كشف تقرير جديد إرتفاع الطلب على خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عالمياً يعززه إنخفاض مطّرد في أسعار الإنترنت عريضة النطاق، وأن عدد الاشتراكات سيفوق 7 مليارات في مطلع العام المقبل، وأن أكثر من نصف هذه الاشتراكات في آسيا، وأن هناك أسواق في أربع قارات وصلت إلى التشبع وتجاوز إنتشارها خدمات تكنولوجيا المعلومات 100%.

لندن: كشف التقرير الصادر عن الاتحاد العالمي للاتصالات وجود طلب قوي على خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عالمياً، مع إقبال يحفزه إنخفاض مطرد في أسعار الإنترنت عريضة النطاق.
وتوقع التقرير السنوي الذي صدر تحت عنوان العالم في 2013: حقائق وأرقام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - والذي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه - أن عدد الاشتراكات المتنقلة الخلوية سيضاهي قريباً عدد سكان الكوكب، حيث من المتوقع أن يفوق عدد الاشتراكات 7 مليارات في مطلع العام المقبل 2014، مشيراً إلى أن أكثر من نصف الاشتراكات المتنقلة في قارة آسيا، والتي يرى التقرير أنها لا تزال تمثل محرك نمو السوق، وفي نهاية 2013 ستصل معدلات انتشار الاتصالات المتنقلة عموماً إلى 96% على الصعيد العالمي، 7% منها في العالم المتقدم، و89% في البلدان النامية.
وأضاف التقرير أن عدد من الأسواق وصلت إلى التشبع وانتشارها يفوق 100% في أربع مناطق من مناطق العالم الست، وأن الإقبال على الاتصالات المتنقلة الخلوية بدأ يتباطأ كثيراً، مع إنخفاض معدلات النمو إلى أدنى مستوياتها في كل من العالم المتقدم والعالم النامي.
وأبان التقرير أن عدد مستعملي الإنترنت سيبلغ بنهاية 2013 نحو 2.7 مليار شخص بما يعادل نحو 39% من سكان العالم، لكن النفاذ سيظل محدوداً في العالم النامي مع توقع نسبة 31% فقط من السكان الذين سيتمتعون بالنفاذ على الخط في نهاية 2013 مقارنة بنسبة 77% في العالم المتقدم. وستظل أوروبا أكثر مناطق العالم إنتشاراً من حيث التوصيل مع نسبة إنتشار للإنترنت تبلغ 75%، وهي نسبة تفوق إلى حد كبير النسبة المسجلة في آسيا والمحيط الهادي 32%، وأفريقيا 16%.
وفيما يتعلق بانتشار الإنترنت في المنازل الذي غالباً ما يعتبر أهم قياس للنفاذ إلى الإنترنت لا يزال في إرتفاع مستمر وتشير تقديرات الاتحاد إلى أن نسبة 41% من الأسر في العالم ستكون موصلة بالإنترنت بنهاية 2013، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، كان نمو نفاذ الأسر أسرع في إفريقيا مع معدل نمو يبلغ 27 % سنوياً، ولكن على الرغم من الاتجاه العام الإيجابي، فإن 90% من بين 1,1 مليار أسرة من الأسر التي لا تزال غير موصلة بالعالم توجد في العالم النامي.
وأشار التقرير إلى أن تكاليف الخدمات الثابتة عريضة النطاق إنخفضت بسرعة على مدى السنوات الخمس الماضية بنسبة 82% إذا ما قيست كنسبة من نصيب الفرد من الدخل المحلي القومي، ولكن في البلدان النامية، لا تزال الخدمات السكنية الثابتة عريضة النطاق باهظة التكاليف حيث تمثل ما يزيد قليلاً عن 30% من متوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي القومي الشهري مقارنة بنسبة ndash; 1,7% فقط من متوسط الدخل المحلي في البلدان الغنية، مشيراً إلى النطاق العريض في أوروبا يتاح بأسعار معقولة، حيث تبلغ تكاليف الاشتراك الأساسي في المتوسط أقل من 2% من نصيب الفرد من الدخل المحلي القومي، ويرتفع هذا الرقم في بعض البلدان النامية إلى أكثر من 50%.
و زاد أن أوجه التفاوت في النفاذ إلى الإنترنت عريضة النطاق عالية السرعة لا تزال مستمرة، مشيراً إلى البلدان التي حققت أعلى أداء من حيث سرعة النفاذ هي جمهورية كوريا وهونغ كونغ والصين واليابان وبعض البلدان ذات الأداء الممتاز المثير للدهشة في أوروبا ومنها بلغاريا وأيسلندا والبرتغال، وفي إفريقيا أقل من 10% من إشتراكات النطاق العريض الثابت تقدم سرعات تبلغ 2 Mbit/s على الأقل ويسود هذا الوضع في عدة بلدان في آسيا والمحيط الهادئ والأميركتين ndash; والعالم العربي.
وقال الأمين العام للإتحاد الدولي للاتصالات الدكتور حمدون توريه متحدثاً إلى وزراء الحكومات المجتمعين في المؤتمر العالمي للإتصالات المتنقلة في برشلونة: quot;إننا أحرزنا تقدماً مذهلاً في السنوات الاثنتي عشرة الأولى من الألفية الجديدة.ومع ذلك لا يزال أمامنا شوط طويل يجب أن نقطعه. وان ثلثي سكان العالم حوالي ndash; 4,5 مليار شخص لا يزالون غير موصلين بالشبكة. وهذا يعني أن ثلثي سكان العالم لا يزالون منعزلين عن أكبر مكتبات العالم وأكثرها قيمة، وأن ثلثي سكان العالم لا يزالون مستبعدين من الوصول إلى أكبر سوق في العالم، وأن ثلثي سكان العالم لا يزالون محرومين من الفرص الهائلة المتاحة الآن للثلث الآخر.
ومن الواضح أن النطاق العريض المتنقل سيكون جزءاً حيوياً من الحل، وعلينا أن نستمر في quot;تعبئة جهودناquot; لضمان نفاذ سكان العالم إلى الإنترنت بتكلفة ميسورة وعلى أساس منصفquot;.