إقبال كبير على شراء هدايا الأعياد في ألمانيا

رغم الأزمة المالية التي تعصف بمنطقة اليورو والمخاطر التي تهدد العملة النقدية الموحدة، إلا أنه من الملاحظ أن هناك إقبالاً كبيرًا من الألمان على شراء هدايا أعياد الميلاد، وهنا يجدر بنا أن نتساءل، هل ألمانيا بعيدة عن ظلال هذه الأزمة؟.


برلين: في كل متجر تتجه إليه الآن في ألمانيا تجد صفوفاً طويلة من الناسمتراصين في طوابير منتظمة تنتظر دورها أمام صراف المتجر لدفع فاتورة المشتريات.

وفي ظل هذا الإقبال المحموم على الشراء، يبرز السؤال quot;هل يتم هذا بالرغم من الأزمة الإقتصادية العالمية؟ أم يتم بسببها؟ أم إن المانيا بعيدة عن ظلال الأزمات الإقتصادية، وهي في حالة إستقرار؟quot;.

الإجابة عن تلك الأسئلةنجدها لدى خبراء الإقتصاد الألمان، الذين يرون بصفة عامة أن هذا المؤشر يعكس حالة الإستقرار الإقتصادي في ألمانيا، إضافةإلى أنه يعزز عملية النمو الإقتصادي في البلاد.

ويرى الخبراء أن موسم أعياد الميلادتحديدًا ينعكس فيه المزاج العام للألمان في الشراء، ففي هذا العام بلغأفضل حالاته، رغم كل التوقعات القاتمة التي تنقلها إلينا يوميًا وسائل الإعلام عن أزمة الديون العالمية وترنّح إقتصاد الدول الأوروبية والمحاولات المتعددة لإنقاذ اليونان من الإفلاس.

وفق جمعية أبحاث المستهلك الألمانية quot;جي. أف .كيquot; نجد أن مبيعات هدايا أعياد الميلاد هذا العام ضخّت دماء جديدة في عروق الإقتصاد الألماني، فقد إنتعشت حركة الأسواق بشكل ملحوظ،ومن المؤكد أنها سوف تستمر هكذا حتى العام المقبل، في ظل مناخ يجعل الإقتصاد الألماني يحافظ علي توازنه،رغم المخاطر التي تحيط به.

في هذا الإطار أيضًا أشارت جمعية quot;جي. أف .كيquot; إلى أن مناخ الإستهلاك تحسن في ألمانيا في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، ففي شهر نوفمبر الماضي ارتفعت المبيعات من 5.3 نقطة إلى 5.4 نقطة، وفي ديسمبر الحالي إرتفعتإلى 5.6 نقطة، وهي أعلى نقطة منذ مايو 2011.

يؤكد quot;رالف بوركلquot; من جمعية أبحاث المستهلك quot;إننا متفائلون بأن موسم التسوّق في أعياد الميلاد هذا العام لن يكون سيئاً، بل نتوقع أن تصل نسبة المبيعات فيه قبل حلول يوم العيدإلى مستوى العام الماضي، وهو ما يثلج صدورنا، ذلك أنه يحدث وسط ظلال الأزمة الإقتصادية الطاحنة في أوروبا.

يستطرد بوركل قائلاً إن الدراسات الألمانيةقد أكدت على أن 92% من الألمان يهتمون بشراء هدايا عيد الميلاد، وإن متوسط حجم إنفاق الشخص الواحدعلى شراء الهدايا هو 241 يورو، وهذا يعادل نقصًا بـ4 يورو عن العام الماضي. غير أن حجم إنفاق الألمان هذاالعام في شراء هدايا أعياد الميلاد تعدى 14 مليار يورو، وهو حجم إنفاق عال نوعاً ما.

من جهة أخرى، أجريت دراسة على 3558 شخص، أظهرت أن هدايا شراءالكتب في أولويات هدايا أعياد الميلاد، التي يشتريها الألمان ـ إذإن 37% من المستطلعة آراؤهم يشترون الكتب، يليهم في ذلك الذين يشترون الملابس، ثم الإكسسوارات، ولعب الأطفال والمواد الغذائية والمشروبات. وتذكر الدراسة فيهذا الصددأن مبيعات لعب الأطفال حققت هذا العام 1.76 مليار يورو، مقابل 1.57 مليار حققتها في العام الماضي.

يقول quot;بوركلquot; إننا في ألمانيا نسير على الطريق الصحيح، وهذا ما عكستهإلينا تلك الأرقام التي تشيرإلى أن الاقتصاد الألماني يسير بشكل جيد، وأن أحد أكثر الأمور التي تجعل الناس تتجه إلى الإنفاق العام هو تراجع نسبة الفائدة في البنوك بشكل ملحوظ،مما يجعل الناس غير مهتمين بالإدخار.

بصفة عامة يرى quot;بروكلquot; أن نسبة المبيعات في موسم 2011 ارتفعت عنها في العام الماضي بنسبة 1.5%، وبالنسبة إلىالسنة المقبلةيرى أن التوقعات على ضوء نتائج هذه السنةسوف تستمر بشكل مُرض. ويقول إن إهتمام المستهلكين بالشراء سوف يساعد في الحفاظ على الدور المستقر نفسهفي الإقتصاد الألماني.

من ناحية أخرى، يرى الرئيس التنفيذيلجمعية quot;جي. أف .كيquot; كلاوس فوبن هورست أن سوق العمل في ألمانيا مستقرة وسوف يظل هذا الإستقرار حتى العام المقبل 2012، وهناك مؤشرات إلى انخفاض الركود، وهو يرى أن الاستهلاك الداخلي جيد، وأن الأمور الاقتصادية مستقرة في الداخل،ولا يمكن مقارنتها بإقتصاديات الخارج، التي تعاني أخطاراً محدقة.