قال وزير المالية الهولندي الذي اختير مؤخراً رئيساً جديداً لمجموعة اليورو، جيروين دجسيلبلويم، إن الانخفاض الذي تعرض له مؤخراً الجنيه الإسترليني قد يكون البداية لأزمة جديدة للعملة نتيجة المخاوف المتعلقة بوضعية الشؤون المالية العامة.

القاهرة: في انتقاد مباشر للمملكة المتحدة، قال دجسيلبلويم، الذي يشغل منصبه الحالي منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، إن ارتفاع مستوى الدين الوطني في بريطانيا واستمرار النقص الحاصل في الميزانية قد تركا البلاد عرضة للهجمات من جانب تجار العملة.
ويتوقع ألا تحظى تعليقات دجسيلبلويم بترحيب الائتلاف، خاصة وأنها تأتي قبل أيام قليلة من الإعلان عن الميزانية وفي وقت يتعرض فيه الجنيه الإسترليني بالفعل لتراجع مستمر، حيث تراجع من 1.23 يورو إلى أقل من 1.16 يورو منذ بداية العام الحالي.
كما جاءت تلك التصريحات لتثير مجموعة من الذكريات القبيحة بخصوص آخر أزمة تعرض لها الجنيه الإسترليني، حين خرج من آلية سعر الصرف الأوروبي في العام 1992.
وفي كلمة له أمام مجموعة من الطلبةفي جامعة أمستردام، أشار دجسيلبلويم إلى أن المملكة المتحدة معرضة بشكل أكبر للخطر عن الولايات المتحدة بسبب وضعية الشؤون المالية العامة، وذلك على الرغم من تساويها في مستوى العجز المرتفع بالميزانية وكذلك المعارك التي تشهدها واشنطن حالياً بخصوص الحاجة لخفض الإنفاق.
وأضاف دجسيلبلويم quot; إنكلترا معرضة للخطر، وقد تكون أسرع بشأن المضاربة بالعملات. وهو ما سبق أن حدث في الماضي. وقد تحدث أزمة جديدة للإسترليني مجدداًquot;.
وجاء هذا الهجوم من جانب دجسيلبلويم ليذكِّر بالهجوم الذي سبق أن شنه كريستيان نوير على المملكة المتحدة في أواخر عام 2011، حيث قال وقتها رئيس البنك المركزي الفرنسي إن بريطانيا يجب أن تفقد تصنيفها الائتماني AAA قبل فرنسا.
وواصل quot;ويتعين على وكالات التصنيف أن تبدأ بتخفيض تصنيف بريطانيا التي ترتفع بها مستويات العجز والدين والتضخم، وتقل عنا من حيث النمو، ويتراجع فيها الائتمانquot;.
كما أكدت التلغراف أن تصريحات دجسيلبلويم هذه من شأنها أن تزيد من مخاطر الإضرار بالعلاقات بين كتلة العملة الموحدة والمملكة المتحدة في وقت حساس بالفعل.
ويحاول الآن وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن، أن يجري مفاوضات على شروط جديدة لقواعد الاتحاد الأوروبي تعنى بتغطية مكافآت المصرفيين عند حد أقصى يقدر بضعف مستويات الراتب. فيما ترى مجموعة من الساسة البارزين، من بينهم عمدة لندن بوريس جونسون، أن هذا الغطاء بمثابة الهجوم الصريح على لندن.