يأمل المسؤولون الأردنيون بجعل المملكة وجهة سياحية مستهدفة على مدار العام وليس خلال أشهر محددة. ويشرح مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية نايف الفايز لـ إيلاف أولويات عمل الهيئة على تسويق الأردن كوجهة سياحية ذات منتجات متخصصة, وتوسيع وتطوير قاعدة موزعي المنتج السياحي الأردني دوليا, وخلق تحالف تسويقي مستدام مع القطاع السياحي الأردني وشركاء الهيئة في الخارج.

وبهذا الصدد ستعمل الهيئة على دعم تطوير المنتج السياحي الأردني لإعطاء تجربة مميزة للزائر وزيادة القيمة المضافة مقابل ما ينفقه.وتدعو خطة عمل هيئة تنشيط السياحة إلى تحديد واستهداف أسواق جديدة وتكثيف الحضور الأردني في الأسواق الرئيسية باستخدام مختلف الأدوات التسويقية. وأكد الفايز أهمية العمل يدا بيد لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه قطاع السياحة وتضافر الجهود لتحقيق أفضل النتائج من خلال الحوار الهادف بين القطاعين الخاص والعام نحو المزيد من النمو.

ما هي الخطط التسويقية للعام الحالي وإستراتيجيتكم لتحسين أداء قطاع السياحة للأعوام المقبلة؟

نحن مستمرون في تكثيف الجهود التسويقية لهيئة تنشيط السياحة لزيادة الطلب على المنتج السياحي. وذلك من خلال مكاتب تمثيل الهيئة في الخارج والتركيز في بعض الأسواق على منتجات معينة، مثل الترويج للسياحة الدينية في سوريا و لبنان، و إيطاليا و إسبانيا، و الترويج لسياحة المغامرة و السياحة العائلية. كما يجري العمل على التخفيف من حدة الموسمية (Seasonality) للقطاع السياحي وتحقيق معدلات نمو جيدة في الأشهر المستهدفة. وكذلك العمل على إطالة مدة إقامة السائح في الأردن والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة لتطوير وخلق منتجات سياحية من شأنها زيادة مدة الإقامة. والدخول إلى أسواق جديدة مستهدفة مثل الدول الاسكندنافية، أمريكا الجنوبية، الصين، اليابان. والاستمرار في البرامج التسويقية التي تستهدف المستهلكين مباشرة . والتسويق الالكتروني يعتبر من الأدوات التسويقية الهامة وخصوصاً في ضوء التزايد الكبير للسياح الذين يسافرون بشكل فردي حيث ستتابع الهيئة العمل على استغلال الحلول والإمكانيات المتاحة على شبكة الانترنت بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستهلكين. والعمل على دعم تسويق السياحة العلاجية وتكثيف الجهود لتسويق سياحة المؤتمرات والحوافز والاجتماعات (MICE).إضافة إلى المساهمة في دعم بعض الفعاليات الرئيسية التي من شأنها العمل على استقطاب المزيد من الزوار إلى الأردن.

تقييم أداء القطاع السياحي خلال العام الماضي 2010 مقارنة بالعام السابق والتوقعات بالنسبة للعام الحالي 2011؟.

ارتفع عدد الزوار القادمين إلى المملكة خلال الأحد عشر شهراً الأولى من عام 2010 بنسبة18.5%مقارنة مع العام الذي سبقه ليصل إلى 7.75 مليون زائر. وقد تحققت هذه الزيادة كنتيجة لنمو أعداد سياح المبيت بنسبة 22.4% وزوار اليوم الواحد بنسبة 14.1%. كما بلغت نسبة سياح المبيت من إجمالي أعداد القادمين حوالي 55% مقابل 45% لزوار اليوم الواحد.
بيانات منظمة السياحة العالمية للعام 2010 والتي بنيت على أرقام الشهور السبعة الأولى من عام 2010، توضح بأن عدد الزوار الدوليين سيزداد بنسبة تتراوح ما بين 5-6% أما على مستوى مجموعات الدول فتشير التوقعات الأولية ما يلي:
كافة الدول: 5-6%
الدول الأوروبية 1-3 %
دول آسيا والباسفيك 9-11%
الدول الأمريكية 4-6%
الدول الإفريقية 6-8%
الشرق الأوسط 10-12 %
فيما يتعلق بعام 2011 فان التوقعات العالمية تشير إلى عدد الزوار الدوليين سيرتفع بنسبة 4 - 5 % كما تشير أرقام صندوق النقد الدولي إلى ان الاقتصاد العالمي سيشهد نمو يبلغ حوالي 4.2%، بالنسبة للأردن فإننا نأمل ان يحافظ عام 2011 على مستويات النمو التي تحققت في العام 2010. حيث تتوقع منظمة السياحة العالمية بأن منطقة الشرق الأوسط ستحافظ على نفس نسب النمو التي تحققت في العام 2010 .

كيف أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية على أعداد السياح القادمين إلى المملكة ؟ وما هي التحديات التي تواجه قطاع السياحة ؟

بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية التي كان لها الأثر الواضح على القطاع السياحي العالمي فقد استطعنا المحافظة على مستوى نسب النمو المميزة التي تحققت في عام 2008، حيث أرتفع عدد سياح المبيت القادمين إلى المملكة عام 2009 بنسبة 1.6% مقارنة مع العام الذي سبقه ليصل إلى 3.788 مليون زائر. وقد تحققت هذه الزيادة كنتيجة لنمو أعداد سياح المبيت العرب بنسبة 4.8% والذين يشكلون 50 % من إجمالي عدد سياح المبيت، أما زوار اليوم الواحد فقد انخفض العدد بنسبة 2.3%، أما لدخل السياحي، فتشير البيانات الصادرة عن البنك المركزي إلى أن الدخل السياحي المتحقق عام 2009 قد وصل إلى حوالي مليارين و 67 مليون دينار، مقارنة مع مليارين و 89 مليون دينار لعام 2008، و بنسبة انخفاض وصلت إلى%1.1 فقط . أما في عام 2010 فقد بلغ الدخل السياحي للأشهر الأحد عشر الأولى حوالي 2271 مليون دينار مقارنة بـ 1903 عام 2009 وبنسبة نمو تبلغ 19.3%.


ما هي نسبة مساهمة القطاع السياحي في إجمالي الناتج المحلي؟

تشير الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة للأشهر التسعة الأولى من عام 2010 إلى ان الناتج المحلي الإجمالي بلغ حوالي 14336 مليون دينار كما بلغ الدخل السياحي لنفس الفترة 1876 مليون دينار أي ان نسبة الدخل السياحي إلى الناتج المحلي الإجمالي تجاوزت 13%.

كيف تقيمون المشاركة بين القطاعين الخاص والعام لتحقيق النمو في القطاع السياحي وهل الجهود المبذولة حاليا حققت النتائج ؟

تعتبر الهيئة النموذج الناجح للشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، إذ يضم مجلس إدارة الهيئة 5 أعضاء من أصل 7 من القطاع الخاص حيث تستفيد الهيئة من خبرة القطاع الخاص للترويج للمنتج السياحي، كما انبثق عن الهيئة العامة للهيئة تشكيل لحنة فنية منتخبة من قبل الهيئة العامة تعنى بالأمور المحولة إليها من قبل مجلس الإدارة لغايات بيان الرأي الفني لمسائل متعلقة بالترويج السياحي حيث تضم هذه اللجنة في عضويتها ممثلين عن القطاع الفندقي بتصنيفاته المختلفة ومكاتب السياحة والسفر العاملة في مجال السياحة والوافدة وممثلين عن جمعيات المهن السياحية. الأمر الذي يعني إشراك كافة القطاعات السياحية في القرارات المتعلقة بالخطة التسويقية للهيئة ويأتي الدور الحكومي في توفير التمويل اللازم لتنفيذ الخطة الاستراتيجية للهيئة حيث تساهم الحكومة بنسبة 80 من إجمالي موازنة الهيئة، بالإضافة إلى دورها في تقديم كافة التسهيلات التي من شانها زيادة أعداد السياح.

ما هي اكبر التحديات التي ما زالت تواجه خططكم الترويجية والتي تحد من إبقاء المملكة ضمن دائرة التنافس العالمي والمحافظة على المكاسب السياحية؟

موسمية القطاع السياحي الأردني وعدم وجود طيران مباشر من بعض الدول بالإضافة إلى عدم كفاية رحلات الطيران من الدول التي تصل إليها الملكية الأردنية وشركات الطيران الاخرى. وعدم الاستقرار الأمني والسياسي في بعض دول الجوار إضافة إلى المنافسة الخارجية.

هل تفكرون الدخول إلى أسواق سياحية جديدة واعدة؟

تسعى هيئة تنشيط وضمن خطتها الاستراتيجية للسنوات القادمة الدخول إلى العديد من الأسواق المستهدفة وضمن الإمكانيات المادية المتاحة لها حيث من المخطط له الدخول إلى السوق الياباني والصيني والبرازيل والدول الاسكندنافية، كما ستعمل الهيئة على تنفيذ معرض سياحي متنقل في كل من الدول الاسكندنافية وأمريكا الجنوبية وتحديدا من البرازيل ومجموعة دول كوريا الجنوبية، تايوان، الصين، اليابان ومجموعة دول اندونيسيا وماليزيا وتايلند وسنغافور ومجموعة دول هنغاريا وبلغاريا وسلوفانيا وسلوفاكيا.

ما هي مزايا المنتج السياحي الأردني مقارنة مع الدول التي تشكل منافسة للمملكة؟.

يتمتع المنتج السياحي الأردني بتنوع والتميز ضمن رقعة جغرافية محدودة فيقدم الأردن ست تجارب سياحية فريدة من نوعها هي سياحة التاريخ والآثار : حيث يعرف الأردن بتنوع بأنه متحف مفتوح و يضم الكثير من الآثار التي هي جزء من الحضارات المتعاقبة التي كان الأردن جزءًا منها، كالبتراء عجيبة من عجائب الدنيا السبع ، جرش المدينة الرومانية المحافظة على بقائها وآثارها مثل أم قيس وعجلون والكرك وغيرها الكثير.
والسياحة الدينية : يضم الأردن الكثير من المواقع الدينية الإسلامية و المسيحية مثل المغطس ، جبل نيبو، مكاور وغيرها وسياحة المغامرة والإثارة والسياحة البيئية والطبيعية وسياحة الاستجمام وسياحة المؤتمرات.

نوعية السياح الذي تستهدفهم خطتكم التسويقية؟

تستهدف الهيئة و من خلال الخطط التسويقية السياح ذوي الدخل المتوسط والمرتفع، كما تعمل على زيادة ليالي المبيت والصرف للسائح الأجنبي في الأردن. هيئة تنشيط السياحة تستهدف السياح المثقفين والذين يهتمون بالثقافة و يأتون للأهمية التاريخية للأردن. بالإضافة إلى استهداف السياح الذين يأتون للسياحة المتخصصة إلى الأردن مثل سياحة المؤتمرات والسياحة الدينية وسياحة المغامرة والسياحة البيئية.

مدة إقامة السائح في الأردن؟

وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة السياحة والآثار فقد بلغت مدة إقامة السائح للمجموعات السياحية من كافة الجنسيات خلال عام 2009 حوالي 4.8 ليلة مقارنة بـ 4.3 ليلة عام 2008 أي بنسبة نمو تقدر بـ 12%، أما بالنسبة للعام 2010 فلا تزال البيانات غير نهائية إلا انه من المتوقع ان تحافظ معدلات الإقامة على مستواها، أما بخصوص الجنسيات الأوروبية فقد بلغت مدة إقامة السائح 5.5 ليلة مقارنة بـ 5 ليالي عام 2008 أي بنمو نسبته 10%.