فولفسبورغ/برلين: لو كان فرديناند بيش، مؤسس شركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات، على دراية بالأساطير اليونانية، ما كان ليختار اسما أكثر تفاؤلا من اسم 'فايتون'، أول سيارة صالون (ليموزين)، بل والوحيدة، الفاخرة التي انتجتها الشركة حتى الآن.وانتشرت سخرية كبيرة قبل عشر سنوات عندما اختارت أكبر شركات للسيارات في أوروبا أن تطلق على هذه السيارة اسم 'فايتون' على اسم فيل صغير صعب المراس يتجاهل نصيحة أبيه بألا يتخطى الحدود، ولكنه فعل ووقعت كارثة حسبما تقول الاسطورة.كما يقول منتقدون إنه لن يشتري أحد سيارة فاخرة من فولكسفاغن، وهي شركة يعني اسمها باللغة الألمانية 'سيارة الشعب' اعتمدت سمعتها اساسا على نماذج سيارات عادية للعامة.

لكن وبعد عشر سنوات أخرى، كانت فولكسفاغن هي من ضحك في نهاية المطاف.''من ناحية أخرى لا تزال سيارة فايتون ليموزين ذات السعة الكبيرة موجودة وتحقق مبيعات. فقد تبين أنها ليست عبئا مثل 'الفيل الأبيض'، بل انها تحقق مبيعات قوية في الصين، وليست هناك نية لإلغائها من نطاق الإنتاج.وكان ثاني تعديل من ثلاثة في السيارة عام''2008، وهو ما أصاب منتقدي السيارة بالحيرة، بعدما توقعوا لفترة طويلة أن تختفي. وليس هذا فحسب، بل إن المبيعات ارتفعت فجأة، حيث وصلت آنذاك إلى ستة آلاف سيارة سنويا. وفي عام 2010 ارتفع العدد''إلى 7500 سيارة سنويا وفي عام 2011 سجلت رقما قياسيا بلغ 11 ألف سيارة.
وليس هناك شك في أن مثل هذه الارقام تعد ضئيلة للغاية بالنسبة للعملاق فولكسفاغن، ولكنها تكشف أن اختيار بيش للاسم الغريب لم يمنع الكثيرين من شراء السيارة. ويتحدث مالكو فايتون بحماس وزهو عن هذه السيارة التي صممت على مستوى عال، في حين يثني مختبري السيارة على محركها القوي، الذي يتراوح بين ستة و اثني عشر صمام (سلندر)، بقوة تصل إلى 240 حصان.يشار إلى أن فايتون تحتل المكان الخامسة بين أكثر السيارة الفارهة في الصين، حيث تقول مصارد مستقلة في صناعة السيارات إن البلاد استوردت 1190 سيارة خلال عام 2011، بزيادة عن عدد السيارات التي بيعت في المانيا في نفس الفترة.وتواجه فايتون منافسة عنيفة في الصين، حيث تتصدر مرسيدي بنز قائمة مبيعات السيارات.وقد أصيب خبراء صناعة السيارات بالحيرة بسبب نجاح السيارة فايتون كبيرة الحجم في الصين، مقارنة بألمانيا حيث يضطر البائعون الى عرض خصومات كبيرة على السيارات لاغواء الزبائن.وقد أوقفت فولكسفاجن بيع الفايتون في الولايات المتحدة بسبب المبيعات الضئيلة للسيارة هناك.