الرياض: قدَّر ملتقى السفر والاستثمار السياحي حجم سوق الهدايا التذكارية التي يشتريها أو يقتنيها الحجاج والمعتمرون بـ30 مليار ريال.

ودعا الملتقى إلى دعم الحرف التقليدية الوطنية ليسيطر المنتج المحلي على هذه السوق، وشدد الدكتور فهد الحسين الأستاذ بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود على ضرورة توظيف الحرف اليدوية في مباني التراث العمراني.

مبيناً أن السوق تخلو منها لأن السلع المتوفرة فيها هي بضائع مقلَّدة، معظمها يأتي من الصين وتايوان، فالحاج والمعتمر يرغب دائماً في اقتناء هدية تذكارية، من حرف بلادنا التقليدية، حسبما أفادت صحيفة الجزيرة السعودية.

كما دعا للاستفادة من التجربة البحرينية والكويتية في إنشاء بيوت أو مراكز للحرفيين، تكون ملتقى لمحترفي الصناعات التقليدية، يزاولون فيها حرفهم، ويبيعون منتجاتهم. وأضاف: بيت السدو الكويتي على سبيل المثال، معلم تراثي أصيل يجتهد في الحفاظ على الصناعات الكويتية اليدوية التقليدية كنسيج وحياكة الصوف وصناعة الخيام وبيوت الشعَر، وقد طوّر المشروع ليصبح أول جمعية حرفية تعاونية.

من جهته دعا المدير التنفيذي لمركز التراث العمراني بهيئة السياحة المهندس محسن القرني رجال الأعمال للاستثمار في مباني التراث العمراني التي تُعد مورداً اقتصادياً مهماً ومصدراً لفرص العمل والتنمية الاقتصادية في المناطق، واستعرض القرني خلال جلسة quot;مجالات توظيف المباني الأثرية والمواقع الأثرية لبيئة سياحية واستثماريةquot; عدداً من التجارب العالمية المتميزة في تفعيل التراث العمراني منها تجربة بلدة سان جمنيانو في إيطاليا والتي يزورها سنوياً 3 ملايين سائح من جميع أنحاء العالم ينفقون ما يقارب 300 مليون يورو (مليار وأربعمئة ألف ريال).

وقال القرني إن هناك مدناً عربية استفادت من تراثها العمراني ووظفته بما يعود بالفائدة على الملاك والمستثمرين، ومن أمثلة ذلك مدينة فاس المغربية وقرية طيبة زمان بالأردن. وأكد القرني توفر فرص كثيرة للمستثمرين في مجال التراث العمراني يمكن الاستفادة منها بشكل يسهم في التنمية ويعود عليهم بالفائدة، quot;تتركز الفرص في مشاريع التراث العمراني الحكومية والخاصة، ومن ذلك: مشاريع القرى التراثية، ومراكز المدن التاريخية، والأسواق الشعبية، والنزل التراثية، والاستراحاتquot;.

برنامج طموح

وقال إن الهيئة تبنت مع شركائها برنامجاً طموحاً لتأهيل القرى التراثية، موضحاً أن المرحلة الأولى تتضمن تأهيل 7 قرى تراثية في كل من: الغاط، العلا، رجال ألمع، جبة، ذي عين، الخبراء، المذنب. وأشار القرني إلى مشروع تطوير مراكز المدن التاريخية والذي تساهم فيه الهيئة وتقوم على تنفيذه أمانات المدن والبلديات.

وقال إن المشروع يضم حالياً 8 مواقع هي: الرياض، الهفوف، الطائف، المجمعة، ضبا، أملج، الوجه، ينبع. وتحدث القرني عن مشرع تطوير الأسواق الشعبية في كل من الرياض، الهفوف، الطائف، المجمعة، ضبا، أملج، الوجه، ينبع. ورشح القرني بعض المواقع التراثية القابلة للتطوير والاستثمار السياحي، ومن ذلك مبنى القشلة التاريخي بمدينة حائل (يقع المبنى بوسط مدينة حائل بالقرب من الأسواق التجارية، ويشغل مساحة 19832 متراً مربعاً، ويضم 140 غرفة، أي أن الموقع يصلح كفندق تراثي).

واستعرضت فائقة البجاوي المهندسة المعمارية بجمعية صيانة مدينة تونس، التجربة التونسية في الحفاظ على هوية تونس العتيقة، مؤكدةً على أن المدينة العتيقة لا تمثّل شاهداً عن الماضي فقط، بل جزءاً لا يتجزأ من العاصمة، جمع أغلب المعالم التي فيها، ومستقبله شديد الارتباط بمستقبلها.

من جانبه دعا د.عبدالناصر الزهراني عضو هيئة التدريس في كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود إلى تحويل العلا إلى متحف مفتوح للتراث العمراني، وقال إنها تمثّل نظاماً عمرانياً متفرداً يجب المحافظة عليه، والاستفادة من مواردها الثقافية العمرانية بوصفها جواذب سياحية. لافتاً إلى تمركز الموارد الثقافية والطبيعية حولها وتعددها، واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بها، ممثلة في الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة السياحة والآثار.