أصبحت مشكلة القطع المقلدة ظاهرة عالمية تعاني منها جميع دول العالم والشركات العالمية، والاستمرار في استيراد السلع الرديئة وإغراق الأسواق المحلية العربية بها دون رقابة صارمة يعتبر خسارة ليس فقط على المستهلكين وإنما على الاقتصاد الوطني بشكل عام، لما تشكله مثل هذه الظاهرة من عملية استنزاف للموارد المحلية.
عمان: يفرق تجار بين السلع المقلدة والسلع رديئة الجودة، فليس كل رديء مقلداً كما يردد مستهلكون وتجار، كما لا يشترط أن يكون المقلد بالضرورة رديئا، وان اختلف في مستواه عن الأصلي.وقد أصبحت السلع المقلدة تلقى رواجا وquot;لها زبونهاquot; الذي يبحث عنها في ظل تراجع الدخول وارتفاع الأسعار، إضافة إلى أن بعض الشركات العالمية الصناعية دخلت سوق التقليد من قبيل الحصول على حصة من هذا السوق المتنامي.
حماية المستهلك
ولا يجد خبراء تراجعا لهذه السوق في المستقبل، بل هناك مؤشرات لتوسعه، مما دفع الشركات العالمية ذات الماركات المشهورة والأكثر تعرضا للتقليد إلى تغيير استراتيجيتها الإنتاجية حيث اتجهت إلى تصنيع نفس المنتج في بلاد شرق أسيوية لأسباب كثيرة للاستفادة من انخفاض أسعار العمالة والتهرب من الضرائب المرتفعة في بلدانها الأصلية، وذلك لإنتاج سلع ارخص من منتجاتها وتكون قادرة على منافسة أو مواجهة ذلك الطوفان الكبير من المنتجات المقلدة بشكل كبير.
وقال رئيس الجمعية الدكتور محمد عبيدات quot;لا يكاد يمر يوم دون تلقي الجمعية شكوى من احد المواطنين تشير إلى وقوعه ضحية سلعة مقلدة او مخالفة للمواصفات، وأن مثل هذا الأمر يجب معالجته وعدم السكوت عليه حيث انه بات من الضروري بحثه من جميع جوانبه ووضع اليد على الثغرات التي يقوم التجار باستغلالها وإدخال مثل هذه السلع الرديئة للسوق المحلي، منوها إلى ضرورة بذل كافة الجهود في سبيل عدم ترك المواطن يقع ضحية غش وخداع فئة قليلة من اصحاب النفوس المريضةquot;. وقال الدكتور عبيدات أن بعض هذه السلع المقلدة والرديئة من الممكن أن تعرض حياة المستهلكين للخطر، وبالتالي لا بد من وضع الحلول السريعة للحيلولة دون وقوع المحذور ولا سيما فيما يتعلق بمستلزمات التوصيلات الكهربائية التي تسببت في كثير من الحرائق المنزلية والخسائر في الأرواح.
ودعا رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك المواطنين إلى ضرورة التأني عند شراء كافة السلع ولا سيما تلك التي قد تشكل خطرا على حياتهم ، وعدم شراء السلع الرخيصة على حساب الجودة ، بالإضافة إلى متابعة نشرات الجمعية التوضيحية والموقع الالكتروني الخاص بالجمعية للتعرف على طرق معرفة السلع الأصلية من تلك الرديئة والمقلدة. وبحسب الإحصاءات التي أعلنت نهاية العام المنصرم، فقد بلغ عدد القطع المقلدة التي تم ضبطها من قبل الجهات الرقابية 10 آلاف قطعة.
لماذا تجاهل quot;الأصليةquot;؟
وانعكس سوء الأوضاع المعيشية لدى المواطن بتوجه بعضهم إلى تجاهل جودة تصنيع السلع واعتماد السلع المقلدة ذات الأسعار المنخفضة بديلا عنها.ورغم أن هذه السلع قد تفيد ذوي الدخل المحدود; إلا أنها قد تتسبب في أضرار كبيرة خاصة بالمنتجات التي تتعلق بالصحة والمواد الكهربائية التي تتطلب درجة أمان في التصنيع.
المواصفات والمقاييس
ولا تسمح مؤسسة المواصفات والمقاييس بأي شكل من الأشكال دخول السلع المقلدة إلى السوق المحلية خاصة المستوردة منها.وينطبق هذا الإجراء على السلع ذات العلامات التجارية العالمية حيث يتم إعلام الوكيل القانوني بتلك السلع لرفع دعوى في المحكمة ضد اصحاب السلع المخالفة المقلدة
التعليقات