شرعت الجزائر في استغلال طاقتها من الرياح، وهو استثمار يصفه خبراء تحدثوا لـquot;إيلافquot; بـ quot;المضمونquot;، حيث يتوقعون أن يدر على الجزائر أرباحًا تربو عن ثلاثة مليارات يورو سنويًّا، فضلاً عن قدرة هذا القطاع الواعد على استحداث آلاف مناصب الشغل وتوفير طاقة نظيفة.
الجزائر: بعدما ظلّ توظيفها لطاقة الرياح ضئيلاً بمعدل 0.7 ميغاواط، سطّرت الجزائر برنامجًا طموحًا لتطوير الطاقات المتجددة برسم المخطط الخماسي (2010-2014)، ويقوم هذا المخطط في أساسياته على دعم أنشطة الوحدات المحلية لتوليد طاقة الرياح.
وتكشف الدكتورة quot;نشيدة قصباجي مرزوقquot; مسؤولة قسم طاقة الرياح بوحدة محلية لتطوير التجهيزات الشمسية، أنه بموجب دراسات حديثة، جرى تحديد مواقع مؤهلة لاحتضان مزارع لتوليد الطاقة الكهربائية بمناطق quot;رأس الواديquot;، quot;بجايةquot;، quot;سطيفquot;، quot;برج بوعريريجquot; وquot;تيارتquot;، ناهيك عن إمكانية استغلال طاقة الرياح في محافظات جنوبية مثل quot;تندوفquot;، quot;تيميمونquot; وquot;بشارquot;.
وتعتبر د.قصباجي أنّ أهمية استعمال طاقة الرياح تكمن في كونها اقتصادية (5 إلى 6 دنانير للكيلوواط في ساعة)، ما يجعلها أقل كلفة مقارنة بالطاقة الشمسية، كما أنها تتم في الجو وهي غير ملوثة، ويؤيدها quot;محمد شيطور، هذا الأخير يدعو إلى توسيع تطبيقات الإستراتيجية الجزائرية في مجال استعمال الطاقات المتجددة، خصوصًا أنّ طاقة الرياح متوفرة بشكل كبير في الجزائر، ويمكن الاستفادة من تجارب متطورة عبر العالم على غرار الخبرات الألمانية والدانمركية واليونانية والهولندية والبريطانية والصينية، علمًا أنّ 30 في المئة من الطاقة الكهربائية ناتجة عن استعمال طاقة الرياح، فضلا عن كونها تتوفر على تكنولوجيا بسيطة مقارنة بالطاقة النووية.
من جانبها، تقول quot;عبلة شاكرquot; مديرة المخبر الجزائري للأبحاث في الفيزياء الطاقوية، إنّ الخوض في استغلال الرياح قيمة استثمارية مضمونة، لا سيما وأنّ الجزائر تعتبر بلدًا رائدًا في استغلال الموارد غير القابلة للنفاذ، وهي تمتلك قدرات إقليمية هائلة في صورة أزيد من 1200 كيلومتر من السواحل و1500كلم تفصل شمال البلاد عن جنوبها.
وتذهب د.شاكر أنّ الاعتناء بثروة الجزائر من الرياح يمنح مزايا أكيدة من أجل استثمار عقلاني بالارتكاز على القوة القاطرة للريح، وتسمح هذه المقاربة المستقبلية بتقليص المصاريف الطاقوية التقليدية عبر استعمال الطاقات النظيفة وإطلاق عمليات تكوين متخصصة على المدى الطويل.
وفي تجربة أولى من نوعها، تعتزم الجزائر الانتهاء من إنشاء المحطة الأولى لطاقة الرياح بمحافظة أدرار الجنوبية بحلول العام 2012، ويرتقب أن تتوفر المحطة المذكورة على طاقة 10 ميغاوات، فيما تبلغ كلفة إنجازها 30 مليون يورو، وهي تتربع على مساحة تزيد عن الثلاثين هكتارا.
ويُمَكِّنُ هذا الرصيد ndash; بحسب ساري - عند استعمال تقنيات التحويل والنقل والادخار المتوفرة، من تغطية أضعاف مضاعفة من احتياجات الجزائر الحالية والمستقبلية، وليس فقط من الكهرباء، بل من الطاقة الأولية برمتها، ويرى ساري أيضًا، إنّ آفاق التعاون الجزائري الأوروبي في هذا المجال كبيرة جدًا لأن الجزائر لديها أفضل رياح، والشمس تشرق معظم العام، ما يجعلها تتوفر على ثروة كبيرة في الطاقات المتجددة يجب استغلالها، وهي تريد الاعتماد على الطاقة البديلة بشكل أكبر بحلول العام 2050 ، وتسعى إلى تصدير نحو 30% من هذه الطاقات إلى دول البحر المتوسط.
التعليقات