كاركاس: رحل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ليترك وراءه دولة تواجه تحديات اقتصادية قاسية رغم ثروتها النفطية الهائلة. وقد ظل هوغو تشافيز مسيطرا على المشهد السياسي في بلاده لمدة 14 عاما حتى رحل بمرض السرطان الثلاثاء الماضي. ورغم التضخم المرتفع والنمو الاقتصادي الضعيف ومعدل البطالة الذي يبلغ حوالي 7' فمن المستبعد أن تحاول الحكومة المؤقتة الحالية التعامل مع الملفات الاقتصادية الشائكة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة التي لم يتحدد موعدها بعد. من الناحية النظرية يجب إجراء الانتخابات خلال شهر ولكن يمكن تأجيلها بسبب وجود مشكلات لوجستية في الوقت الذي تشيع فيه فنزويلا جنازة رئيسها الراحل.
يقول أزدوربال أوليفيروس المحلل الاقتصادي في شركة إيكوناليتيكا لوكالة الأنباء الألمانية 'مع دخول معترك الحملة الانتخابية ، ستتفادى الحكومة اتخاذ إجراءات اقتصادية يمكن أن يكون لها ثمن سياسي'. ولن تستمر المعركة الانتخابية أكثر من شهرين وهي فترة يمكن للاقتصاد أن يظل فيها مستقرا بدون إصلاحات كبيرة. وقال محللون إن نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي تشير التوقعات إلى فوزه في انتخابات الرئاسة المقبلة سيكتفي باتخاذ بعض الخطوات الأولية على الصعيد الاقتصادي. وكان معدل التضخم قد بلغ 20' العام الماضي. وفي شباط/فبراير الماضي أجرت الحكومة سابع تخفيض للعملة. ولكن من غير المتوقع أن تخاطر الحكومة الانتقالية بخفض جديد للعملة يمكن أن يرفع أسعار المواد الغذائية في هذه المرحلة.
يقول أنجيل جارسيا بانشز أستاذ الاقتصاد في جامعة فنزويلا المركزية إنه سيكون هناك مجرد خفض 'مستتر' لقيمة العملة 'ولن يكون له تأثير سياسي كبير وسيكون تأثيره النفسي محدودا للغاية'. وكانت الحكومة الفنزويلية قد ألغت العام الماضي 'نظام مبادلة الأوراق المالية المقومة بالعملة الأجنبية' والذي كان يسمح للمستوردين بالحصول على الدولارات التي يحتاجون إليها ولكنهم لا يستطيعون الحصول عليها وفقا للقواعد الصارمة لسوق الصرف. وسيتم وضع نظام جديد لسوق العملة بديلا للنظام القائم على السندات والأوراق المالية الملغى حيث يتيح النظام الجديد للمستوردين الحصول على الدولارات التي يحتاجون إليها ولكن بسعر أعلى وهو ما يعني عمليا خفض قيمة العملة المحلية بحسب بانشز.
يذكر أن السعر الرسمي للعملة الفنزويلية هو 6.3 بوليفار فنزويلي لكل دولار ولكن السعر يصل إلى 25 بوليفار لكل دولار في السوق السوداء. وكان محللون قد استبعدوا أيضا حدوث طفرة في إنتاج فنزويلا النفطي في المستقبل القريب نظرا لاستمرار القيود المفروضة على الاستثمارات الأجنبية في السوق. يذكر أن فنزويلا واحدة من أكبر الدول إنتاجا للنفط في العالم وتبلغ صادراتها حوالي 3' من إجمالي إمدادات السوق العالمية. كان تشافيز قد أمم حقول النفط المملوكة لشركات غربية مثل شركة إكسون الأمريكية أثناء رئاسته وطرد الشركات الأجنبية مما أدى إلى تراجع الاستثمارات في صناعة النفط الفنزويلية وبالتالي تراجع إنتاج الحقول. وقال محلل في مصرف كوميرتس بنك الألماني بمدينة فرانكفورت إن 'توافر مناخ مناسب للاستثمار في فنزويلا سيؤدي إلى تحسن كبير في إمدادات النفط بالسوق العالمية. وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي ذلك إلى كبح جماح الأسعار'. ولكن المحللين أشاروا إلى أن احتمالات حدوث ذلك في وقت قريب ضعيفة رغم أن الدولة الأمريكية اللاتينية تمتلك أكبر احتياطي مؤكد من النفط في العالم
التعليقات