برلين: حذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، التي تواجه ضغوطا من كل الجهات لبذل جهود اضافية لمكافحة الازمة، الخميس من ان بلادها لا تستطيع تحمل هذه المسؤولية منفردة داخل مجموعة العشرين، داعية في الوقت عينه الى مزيد من العمل الاوروبي المشترك.

وقالت ميركل في خطاب في مجلس النواب مخصص لقمة العشرين التي ستعقد في لوس كابوس في المكسيك ان quot;قوة المانيا ليست بلا حدودquot; معربة عن اقتناعها بان quot;كل العيون ستكون شاخصة على المانيا، مجدداquot; خلال هذا الاجتماع.

ووسط المطالب المتعددة الموجهة الى برلين مثل اصدار سندات يورو لتوحيد المديونية او اطلاق النمو عبر نفقات جديدة، رفضت المستشارة فكرة ان يكون مثل هذا التوجه حلا لمشاكل اوروبا والعالم.

وقالت متوجهة الى الذين يطالبون المانيا بالتزام اكبر quot;نعم المانيا قوية وهي محرك الاقتصاد وقطب الاستقرار في اوروباquot;.

واضافت انه في هذا السياق quot;كل رزم المساعدات لن تجدي نفعا اذا تمت المبالغة بقوة المانياquot;.

وردا على كلام ميركل، دعا رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت مساء الخميس المستشارة الى quot;عدم التركيز على صيغ مبسطةquot; مضيفا ان quot;الوضع في اوروبا حساس للغايةquot;.

وتأتي تحذيرات ميركل في وقت يرى فيه الكثيرون في المانيا، اقوى اقتصاد اوروبي، خشبة الخلاص الوحيدة والعائق الوحيد امام حل سريع للازمة.

وتثير هذه الدعوات انزعاجا متزايدا في برلين. ولا تعتبر المانيا نفسها بمنأى عن المشاكل: نموها يظهر دلائل تراجع، معدلات الفوائد على قروضها تراجعت بشكل طفيف مطلع الاسبوع ما اثار قلق المستثمرين. وعنونت مجلة داي زيت (يسار الوسط) الخميس quot;الجميع يريد اموالناquot;.

الا ان المستشارة لا تنوي حل المشاكل من خلال نفقات اضافية. واعتبرت الخميس ان هذا الخيار سيكون quot;حلا سهلاquot;.

واعلنت موقفها الداعي الى اصلاحات اقتصادية بنيوية وتعزيز الاندماج الاوروبي، مع مزيد من التضامن مصحوبا بتشديد للمراقبة المالية في بلدان عدة.

كما اكدت ان المشاريع الطويلة الامد هي وحدها القادرة على ارساء النمو quot;على قواعد متينة ونزيهةquot;.

واشارت الى ان تقليص العجز العام سيترافق quot;يدا بيدquot; مع النمو. وهذا النمو يمر اجباريا بزيادة للتنافسية لكل بلد.

وقالت quot;اعلم انه امر مضن، انه مؤلم، انه (عمل) يتطلب صبرا طويلا، مهمة شاقةquot;، لكن quot;اي حل بديل سيكون ذرا للرماد في العيونquot;.

وباختصار، كما قال الاربعاء وزير المال الالماني ولفغانغ شوبل، على كل بلد ان يهتم اولا بشؤونه الداخلية. وهذا الامر يسري على بلدان منطقة اليورو انما ايضا بشكل اوسع على دول مجموعة العشرين.

واضافت ميركل quot;منطقة اليورو لا يمكن ان تتحمل وحدها مسؤولية النمو. على كل الشركاء بذل جهودquot;. وغالبا ما ينتقد المسؤولون الالمان في هذا الاطار المستويات الضخمة للعجز في ميزانية الولايات المتحدة.

واعتمدت الولايات المتحدة الاربعاء نبرة اكثر تصالحية مع برلين. وقال وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر quot;اجد من غير العادل اعتبار المانيا المصدر الوحيد للمشكلة حالياquot;.

وبامكان ميركل ايضا الاعتماد على دعم صلب من الالمان. ولا تزال الشخصية السياسية الاكثر احتراما في بلدها بحسب استطلاع اجري مؤخرا، ويبدي غالبية مواطنيها ثقة بادارتها للازمة.