توالت الهجمات الإلكترونية بالفيروسات الرقمية على شركتي طاقة تعدّان من أكبر شركات هذا القطاع في العالم، بعد استهداف برنامج إيران النووي بفيروسين متطورين. وجماعة سيف العدالة البتار تعلن مسؤوليتها.

تعرّضت شركة راس غاز القطرية لهجوم إلكتروني بفيروس اخترق حواسيبها، لتكون بذلك ثاني شركة طاقة كبرى تملكها دول في الشرق الأوسط تتعرّض لمثل هذا الهجوم في الأسبوع الماضي، بعد شركة أرامكو النفطية السعودية.
انتاج الشركتين لم يتأثر وما زال كالمعتاد
وفي بيان أصدرته أرامكو الأحد الفائت، أعلنت أنها استأنفت خدماتها الداخلية الرئيسية بعد الهجوم الذي استهدف حواسيبها في 15 آب (أغسطس) الجاري. لكن صحيفة فايننشيال تايمز نقلت عن تجار نفط في هوستن وجنيف ولندن قولهم الخميس إنهم يتواصلون مع أرامكو عبر الفاكس والتلكس بسبب استمرار تعطّل خدمات البريد الالكتروني الخارجي للشركة. وعلّق متعامل في سوق النفط عن استخدام التكلس في هذا التواصل بأنه عودة 20 عامًا إلى الوراء.

وأثار الهجومان على أرامكو وراس غاز المخاوف بين المتعاملين في سوق الطاقة والدبلوماسيين الغربيين، عندما علموا بوقوع هجمات الكترونية استهدفت شركات في الشرق الأوسط، إذ يشكل ذلك تهديدًا لمصادر حيوية لإمدادات الطاقة في العالم.
إلا أن أرامكو السعودية وراس غاز القطرية أكّدتا أن الفيروس أصاب حواسيب مكتبية فقط، ولم تتأثر المنظومات الإلكترونية التي تدير العملية الانتاجية بالهجوم، وطمأنتا العالم إلى أن إنتاج النفط والغاز وتصديرهما مستمران كالمعتاد. وقالت شركة ارامكو السعودية إن عملياتها الأساسية في التنقيب والانتاج وتوزيع النفط والغاز من رأس البئر إلى شبكة التوزيع لم تتأثر بالفيروس.
وحرصت راس غاز القطرية على التأكيد أن منظومات العمليات الانتاجية في موقع الشركة والمناطق البحرية مؤمنة، وأن الانتاج في المنشأة العاملة في مدينة رأس لفان الصناعية طبيعي، والعمل جارٍ بانتظام بحسب مواعيد الشحنات المتعاقد عليها.
شهدت منطقة الشرق الأوسط هجمات إلكترونية متزايدة، تزامنت مع الغليان السياسي في الشرق الأوسط خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. وكانت إيران اتهمت كلاً من الولايات المتحدة واسرائيل باستهداف برنامجها النووي بفيروسين متطورين، ستاكسنت وفليم، اللذين أصابا حواسيب عاملة في منشآت نووية إيرانية عدة. وقالت إيران في وقت سابق إن حواسيب شركة النفط الوطنية الايرانية تعرضت أيضًا لهجوم الكتروني.
ارامكو السعودية نجحت في تخطي تبعات محاولة تمرير الفيروس
وقال ميكو هيبونين، المحلل الأمني في شركة أف ـ سكيور، لصحيفة فايننشيال تايمز إن الفيروس الذي استهدف شركة أرامكو السعودية كان فيروسًا متطورًا، ولكن ليس بمستوى ستاكسنت، ولا يحتاج إلى وقوف حكومة وراءه، ولربّما قامت مجموعة من الناشطين بتصميمه.
وأعلنت منظمة تتعاطى القرصنة الالكترونية، تطلق على نفسها اسم quot;سيف العدالة البتارquot;، مسؤوليتها عن استهداف حواسيب أرامكو في بيانات عدة على الانترنت. وقالت المنظمة إنها quot;ضاقت ذرعًا بالجرائم والفظائع المرتكبة في بلدان مختلفة في العالم، وخصوصًا في بلدان مجاورة، مثل سوريا والبحرين واليمن ولبنان ومصرquot;. إلا أن صحيفة فايننشيال تايمز نقلت عن خبراء أمنيين عدم قدرتهم على تأكيد ادعاء هذه المنظمة مسؤوليتها عن الهجوم، بالرغم من أن بعض المعلومات التي قدمتها كدليل على ذلك تبدو واقعية.
وقد تزامن هذان الهجومان مع تجاوز سعر برميل النفط عتبة 100 دولار، ما دافع بوزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع إلى إصدار بيان في بداية الأسبوع يدعون فيه الدول النفطية إلى زيادة الانتاج لتفادي الإضرار بالانتعاش الاقتصادي الهش. كما ارتفع سعر برنت القياسي 51 سنتًا إلى 113.05 دولارًا للبرميل الخميس. ويُذكر هنا أن المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، تساهم بنحو 12 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، في حين تعدّ قطر أكبر مصدِّر للغاز السائل في العالم.