باريس: قال كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية إن أسعار النفط مازالت تهدد التعافي الهشّ للاقتصاد العالمي، مضيفًا أن الوكالة تبقى مستعدة لإطلاق كميات من مخزونات الطوارئ إذا اقتضت الضرورة.

وارتفع سعر خام مزيج برنت المستخرج من بحر الشمال إلى أكثر من 128 دولارًا في مارس/ آذار قبل أن يتراجع تدريجيًا ليفقد نحو 15 دولارًا على مدى الشهرين المنصرمين، مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط وزيادة إمدادات النفط.

وأبلغ فاتح بيرول كبير الخبراء الاقتصاديين في الوكالة قمة رويترز 2012 العالمية للطاقة والبيئة quot;حتى الأسعار الحالية فإنها شديدة الارتفاع بالنسبة إلى السياق الاقتصادي الحالي... وتفرض خطرًا حقيقيًا.. التعافي الاقتصادي على المحك، ولاسيما في أوروبا والولايات المتحدة واليابان والصينquot;.

وقال بيرول quot;لدي بواعث قلق بشأن أوروبا، ويساورني قلق شديد أيضًا من أن تلك الأسعار المرتفعة ستنال من التعافي الاقتصادي الأميركي الذي مازال متذبذبًا وبطيئًاquot;. وأعاد بيرول التأكيد على أن الوكالة -التي مقرها باريس والتي تقدم المشورة إلى 28 بلدًا صناعيًا في مسائل الطاقة- مازالت مستعدة للإفراج عن كميات من مخزونات النفط الاستراتيجية عند الضرورة.

وتتأهب أسواق النفط لإطلاق محتمل لكميات من الاحتياطيات الاستراتيجية بعد أنباء في مارس/ آذار بأن الولايات المتحدة أجرت محادثات في هذا الشأن مع البريطانيين والفرنسيين. وفي عام الانتخابات ترغب الإدارة الأميركية بشدة في خفض أسعار البنزين مع اقتراب موسم الرحلات الصيفية، ومن المتوقع إجراء مزيد من النقاش خلال محادثات مجموعة الثماني في مطلع الأسبوع المقبل في كامب ديفيد في الولايات المتحدة.

وذكر بيرول quot;نراقب سوق النفط طوال الوقت، ونتفقد بيانات الاقتصاد والمخزونات، ونظل على استعداد للتحرك إذا استدعت الأوضاع في السوق ذلكquot;. وقالت المفوضية الأوروبية الأربعاء إنها لا ترى حاجة فورية إلى إطلاق أي كميات من مخزونات النفط، لكنها على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة ووكالة الطاقة.

وقال بيرول إن العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي يمكن أن يزيد إنتاج النفط بدرجة كبيرة في ظل تراجع الحقول القائمة وزيادة الطلب في الاقتصادات الناشئة. ومن المحتمل أن العراق هو أحد آخر مناطق إنتاج النفط المهمة غير المستكشفة بعد عقود من الإهمال بسبب الحروب والعقوبات.

وأضاف بيرول quot;إذا لم ترد أنباء جيدة من العراق فإن ذلك سيكون نبأ سيئًا لتوقعات النفط العالمية في المدى القصير والمتوسط والطويلquot;. وتابع إنه قلق بشأن مخاطر نقص الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد موجة انتفاضات الربيع العربي. وقال quot;عندما أتفقد برامج الاستثمار والشهية للاستثمار في بعض البلدان المهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أرى بضعة استثمارات يجري تحويلها إلى الإنفاق الاجتماعي وإلى الإنفاق على البنية التحتيةquot;. ومن بين الأطراف المستفيدة من ارتفاع أسعار النفط منظمة البلدان المصدرة للبترول quot;أوبكquot; وروسيا.

ومن المرجح أن تصل إيرادات أوبك في 2012 إلى 1.2 تريليون دولار، بزيادة قدرها 140 مليار دولار عن 2011، إذا استمرت أسعار النفط عند المستويات الحالية. وستصل إيرادات روسيا من صادرات النفط والغاز إلى 400 مليار دولار أو نحو 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وقال بيرول quot;في سوق النفط هناك دائمًا فائزونquot;.