقتل الأمين العام والقادة البارزين في حزب الله اللبناني.
الحشد الشعبي.. ذراع إيراني لم يخسر كثيراً
ويُعتبر الحشد الشعبي من القوات التابعة لإيران في المنطقة، والتي لم تتعرض بعد لخسائر جسيمة على غرار غيرها من المجموعات المماثلة. وقد أنفق النظام الإيراني في السنوات الأخيرة مبالغ كبيرة لتعزيز هذه القوات.
وفي آب (أغسطس) الماضي، أعلن محمد مقيمي، رئيس جامعة طهران، عن زيادة قبول أعضاء الحشد الشعبي دون امتحان قبول، موضحًا أن هؤلاء الأفراد لا يتلقون تدريبًا عسكريًا في الجامعة، بل يدرسون مجالات الإدارة.
وخلال لقائه رئيس الوزراء العراقي، زعم خامنئي أن "القرائن والشواهد تدل على سعي الأميركيين لتثبيت وتوسيع وجودهم في العراق".
ومع ذلك، لم يقدم تفاصيل عن هذه "القرائن والشواهد"، لكن طهران طالبت مرارًا بخروج القوات الأميركية من المنطقة منذ مقتل قاسم سليماني.
وأشار خامنئي مجددًا، دون ذكر أسماء دول معينة، إلى أن "الدور الواضح للحكومات الأجنبية في الأحداث المتعلقة بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا".
وبعد سقوط نظام الأسد، ظهرت تقارير متعددة عن جهود الولايات المتحدة للحد من نفوذ القوات التابعة لإيران في العراق.
السوداني والشرع.. ملف شائك
وقبل يوم واحد من زيارة محمد شياع السوداني إلى طهران، أكد مصدر مطلع من بغداد في حديث مع قناة "إيران إنترناشيونال" أن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، زار العراق بهدف "مناقشة مستقبل المجموعات المسلحة التابعة للحرس الثوري".
وخلال سقوط نظام الأسد، أعلن الحشد الشعبي أن قواته ليست متمركزة في سوريا، وأنها ستدخل النزاع هناك فقط إذا تلقت أوامر من رئيس الوزراء العراقي.
وسبق أن دعا أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، إلى منع تدخل القوات العراقية في النزاع السوري.
وقال الشرع إن النزاع السوري لن يمتد إلى العراق، مشيرًا إلى أن الجماعات المسلحة المعارضة لنظام الأسد تسعى لعلاقات استراتيجية اقتصادية وسياسية مع بغداد بعد سقوط النظام في سوريا.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، الأربعاء قال السوداني: "نحن حريصون على عدم الانجرار إلى نزاعات تضر بأمن المنطقة".
كما أعلن السوداني عن "استعداد العراق للتعاون مع جميع الأطراف السورية"، مشددًا على دعم العراق لانتقال سلمي للسلطة في سوريا.
وأكد أن بغداد تدعم حلًا يشارك فيه جميع الجماعات والقوميات السورية.
التعليقات