سجلت السوق السعودية بنهاية السنة المالية 2010 نموًا جيدًا في صافي ربحيتها، مع ارتفاع صافي ربح الشركات السعودية المدرجة، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات. حيث بلغ صافي ربح الشركات السعودية عن السنة المالية 2010 ما قيمته 78.03 مليار ريال سعودي بنهاية العام 2010، بنمو سنوي بلغت نسبته 35.3 % مقارنة بالفترة المماثلة من العام 2009.


الرياض: تضمن تقرير صادر من بيت الاستثمار العالمي quot;غلوبلquot; تحليل 127 شركة قامت بإعلان نتائجها المالية مع انتهاء المهلة المقررة في 19 يناير/كانون الثاني 2011، والتي تنتهي سنتها المالية في 31 ديسمبر/كانون الأول. كما استبعدت الشركات حديثة الأدراج لعدم توافر بيانات عن الفترة المقارنة.

في ما يتعلق بالأداء الفصلي، فقد سجلت الشركات السعودية نموًا بنسبة 39.61 % في الربع الرابع من العام 2010، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق. في حين تراجعت أرباح الربع الرابع من العام 2010 بنسبة هامشية بلغت 8.8 % مقارنة بالربع الثالث من العام نفسه.

من ضمن الشركات التي تمت تغطيتها في هذا التقرير، وعددها 127، والتي قامت بإعلان أرباحها، تمكنت 72 شركة من تحسين صافي ربحها في العام المالي 2010، من بينها 12 شركة تحولت من الخسارة إلى الربح. في حين تراجعت أرباح 28 شركة، وقامت 27 شركة بتسجيل خسائر في السنة المالية 2010.

من جهة أداء القطاعات، سجل إحدى عشر قطاعًا من أصل خمسة عشر قطاعًا في السوق نموًا في صافي ربحها. في حين تراجعت أرباح أربعة قطاعات فقط.

فقد ارتفع صافي ربح قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 183.61 % بنهاية السنة المالية 2010 مقارنة بالفترة المماثلة من العام 2009. هذا وقد ساعدت عوامل عدة في دفع القطاع نحو تحسين ربحيته بهذه الصورة، من ضمنها ارتفاع سعر النفط الخام وتحسن أسعار المنتجات البتروكيماوية بصفة عامة.

ومن ضمن أسهم القطاع، قفزت أرباح الشركة السعودية للصناعات الأساسية quot;سابكquot; بنسبة 138 %، حيث ارتفع صافي ربح الشركة من 9.1 مليار ريال سعودي في العام 2009 إلى 21.6 مليار ريال سعودي في العام 2010. أما بالنسبة إلى صافي ربح سابك عن الربع الرابع من العام 2010، فقد ارتفع بنسبة 26.9% مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق.

هذا وقد عزت الشركة ارتفاع أرباحها إلى تحسن أسعار معظم المنتجات البتروكيماوية والبلاستيكيات، إضافة إلي تحسن الأداء التشغيلي، مما أدى إلى زيادة الكميات المنتجة والمباعة. كما استفادت الشركة من زيادة انتاجها، لاسيما بعد بدء العمليات التجارية لوحدتيها التابعتين، ينبع الوطنية للبتروكيماويات quot;ينسابquot;، وشرق، إلى جانب مشروع تيانجين المشترك مع ساينوبيك.

وقد بلغ صافي ربح السنة المالية 2010 لكل من ينساب (المملوكة بنسبة 51 % لسابك) وشركة الأسمدة العربية السعودية quot;سافكوquot; (المملوكة بنسبة 42 % لسابك) ما قيمته 1.67 مليار ريال سعودي و3.24 مليار ريال سعودي على التوالي. كما أعلنت سابك عن توقعها ارتفاع مبيعات، ومن ثم أرباح العامي 2011 و2012، مع زيادة إنتاجية الشركة وبقاء أسعار البتروكيماويات على ارتفاع.

ومن المتوقع أن يبدأ العمل بمصنع الصلب التابع للشركة بنهاية العام 2011، وأن تبدأ العمليات التشغيلية لشركتها التابعة كيان السعودية للبتروكيماويات في النصف الثاني من العام 2011.

هذا وارتفع صافي ربح قطاع الطاقة والمرافق الخدمية بنسبة 122.42% من منظور سنوي. حيث قفز صافي ربح الشركة السعودية للكهرباء بنسبة 101.84 % بنهاية العام، وصولاً إلى 2.31 مليار ريال سعودي، بدافع من ارتفاع التعريفة على فئات الحكومي، التجاري، والصناعي بدءًا من شهر يوليو/تموز 2010. أما السهم الآخر المندرج ضمن قطاع الطاقة، وهو شركة الغاز والتصنيع الاهلية فقد تمكن من تحقيق صافي ربح بقيمة 104 مليون ريال سعودي، مقابل تسجيل خسائر بقيمة 59 مليون ريال سعودي في الفترة المماثلة من العام السابق، مما أضاف إلى ربحية القطاع.

وقد عزت الشركة سبب الارتفاع في الأرباح الصافية إلى تحسن الأداء وزيادة المبيعات، مقارنة بالعام الماضي. ففي شهر يناير 2010، قامت الشركة بتوقيع عقود بقيمة 149 مليون ريال، لمدة ثلاث سنوات لزيادة إنتاجية سبعة من مصانعها بنسبة 10 %.

أما في القطاع المالي، فقد ارتفعت صافي الأرباح المجمعة للبنوك السعودية بنسبة هامشية بلغت 0.65 % في السنة المالية 2010، مع استمرار انتهاج البنوك لسياسات إقراض تحفظية. إلا أنه يجدر الذكر أن تلك هي المرة الأولى التي تتمكن فيها المصارف السعودية من تسجيل ارتفاع في أرباحها منذ أربع سنوات. فمن أصل إحدى عشر بنكًا مدرجًا ضمن قطاع البنوك، تمكنت أربعة بنوك من تحسين ربحيتها مقارنة بالعام السابق، في حين تراجعت صافي ربحية ستة بنوك، وتمكن بنك واحد فقط، هو بنك البلاد من تحقيق أرباح بنهاية العام مقابل خسائر في العام السابق.

حيث ارتفعت صافي أرباح مصرف الراجحي عن الربع الرابع من العام 2010 بنسبة 13.47 %، وصولاً إلى 1.67 مليار ريال، مقابل 1.47 مليار ريال سعودي في العام السابق، بدافع من ارتفاع دخل التمويل. هذا وقد بلغ صافي ربح السنة المالية 2010 ما قيمته 6.77 مليار ريال سعودي، بنمو هامشي بلغت نسبته 0.06 % مقارنة بصافي أرباح السنة المالية 2009 البالغة حينئذ 6.76 مليار ريال سعودي.

من جهة أخرى، تراجعت صافي أرباح مجموعة سامبا المالية بنسبة 2.7 % على أساس سنوي، نتيجة لارتفاع التكاليف التشغيلية (التي يتوقع أن تكون مرتبطة في الأساس بارتفاع مخصصات خسائر القروض). في حين ارتفعت صافي أرباح البنك الخاصة بالربع الرابع من العام 2010 بنسبة 7.93 % على أساس سنوي.

أما بالنسبة إلى بنك الرياض، فقد سجل تراجعًا في صافي ربحيته السنوية بنسبة 6.77 %، في حين تراجعت ربحية الربع الرابع بنسبة 16.23 % مقارنة بالربع الرابع من العام 2009. إلى جانب ذلك، تزايدت الضغوط المؤثرة سلبًا على صافي أرباح البنك نتيجة لتراجع ارباح العمليات البنكية الأساسية، وارتفاع التكاليف التشغيلية (التي تتضمن مخصصات خسائر القروض والاستثمارات). أما على أساس فصلي، فقد تمكن البنك من تحقيق ارتفاع في صافي الربح بلغت نسبته 25 %.

في قطاع التأمين، فقد قامت غلوبل بتغطية 19 شركة من أصل شركاته البالغ عددها 31، والتي بلغ صافي أرباحها المجمعة 740.3 مليون ريال سعودي بنهاية العام 2010، بنمو بلغت نستبه 99.9 %، مقابل صافي ربح بقيمة 370.3 مليون ريال سعودي، في الفترة المماثلة من العام 2009.

هذا وقد تمكنت ست شركات فقط ضمن القطاع من تحسين ربحيتها، في حين تراجعت ربحية ثلاث شركات مقارنة بالعام السابق، وسجلت عشر شركات خسائر بنهاية العام. وعلى الرغم من تزايد حدة المنافسة نتيجة لتزايد عدد شركات التأمين المرخص لها في السوق السعودي، إلا أن الشركة التعاونية للتأمين، وهو أكبر شركات التأمين في المملكة، قد تمكنت من تسجيل نمو في صافي أرباحها بنسبة 63.7 % بنهاية السنة المالية 2010. حيث بلغ ربح الشركة خلال اثنى عشر شهرًا 484.9 مليون ريال سعودي، مرتفعًا من 296.3 مليون ريال سعودي في العام السابق. يذكر أن الشركة التعاونية للتأمين قد حصلت على تصنيف ائتماني ldquo;Ardquo; من مؤسسة ستاندر آند بورز (Samp;P) مع نظرة مستقبلية مستقرة للسنة الخامسة على التوالي.

بالنظر إلى قطاع الاتصالات، يجد التقرير أنه قد تمكن من تسجيل نمو بنسبة 4.8 % في صافي أرباحه بنهاية السنة المالية 2010. حيث تراجعت ربحية شركة الاتصالات السعودية بنسبة 13.1 % على أساس سنوي، لتصل إلى 9.44 مليار ريال سعودي بنهاية العام 2010.

أما على أساس فصلي، فقد بلغ صافي ربح الشركة 2.3 مليار ريال سعودي في الربع الرابع من العام 2010، بتراجع بلغت نسبته 31 % عن الفترة المماثلة من العام 2009. وعزت الشركة هذا التراجع كنتيجة للاستثمارات الرأسمالية على مستوى المجموعة، سواء على المستوى المحلي او في الشركات المستثمر فيها خارج المملكة، إضافة إلى تضمن الفترة المقارنة لمكاسب استثنائية نتيجة بيع نسبة 30 % من أسهم شركة ماكسيس الماليزية، وتحقيق مكاسب استثنائية من بيع أصول ثابتة، هي أبراج شبكة الجوال، لشركة إيرسل (Aircel) الهندية.

إلا أنه رغم هذا التراجع في صافي الربح، إلا أن نسبة مساهمة الإيرادات من العمليات الدولية زادت بنسب جيدة نتيجة لزيادة عدد عملاء المجموعة، وفقًا لبيان صادر من الشركة. كما توقعت الشركة أن تعود عليها زيادة استثماراتها في العمليات الخاريجة بزيادة مقابلة بعوائد تلك العمليات، مما ينتج منه ارتفاع الدخل مستقبليًا.

في المقابل، أعلنت شركة اتحاد للاتصالات quot;موبايليquot; عن نمو صافي أرباح الربع الرابع من العام 2010 بنسبة 39 % سنويًا، وصولاً إلى 1.46 مليار ريال سعودي، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، نتيجة إلى ارتفاع عدد المشتركين وزيادة دخل نقل البيانات. هذا وقد بلغت ربحية السهم الواحد عن العام 2010 لشركة موبايلي، وهي المشغل الثاني للهاتف النقال في السعودية، ما قيمته 6.02 ريال سعودي، مرتفعًا من 4.31 ريال سعودي كربحية العام 2009.

في حين ارتفعت الأرباح التشغيلية للربع الرابع بنسبة 35 %، وصولاً إلى 1.5 مليار ريال سعودي. أما صافي ربح الاثنى عشر شهرا فقد بلغ 4.2 مليار ريال سعودي، بنمو بلغت نسبته 39.7 % مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، والتي بلغت أرباحها 3.01 مليار ريال سعودي. وعزت موبايلي (التي تمتلك بها شركة اتصالات الإماراتية حصة بنسبة 27.4 %) تلك الأرباح إلى زيادة عدد المشتركين، بما في ذلك إيرادات عملاء الخطوط المفوترة والخدمات عالية السرعة التي تعتمد تقنية (HSPA). كما أتمت الشركة في العام السابق محاولات تحديث شبكات (HSPA) بسرعة 42 ميغابايتس في الثانية، كما تقوم الشركة بالتوسع في السوق المحلي، حيث ذكرت الشركة قيامها بتغطية 587 مدينة، قرية، ومحافظة في المملكة.

كما أعلنت شركة زين السعودية عن تقليص صافي خسائرها عن الربع الرابع للعام 2010 لتصل إلى 521 مليون ريال سعودي، متراجعة من 657 مليون ريال سعودي في العام السابق، بدافع من ارتفاع عدد العملاء وصولا إلى 8 مليون عميل، واتساع شبكة التغطية على مستوى المملكة. أما بالنسبة إلى نتائج السنة المالية كاملة، فقد بلغت خسائر زين 2.4 مليار ريال سعودي، مقابل 3.1 مليار ريال سعودي في السنة المالية 2009.

في ما يتعلق بقطاع التطوير العقاري والبناء والتشييد فقد شهدا تراجعًا في صافي أرباحهما بنسبة 40.92 % و42.31 % على التوالي. هذا وقد ارتفعت أرباح الشركة السعودية للخزف، التي تعد أكبر شركات قطاع التشييد والبناء من حيث القيمة السوقية، بنسبة 11.2 % وصولاً إلى 219.2 مليون ريال سعودي، نتيجة لارتفاع نسبة الإنتاج والمبيعات. كما ارتفع صافي ربح الشركة
عن الربع الرابع بنسبة 10.9 %، وصولاً إلى 56.8 مليون ريال سعودي مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق.

في حين ارتفع صافي ربح الشركة على أساس فصلي بنسبة 22.94%. إلا أن الخسائر التي منيت بها كل من مجموعة محمد المعجل وشركة الشرق الأوسط للكابلات المتخصصة على الرغم من تحقيقهم أرباح صافية في الفترة المماثلة من العام الماضي، قد أثرت سلبًا على أداء القطاع بشكل عام.

أما في قطاع التطوير العقاري، فقد كان الأداء مختلطًا. فمن أصل ست شركات قامت بإعلان نتائجها المالية، تمكنت كل من الشركة العقارية السعودية، وشركة طيبة للاستثمار والتنمية العقارية، وشركة الرياض للتعمير من تحسين صافي ربحيتهم بنسبة 94.7 %، 50.8 %، و3.78 % على التوالي. من جهة أخرى، شهدت شركة دار الأركان للتطوير العقاري تراجعًا في صافي أرباحها بنسبة 31.4 %، فيما منيت شركتا إعمار المدينة الاقتصادية وجبل عمر للتطوير بارتفاع صافي خسائرهما بنسبة 89 % و61 % على التوالي.