شراء الوليد بن طلال حصة قيمتها 400 مليون دولار في شركة صينية كبرى هو الرد الأمثل على الاشاعات التي طالته بعد إعلانه بيعه قصره الطائر قبل أن يستلمه، ما عزز مكانته بين اثرياء العالم.
لميس فرحات من بيروت: إشترت شركة المملكة القابضة، المملوكة لرجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، حصة في شركة صينية لتجارة التجزئة الإلكترونية، وفقًا لرغبة الأمير الوليد، الذي برز اسمه طويلًا على قائمة أغنياء العالم، للتوسع في قطاع التجارة الالكترونية.
قادت المملكة القابضة مجموعة من المستثمرين لشراء حصة في شركة quot;باي جيندونغ 360quot; الصينية، قيمتها 1.5 مليار ريال، أي 400 مليون دولار. ويبلغ نصيب الشركة السعودية في هذه الاستثمارات نحو 125 مليون دولار، وفقًا لبيان أصدرته الشركة.
وشركة quot;باي جيندونغ 360quot; هي الأكبر في تجارة التجزئة الإلكترونية في الصين، تقدم مختلف أنواع المنتجات بدءًا من الأجهزة الكهربائية وصولًا إلى الكتب عبر الانترنت.
شراكة استراتيجية
قال الأمير الوليد إن الصفقة quot;تعزز العلاقة الاستراتيجية بين السعودية والصين، وتأتي تماشيًا مع توجهات خادم الحرمين الشريفين بدعم العلاقات الثنائية في مجال الأعمال مع جمهورية الصين الشعبية، وذلك بعد زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو. ونحن سعداء بتقوية الشراكة الاستراتيجية في مجال الاستثمارات العالمية مع الإخوة الأشقاء في كيو إنفستquot;.
و اشار المهندس أحمد رضا حلواني، العضو التنفيذي للاستثمارات المباشرة والدولية، إلى أن هذه الصفقة تؤكد قدرة وتميز المملكة القابضة عالميًا في البحث واقتناص الفرص الاستثمارية المجزية، والتي سوف تحقق معدل عائد داخلي مجزٍ لمستثمري شركة المملكة القابضة.
الغني رقم 14
وقد ذكر موقع بلومبيرغ الاقتصادي أن الوليد بن طلال، الذي يحتل المرتبة الرابعة عشر ضمن قائمة أغنياء العالم، يستثمر في شركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية وسط تزايد الطلب على الخدمات المقدمة عبر الانترنت. كما يشار إلى أن الوليد استثمر 300 مليون دولار في شركة تويتر للتواصل الاجتماعي في العام 2011، ويمتلك حصصًا في شركات عدة، مثل أبل ونيوز كورب.
ووفقًا لمؤشر بلومبيرغ لمليارديرات العالم، تصل حجم ثروة الوليد بن طلال إلى نحو 29 مليار دولار. وقد ارتفعت ثروته بنحو 8.5 مليارات دولار منذ نيسان (ابريل) 2012 حتى الآن، بفضل تضاعف قيمة أسهم شركة المملكة القابضة.
بيع القصر الطائر
تدحض هذه التقارير والأرقام الشائعات التي برزت مع إعلان الأمير بن طلال عن بيع طائرته الخاصة، التي تعرف بإسم القصر الطائر، قبل أن يستلمها. فقد كثرت الأقاويل مع الإعلان عن أن الأمير باع طائرته الإيرباص طراز A380 قبل أن يستلمها، وفقًا لما أفاد به شادي صنبر المدير المالي لشركة المملكة القابضة.
وكان الأمير وقع عقد شراء تلك الطائرة في العام 2007 كأول زبون فردي لها، وكان سعر المبيع 389 مليون دولار، لكن يقال إن التزويدات وتغيير الديكورات رفع سعرها إلى 500 مليون دولار.
والقصر الطائر أضخم طائرة خاصة حتى الآن، تتسع لأكثر من 600 راكب. غير أن الأمير الوليد طلب إزالة معظم مقاعدها وبناء حمام تركي فاخر بجدران من الرخام، وقاعة للحفلات الموسيقية مزودة ببيانو عملاق، وموقف لسيارته من نوع رولز رويس، ومكان للصلاة مزوّد بسجادة افتراضية يحدثها نظام كمبيوتر وتشير دائمًا إلى اتجاه القبلة، إضافة إلى الأسرة الفاخرة وغرف الضيوف.
رفد الاستثمارات
ما أن شاع نبأ بيع الطائرة حتى تواردت التحليلات التي تشير إلى أن الأمير الوليد أوشك على الإفلاس أو يمر بضائقة مالية. لكن موقع بلومبيرغ نقل عن صنبر تأكيده أن الأمير باع الطائرة لاستخدام العوائد للتوسع في الاستثمارات في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط.
ورفض صنبر الافصاح عن سعر البيع أو هوية المشتري أو أي تفاصيل أخرى، قائلًا إن الاتفاق شديد السرية، كما لم يفصح ما إذا كان قد حقق ربحًا من الصفقة أم لا.
التعليقات