ارتفعت أسعار إيجارات الوحدات السكنية في دبي والإمارات الشمالية quot;الشارقة وعجمانquot; بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، ومازالت مستمرة في الارتفاع، الأمر الذي دفع المستأجرون إلى التخوف من الدخول في معاناة جديدة مثل تلك التي كانت قبل عام 2008 من ارتفاع خيالي في أسعار الإيجارات ومن ثم البحث عن شقق واستديوهات أقل تكلفة في أماكن أخرى بعيدة عن مواقع أعمالهم وعن مدارس أبنائهم، مما سيؤثر سلبا على حياتهم واستقرارها من جديد.


دبي: شكا مستأجرون لـquot;إيلافquot; من هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار وحداتهم السكنية التي يقطنوها، موضحين أنهم فوجئوا عند تجديد عقود الإيجار الخاصة بهم بالملاك يطالبونهم بزيادة القيمة الإيجارية للعقار أو الرحيل. وأنهم إذا قرروا البقاء في منازلهم فعليهم تقبل الزيادة في الإيجار التي وصلت إلى نحو 45% في دبي وإلى نحو 35% في الشارقة وعجمان.

دبي
أوضح سامح عيسى أنه يقطن في شقة مكونة من غرفة وصالة في منطقة الديسكفري جاردنز في دبي بإيجار سنوي يبلغ قيمته 40 ألف درهم، وأن تلك القيمة الإيجارية لشقته لم تتغير منذ أكثر من عامين، ولكنه فوجئ عند تجديد عقد الإيجار مؤخرا بالشركة المالكة للعقار تطلب منه دفع 58 ألف درهم سنويا لتجديد عقد الإيجار وإلا فعليه مغادرة المسكن والبحث عن مسكن آخر.وأكد وليد حازم أن أسعار الإيجارات في دبي ارتفعت بنسبة تزيد عن 45% مؤخرا، بالرغم من توافر المزيد من الوحدات السكنية الخالية، ودخول آلاف الوحدات الجديدة إلى السوق. منوها أن إيجار الشقة المكونة من غرفتين وصالة التي يسكن بها وصل إلى 70 ألف درهم سنويا بعد أن كان 50 ألف درهم. لافتا إلى أنه إما أن يقوم بقبول دفع الزيادة في قيمة الإيجار أو أن عليه أن يبحث عن سكن آخر في الشارقة أو عجمان بعيدا عن مدارس أبنائه وعن موقع عمله في دبي، وهو الأمر الذي سيترتب عليه مشكلات أخرى مثل ضرورة البحث عن مقاعد دراسية خالية لأبنائه في مدارس الشارقة أو عجمان، وكذلك اضطراره إلى قضاء نحو ساعتين صباحا ومثلهما مساء كل يوم في الطريق من تلك الإمارات إلى مقر عمله في دبي والعودة إلى منزله مساء، علاوة على تكبده نحو 24 درهما يوميا كرسوم العبور من بوابات سالك التي تقع على حدود الشارقة ودبي.
ويخشى حازم من استمرار الزيادة في الإيجارات السكنية في دبي ووصولها لمستويات قياسية كتلك التي كانت عليها في عام 2008 قبل حدوث الأزمة المالية العالمية. مطالبا الجهات المختصة بضرورة وضع حد لتلك الزيادات العشوائية الغير مبررة التي يقوم بها ملاك العقارات وفرض غرامات كبيرة على المغالين في أسعار الإيجارات.
توافد عربي خليجيوقال أحمد سلام quot;وسيط عقاريquot; إن إيجار الوحدات السكنية ارتفع في دبي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بسبب قيام عدد كبير من المواطنين الخليجيين والعرب باستئجار شقق سكنية وفيلات في دبي للإقامة بها خلال الاجازات المختلفة سواء كانت نهاية الأسبوع أو عطلات الأعياد أو الإجازة الصيفية، وذلك بديلا عن الفنادق التي ارتفعت أسعارها بشكل مطرد أيضا. هذا فضلا عن أن نمو الإمارة اقتصاديا وتجاريا وسياحيا وتمتعها بالأمن والاستقرار شجع العديد من المستثمرين على الإقامة فيها. مبينا أن أقل سعر لإيجار الشقة المكونة من غرفة وصالة في دبي حاليا وفي مكان متواضع وصل إلى 55 ألف درهم سنويا، وأن أقل سعر لإيجار الشقة المكونة من غرفتين وصالة زاد عن 65 ألف درهم.
وتوقع سلام أن ترتفع أسعار إيجار الوحدات السكنية وكذلك أسعار بيع وشراء تلك الوحدات والفيلات السكنية بشكل جنوني، إذا فازت دبي باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020. مشيرا إلى أن الاستمرار في زيادة أسعار الإيجارات في دبي دفع بالعديد من سكان الإمارة إلى البحث عن بدائل أخرى بعيدة عن مواقع عملهم وعن مدارس أبنائهم، أي بدأوا البحث عن شقق ذات أسعار إيجاريه أقل في إمارتي الشارقة المجاورة لدبي وعجمان منها. مبينا أن ذلك دفع أيضا بأسعار الإيجارات في إماراتي الشارقة وعجمان نحو الارتفاع.
عجمان
وذكر علي سعدون أن سعر إيجار الغرفة الواحدة quot;الاستديوquot; الذي كان يقطن به في إمارة عجمان ارتفع من 10 آلاف درهم إلى 14 ألف درهم سنويا. كما ارتفع إيجار الغرفة والصالة من 16 ألف درهم إلى 21 ألف درهم، وازداد إيجار الغرفتين وصالة من 20 ألف درهم إلى 28 ألف درهم في المناطق متوسطة المستوى. موضحا أنه إذا استمرت الزيادة في الإيجارات على هذا النحو سنويا، إضافة إلى الغلاء الذي طرأ على معظم السلع والمواد الغذائية، وتكاليف المعيشة، فإنه سيكون من الصعب على الموظف الوافد أن يقوم بادخار أي شيء من راتبه الشهري.
الشارقة
وكشف خالد منصور عن أن أسعار ايجارات الوحدات السكنية في الشارقة حذت نفس حذو جارتها عجمان وبنفس نسبة الزيادة تقريبا والتي تقدر بنحو 35%، حيث قفزت أسعار الاستديو من 11 ألفا إلى 15 ألف درهم في المناطق متوسطة المستوى، وأسعار الغرفة وصالة من 18 ألف الى 25 ألف درهم في المناطق المتوسطة المستوى، وإلى 30 ألف درهم في المناطق عالية المستوى، والغرفتين وصالة من 24 ألف درهم إلى 33 ألف درهم في المناطق متوسطة المستوى وإلى 45 ألف درهم في المناطق عالية المستوى.وأرجع منصور السبب في ذلك الارتفاع إلى عودة آلاف السكان من دبي للإقامة في الشارقة، بعد ارتفاع أسعار الوحدات السكنية بشكل مطرد في دبي نتيجة توافد أعداد هائلة من السياح والزائرين عليها طوال أيام السنة، فضلا عن الدعم الحكومي للشركات العقارية.