لم تثنِ الأزمة الإقتصادية الأميركيين من التمتع بإجازتهم الصيفية. فما إن يدخل فصل الصيف وتغلق المدارس أبوابها حتى يتهافتون على السفر الداخلي. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وأسعار حجوزات الفنادق والسيارات إلا أن اتحاد السفر الأميركي يتوقع ارتفاع أعداد السياح الداخليين بين الولايات هذا العام.

واشنطن: في هذا الوقت من كل عام تستعد الولايات المتحدة الأميركية لإستقبال أعداد كبيرة من السائحين الوافدين من الخارج لزيارتها بهدف السياحة. وعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تعيشها البلاد، إلا أن هذا لم يثنِ عزيمة الأميركيين من التنقل بين الولايات لزيارة أصدقائهم والتمتع معهم بإجازة سعيدة. مع التوقعات بزيادة أعداد السيّاح الداخليين والأوروبين للعام 2010.

وقد دأبت الفنادق في الإستعداد لإستقبال أعداد أكثر من السائحين والمصطافين للولايات منذ دخول مايو/أيار، وهو بداية فصل الصيف. كما وتقوم الفنادق بإقامة حملات تسوقية متنوعة للتعريف عنها، وذلك من خلال إعلانات الصحف والتلفزيون وإرسال منشورات وكتيبات صغيرة للتعريف بها.

يقول غالب طراد المدير التشغيلي في شركة نيوسنشري للإستثمار والمسؤولة عن فنادق هوليدي إن في ولاية أوكلاهوما إن أعداد السياح لصيف 2010 زاد عن الصيف الماضي، مما يعني تحسن حركة السياحة في الولاية، وهو وبدوره ما يشير إلى تحسنها في البلاد أيضاً. كما وإن بلغ معدل الحجوزات لهذا الصيف 62%، بعدما كان في الخريف الماضي والشتاء قد وصل إلى 50%.

كما ودأبت معظم الولايات في الترويج عن نفسها من خلال حملات تسوقية تشمل الإعلانات التلفزيزنية، التي تتحدث عن أفصل الأماكن السياحية في الولاية، كما تقوم كل ولاية بإصدار كتيبات تحوي الصور المختلفة لكل ولاية مع الأماكن السياحية والترفيهية الموجودة وأماكن الخدمات والمطاعم، توزّع على المراكز الحدودية لكل ولاية وعلى الشركات والفنادق، إضافة إلى إصدار مجلات خصوصية تحوي العديد عن تاريخ كل ولاية والأماكن السياحية فيها توزع على المنازل بالمجان أحيانًا، وذلك لتشجيع السياحة في أميركا.

أما الدكتورة المتقاعدة إليزبيث دان فوهير التي كانت تعمل في إحدى جامعات ولاية أوكلاهوما وتعمل كاتبة في مجلة أوكلاهوما فتوضح أن quot;مجلتنا اسمها أوكلاهوما، وهي تستعرض كل ما هو موجود في الولاية. نقوم بتصويره لعرضه على الناس، حتّى يتسنّى للجميع، وخصوصًا السائحين، معرفة تاريخ الولاية والتقدم لزيارتهاquot;. ثم تضيف نقوم بتوزيعها على الفنادق والبيوت الجامعات والشركات ومن خلال المراكز الحدوديةquot;.

وتتنافس شركات الطيران ومكاتب السياحة في تقديم أفضل العروض للمسافر، كما ودخلت الشركات الإلكترونية على الخط في المنافسة لتقديم أفضل لعروض والصفقات أو ما يسمى quot;الباكجquot; للمسافر، في محاولة للفوز به، ويتضمن تذاكر الطيران، والإقامة والمواصلات بأفضل أسعار.

وكان اتحاد السفر الأميركي قد توقّع أن يصل أعداد السياح الأميركين للعام 2010 إلى 330.6 مليون مسافر محلي داخلى خلال أشهر يونيو/حزيران ويوليو/تموز وأغسطس/آب. وذلك نسبة إلى تكهنات السنوية للسفر في فصل الصيف. وبهذا المعدل تكون نسبة السياحة والسفر قد سجلت أعلى ارتفاع لها منذ العام 2007، حيث وصلت فيها إلى معدل 331.4 مليون مسافر لأشهر يونيو، ويوليو وأغسطس. كما يتوقع أن يصل معدل الرحلات الصيفية إلى 2.1 رحلة هذا الصيف، وبذلك يكون معدل الرحلات الصيفية قد ارتفع إلى 1.9 رحلة عن العام 2009. ولا تستثني التوقعات زيادة أعداد السياح والمسافرين الأوروبيين.

وتعد كاليفورنيا ونيويورك وفلوريدا ولاس فيغاس وكساس وواشنطن دي سي من الولايات التي تحظى بنسبة كبيرة من السياح في كل صيف، وذلك لتنوع الأماكن السياحية لديها ولطبيعة أجوائها، كولاية كاليفورنيا التي تتمتع بطقس جميل وطبيعة خلابة. فولاية كاليفورنيا من الولايات الساحلية، ونظرًا إلى موقعها ولطبيعتها الخلابة ومناظها الساحرة فهي من أكثر الولايات اجتذابًا للسياح. وتحتل مدينة سان دييغو ولوس أنجلوس المراكز الأولى في الولاية. كما وتعج مدينة أورلاندو بآلاف الزوار سنويًّا من مختلف بلاد العالم نظرًا إلى وجود مدينة الألعاب الشهيرة فيها quot;ديزني ووردquot;.

وتشتهر ولاية واشنطن دي سي بالمتاحف والمكتبات التاريخية، التي يتوق الكثير من الزوار لرؤيتها. ولا تخلو مدينة هيوستن ومدينة كوربس كريستي في ولاية تكساس والمشهورة بدفء شواطئها من المصطافين الذين يأتون من كل الولايات للتمتع بحرارة الشمس كي تلفح أجسادهم. ويعد الريفرواك الواقع في قلب العاصمة في مدينة سان أنطونيو في لولاية تكساس من أجمل الأماكن السياحية التي تختذب السياح من كل العالم.

لوريتا سنابر التي تعمل مساعد مدير في بنك أي بي سي فرع غلارديا في ولاية أوكلاهوما تقول إنها quot;سوف أسافر هذا الصيف لولاية فلوريدا لمدة 10 أيام، أقضي 5 أيام على شواطئ بالم، و5 أيام في مدينة الديزنيquot;. أما جين فتذكر quot;أمضينا وقتًا ممتعًا في ولاية لاس فيغاس الأميركية أنا وزوجي والأولاد. ونحرص كل صيف على السفر لإحدى الولايات لقضاء وقت ممتع وجيدquot;.

وعقب أحداث سبتمبر/أيلول واستحداث قانون مكافحة الإرهاب والإجراءات الأمنية المشددة، أصبح الحصول على فيزا أو تصاريح الزيارة والسياحة من الصعوبة، خصوصًا للعرب، من ثم ارتفاع تذاكر الطيران كلها عوامل ساهمت في انخفاض معدلات السياحة العربية في أميركا، بعدما كان معدل السياحة العربية مرتفع، وخصوصًا الدول الخليجية، التي استبدلت سياحتها لهذا العام بالدول العربية وأوروبا. هذا وانخفضت أيضًا معدلات السياحة الآسيوية، ولكن بقيت أعداد الزوار الكنديين والمكسيكيين والأوروبيين مرتفعة.

حامد الجندي الذي يعمل في مكتب ذهني للسياحة أكد أن السياحة العربية الوافدة من الخارج قلّت عقب أحداث سبتمبر، كما وتنشط السياحة العكسية التي يسافر فيها العرب لبلدانهم الأصلية أو للعمرة. ومع هذا وذاك تبقى السياحة في أميركا مزدهرة وصامدة تتحدى كل الظروف الإقتصادية والإجراءات الأمنية بفضل السياحة الداخلية.