إيلاف من واشنطن: في مشهد استعراضي من حديقة البيت الأبيض، فجّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قنبلة اقتصادية جديدة بإعلانه حزمة واسعة من الرسوم الجمركية التي استهدفت الصين وأوروبا ودولًا أخرى. الرئيس الأميركي ظهر وهو يحمل لوحة ضخمة مليئة بالأرقام، يعلن منها – دون مواربة – بداية مرحلة جديدة من المواجهة الاقتصادية مع العالم.

فرض ترامب رسومًا بنسبة 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي، في واحدة من أقوى الضربات الاقتصادية منذ سنوات. كما شملت قراراته جنوب أفريقيا بنسبة 30%، وسويسرا بنسبة 31%، وكمبوديا بنسبة 49%. أما اليابان ففرض عليها 24%، وإندونيسيا 32%، فيما اكتفى بفرض 10% على بريطانيا وسنغافورة والبرازيل.

وقال ترامب خلال المؤتمر: "لقد انتهى زمن استغلالنا تجاريًا. سنعيد الصناعات الأميركية إلى أراضينا، وسنحاسب الدول التي تفرض علينا حواجز وعقوبات غير معلنة".

قرارات بلا تفاوض

المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أكدت أن التعريفات الجمركية ستدخل حيّز التنفيذ فورًا، وهو ما حرم الدول المتأثرة من أي فرصة للتفاوض أو طلب استثناءات، مما زاد من مخاوف التصعيد الشامل.

أصداء غاضبة وردود مرتقبة

رئيسة سويسرا أعلنت أن حكومتها تدرس الرد على القرارات الأميركية، بينما أعدت الصين قائمة مضادة من الرسوم على الغاز الطبيعي والفحم والنفط الخام. الاتحاد الأوروبي من جانبه هدّد بإعادة تفعيل عقوباته الجمركية السابقة، خاصة على الصناعات الأميركية مثل الويسكي واللحوم.

الأسواق المالية استقبلت القرارات بحالة من الذعر، مع انخفاض مؤشرات البورصات الكبرى، وسط توقعات بارتفاع التضخم العالمي وزيادة التوترات الاقتصادية بين القوى الكبرى.

هل تتأثر الدول العربية؟

حتى الآن، لم تُدرج الدول العربية ضمن القائمة المباشرة للرسوم، لكن خبراء اقتصاديين حذروا من آثار غير مباشرة، أبرزها موجات تضخمية ناتجة عن ارتفاع أسعار السلع المستوردة من دول خاضعة للعقوبات الجمركية.

الخبير المصري محمد أويس يرى لـ"الحرة" أن هذه الأزمة قد تفتح أبوابًا استراتيجية للدول العربية، التي يمكنها استقطاب الاستثمارات الصناعية الهاربة من الحرب التجارية، سواء من الصين أو من أميركا، لتصبح محطات إنتاج بديلة.

قطاعات على وشك الاشتعال

الرؤية الحالية تشير إلى أن قطاعات السيارات، التكنولوجيا، الزراعة، الطاقة، والأدوية ستكون أول من يتلقى صدمة الرسوم الجديدة، مما سيؤثر على الأسعار وسلاسل الإمداد حول العالم.

ترامب: لقد بدأ يوم التحرير الاقتصادي. انتهى زمن الخضوع التجاري، وسيكون هذا فجرًا جديدًا للصناعة الأميركية.