برلين: أظهر مسح نشرت نتائجه أمس أن ثقة المستهلكين الألمان تنتعش وسط آمال بأن أزمة ديون منطقة اليورو تبدأ في الانحسار مع توقعات بسوق عمل قوي.
وقالت المجموعة البحثية ldquo;جي إف كيهrdquo; إن مؤشرها الاستطلاعي لثقة المستهلكين سيرتفع إلى 5,8 نقطة في فبراير مقابل 5,7 نقطة في قراءة معدلة لشهر يناير.
وكان محللون يتوقعون أن يتراجع المؤشر بشكل طفيف. وأشارت المجموعة إلى أنه ldquo;برغم التباطؤ الاقتصادي الحالي، يستمر الألمان في توقع حدوث زيادة في الدخل خلال الأشهر القادمةrdquo;. وأوضحت أن ldquo;هذا التفاؤل يستند في الغالب إلى افتراض أن وضع التوظيف في ألمانيا سيستمر في تسجيل نمو مستقر هذا العامrdquo;.
وأشار كارستين برزيسكي الخبير الاقتصادي لدى مصرف ldquo;آي إن جيrdquo; الهولندي إلى أنه ldquo;في الوقت الذي يلتهم فيه المستهلكون في دول الأطراف بمنطقة اليورو مدخراتهم للوفاء باحتياجاتهم الأساسية لا يزال الألمان يقومون بعمليات تسوقrdquo;. وأضافت أن المسح الذي استطلع آراء نحو ألفي أسرة في أكبر اقتصاد في أوروبا عكس التوقعات بدخول أعلى وتراجع المخاوف بشأن الآثار الاقتصادية الناتجة عن أزمة ديون منطقة اليورو.غير أن ما يعزز المعنويات الاقتصادية الهشة السائدة في أجزاء أخرى في منطقة اليورو، ما أعلنه مكتب الإحصاء الفرنسي ldquo;إنسيrdquo; أن ثقة المستهلكين في فرنسا لم يطرأ عليها تغيير في يناير.
وقال المكتب إن مؤشر ثقة المستهلكين الفرنسيين ظل ثابتا عند 86 نقطة في ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة وهو أقل من متوسطها البالغ 100 نقطة على المدى الطويل.
وكانت دراسة صدرت الأسبوع الماضي أظهرت أن ثقة الشركات في ألمانيا نمت بأكثر من المتوقع في مكاسب شهرية متتالية في يناير. وقبل ذلك بأسبوع أظهر تقرير آخر تسجيل ثقة المستثمرين أعلى مستوى في 30 شهرا.وقالت مجموعة ldquo;جي إف كيهrdquo; إن ldquo;هناك حاليا تقارير سلبية قليلة تتعلق بأزمة الديون السيادية، لذا فالألمان مرة أخرى يركزون على الشؤون العامة المحلية الطيبة بشكل عامrdquo;، مضيفة أنه ldquo;أصبح أكثر واقعيا الأمل بأن الموجة ستنقلب قريباrdquo;.
وقال البنك المركزي الألماني إن اقتصاد البلاد تعافى بالفعل من تباطؤ العام الماضي. وقال أولريش جريلو رئيس الرابطة الاتحادية للصناعة الألمانية ldquo;بي دي آيrdquo; أمس إن ldquo;المسار الاقتصادي يشير لاتجاه صعودي هذا العامrdquo;. وتتوقع الرابطة أن يبلغ النمو 0,8% هذا العام بعدما انكمش الاقتصاد في الربع الأخير من العام الماضي. وأكدت المجموعة أن ldquo;تزايد التوظيف والارتفاعات الناتجة في الدخل الحقيقي كانت عاملا كبيرا في أن يكون الاقتصاد الألماني قادرا على تجنب الانزلاق في ركودrdquo;.
واستقر معدل البطالة في ألمانيا قرب أدنى مستوى في عشرين عاما عند 6,9% في ديسمبر. وقالت ldquo;جي إف كيهrdquo; إنه ldquo;في ضوء التحسن الكبير في توقعات الدخل يعتزم عدد متزايد من المستهلكين الاستثمار في سلع عالية القيمة في الوقت الراهنrdquo;. من ناحية أخرى، تتوقع الرابطة الاتحادية للصناعة الألمانية نموا اقتصاديا بنسبة 0,8% خلال عام 2013. وتأتي توقعات الرابطة أكثر تفاؤلا من توقعات الحكومة الألمانية التي تكهنت بارتفاع معدلات النمو إلى 0,4% فقط خلال هذا العام. وقال الرئيس الجديد للرابطة، أولريش جريلو، أمس في برلين إن هناك أملا مبررا إزاء حدوث انتعاش اقتصادي ملحوظ اعتبارا من الربيع القادم.وأضاف جريلو ldquo;مسار الانتعاش الاقتصادي يتجه هذا العام إلى أعلى لذلك ليس هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية محمومةrdquo;.