في ظل استمرار معاناة اللاجئين السوريين الإنسانية، أشار تقرير نشرته صحيفة لوس أنجيليس تايمز إلى أن المنظمات والجهات المانحة، مثل أوكسفام وغيرها، تعاني نقصًا في مواردها، يهدد أنشطتها الإغاثية.
نشر صحيفة لوس انجيليس تايمز تقريرًا أشارت ألقت من خلاله الضوء على المبالغ المالية الضئيلة التي جمَّعتها المنظمات والجهات المانحة حتى الآن مقارنةً بحجم الوضع الكارثي الذي يعيشه السوريون في تلك الأثناء.
وبينما سبق لمسؤولي منظمة أوكسفام أن حددت هدفًا لها في كانون الثاني/ يناير الماضي لتجميع مبلغ قدره 53 مليون دولار لمساعدة ضحايا الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا، فلم يساهم الأميركيون حتى الآن سوى بمبلغ قدره 150 ألف دولار.
أزمة تمويل
الأمر لا يقتصر على أوكسفام وحدها، حيث لم تُجَمِّع وكالة ميرسي كوربس سوى 900 ألف دولار لمصلحة اللاجئين السوريين خلال مدة الحرب المستمرة منذ 27 شهرًا، وهو جزء بسيط من مبلغ الـ 2.5 مليون دولار، الذي جمعته الوكالة في غضون بضعة أسابيع قليلة عام 2006 خلال الحرب التي دامت شهرًا بين حزب الله وإسرائيل.
وتحدثت منظمات إغاثة أخرى عن مستوى الاستجابة الضعيف نفسه هذا، بينما اعتبرت الصحيفة أن هذا الشح يعكس الطبيعة الغامضة للحرب المشتعلة في سوريا. كما إنه يقيس الشعور العام تجاه أزمة تتسبب منذ أكثر من عامين في إثارة إحباط إدارة أوباما، التي تحاول أن تبقى متحفظة إزاء ما يدور من أحداث متصاعدة، ورغم ما تتعرّض له من ضغوط بشكل متواصل، لاسيما بعد نجاح قوات الأسد أخيرًا في فرض سيطرتها على مدينة القصير، وتحضرها كذلك لمعارك داخل وحول مدينة حلب.
جاءت تلك العقبات الأخيرة التي تعرّض لها الثوار لتدفع بالإدارة إلى عقد جولة جديدة من الاجتماعات خلف الأبواب المغلقة، بينما يواصل المسؤولون نقاشهم الداخلي على مدار شهر بشأن ما إن كان يتوجب تكثيف المساعدات العسكرية الأميركية للثوار، في محاولة لزيادة الضغوط التي تواجهها في تلك الأثناء حكومة الرئيس الأسد.
زيادة مطالب
وفي أعقاب الخسائر التي تعرّضوا لها أخيرًا، بدأ الثوار يزيدون مطالبهم المتعلقة بضرورة إقدام الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على تزويدهم بالأسلحة المتطورة.
وحث كثير من خبراء السياسة الخارجية، بمن فيهم بعض من مستشاري الرئيس باراك أوباما، على قيام أميركا بدور أكبر في الصراع هناك، وذلك لأن تراجعها عن القيام بالجهد المطلوب منها على هذا الصعيد سيزيد من الأزمة المشتعلة في سوريا سوءًا.
الإشكالية هي أن الصراع السوري جاء متزامنًا مع المتاعب التي واجهتها أميركا جراء الحرب التي خاضتها بكل من أفغانستان والعراق. ومن وجهة نظر المواطن الأميركي العادي، فإن الحرب السورية تعتبر quot;غير واضحة تمامًا، مشوشة للغاية، بعيدة للغاية وتوقيتها توقيت خاطئquot;، وهو ما قاله آرون دافيد ميلر، مفاوض السلام الأميركي السابق، والذي يعمل حالياً كنائب رئيس لدى مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء.
وقالت الصحيفة إن شكوك الأميركيين بخصوص الوضع في سوريا يعني مواجهة أوباما لقدر ضئيل من المخاطر السياسية من خلال تحجيمه للدور الأميركي. ولهذا السبب تتشارك مجموعة من الدول الأخرى تلك الازدواجية الخاصة بالموقف الأميركي.
مع هذا، لم تغفل الصحيفة حقيقة تنامي احتياج اللاجئين السوريين للمساعدات، خاصة بعد تأكيد الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي أنها تتوقع تضاعف عدد اللاجئين بحلول نهاية العام الجاري، ليصبح 3.2 ملايين، بالاتساق مع طلبها الحصول على مبلغ قدره 5.2 مليارات دولار من أجل مساعدتهم، وهو أكبر طلب مساعدة في تاريخ الأمم المتحدة.
التعليقات