أعلن مسؤولون قبارصة أن موقف ألمانيا ومواقف دول أخرى تحسد الجزيرة لكونها مركزاً مالياً عالمياً، تعرقل جهود الاتفاق على خطة انقاذ اوروبية تمنع إفلاس بلادهم.
نيقوسيا: قبرص التي تأثر اقتصادها كثيرًا بسبب الازمة اليونانية، تتفاوض منذ حزيران/يونيو مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي بشأن خطة انقاذ. وتعتبر الجزيرة أنها بحاجة الى 17 مليار يورو منها 10 مليارات لاعادة رسملة قطاعها المصرفي.
وانتقد مسؤولون ألمان خطة المساعدة هذه، وأوردت وسائل اعلام المانية معلومات مفادها أن الجزيرة المتوسطية تستخدم خصوصًا من قبل المافيا الروسية كمركز لتبييض الاموال. وقال مصدر حكومي قبرصي، طلب عدم كشف اسمه، quot;إنها مسألة سياسية بسبب الانتخابات الالمانيةquot;.
وصرح المصدر لفرانس برس تعقيبًا على الاتهامات بتبييض الاموال quot;أننا نلتزم بكل توصيات صندوق النقد الدولي ومجموعة يوروغروب، لكي تتوقف هذه الإدعاءاتquot;. واعتبر المصدر أيضًا أن هذه الاتهامات تبرر بـquot;حسد بعض الدول لكون الجزيرة مركزًا ماليًاquot;.
وبحسب وزير المال السابق ميخاليس ساريس، يتم التداول دائمًا بموضوع تبييض الأموال لأنه quot;مسألة جذابةquot; تستفيد منها كثيرًا وسائل الإعلام والحملة الانتخابية في ألمانيا. وصرح لفرانس برس quot;على قبرص أن تكون فوق الشبهات، وأن تقوم بأكثر من اللازم لإثبات أنها مركز مالي نظيفquot;.
والخميس أعلن المتحدث باسم الحكومة ستيفانوس ستيفانو: quot;من الواضح أن مصالح شخصية تقف وراء الهجمات التي تتعرّض لها قبرص. الذين يهاجمون قبرص يريدون أن يصبحوا مركزًا ماليًا دوليًا مكانهاquot;. وقال إن قبرص رابع مستثمر في روسيا، والثاني في أوكرانيا.
وفي حين تؤكد الحكومة أنها منفتحة لخضوع قطاعها المالي لمراقبة معمقة، أطلق البرلمان القبرصي حملة للدفاع في أوروبا عن صيت الجزيرة quot;النظيفquot;. وأكد مسؤول في البنك المركزي القبرصي ميخاليس ستيليانو quot;نقوم بكل ما في وسعنا لتطبيق كل التوصيات الدوليةquot;.
وأضاف أن قبرص حصلت على quot;تقويم جيد للغايةquot; في مجال مكافحة تبييض الأموال من لجنة مانيفال في مجلس أوروبا. واعتبر دويتشه بنك في تقرير في الأسبوع الماضي أن هناك quot;تركيزًا مفرطًاquot; على قضية تبييض الأموال.
وجاء في التقرير quot;الأمر يتعلق أكثر بوضع قبرص كجنة ضريبية مزودة بنظام مصرفي غير شفاف يستخدمه الأجانب كثيرًاquot;، مشيرًا إلى ودائع لغير مقيمين، تصل قيمتها الى 24 مليار يورو، القسم الاكبر منها من روسيا.
وفي حين طبقت نيقوسيا اجراءات تقشف صارمة ترمي الى ادخار مليار يورو كما اوصت الترويكا (الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي)، دعاها شركاؤها الاوروبيون، ومنهم المانيا، الى تطبيق المزيد من الاصلاحات.
والمفاوضات بين الترويكا والسلطات القبرصية تراوح مكانها خصوصًا لأن قبرص ترفض اجراء عمليات الخصخصة المطلوبة.
كما إن عملية تقويم حاجات المصارف تأخرت.
واختارت منطقة اليورو انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية في قبرص، التي تجري الدورة الاولى منها في 17 شباط/فبراير، لاتخاذ قرار.
في موازاة ذلك، خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني الجمعة تصنيف قبرص درجتين من quot;بي بي-quot; الى quot;بيquot;، لتقترب بذلك اكثر من فئة الدول العاجزة عن سداد مستحقاتها.
التعليقات