تبنى مجلس الشعب السوري اليوم موازنة أزمة للعام 2013، ترفع النفقات بنسبة 4% وتخفض الإيرادات بنسبة كبيرة جداً ما نسبته 35%، فيما أكد نواب المجلس على ضرورة إصدار مشروع هذه الموازنة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

دمشق: أقر مجلس الشعب (البرلمان) السوري الثلاثاء موازنة أزمة تضمنت زيادة في النفقات الجارية وتدهوراً كبيراً في الإيرادات وعجزاً مضاعفاً.
وفي قانون مالية 2013، ستزداد النفقات بنسبة 4,3 في المئة، لكنها ستتدنى وفق الارقام الحقيقية بنسبة 36 في المئة بسبب التضخم وتدني سعر صرف العملة السورية مقابل الدولار.
وباتت الموازنة بحاجة الى موافقة الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه نظامه منذ اذار/مارس 2011 حركة احتجاج شعبية تحولت الى نزاع مسلح اوقع اكثر من 43 الف قتيل.
وقالت الوكالة إن النواب الذين اجتمعوا برئاسة محمد لحام اشاروا الى quot;اهمية اصدار مشروع الموازنة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وعمل الحكومة ومجلس الشعب ضمن فريق واحد لتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنينquot;.
من جهته، اوضح وزير المالية محمد الجليلاتي أن موازنة العام 2013 quot;تراعي البعد الاجتماعي كاستراتيجية ثابتة لتنفيذ السياسة المالية وزيادة الثقة بين الحكومة والمواطنين من خلال المصارحة والشفافية في جميع الأمور المالية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالمواطنينquot;.
وستبلغ النفقات 1383 مليار ليرة سورية مقابل 1326 مليارًا في 2012. وبالدولار، ستصل نفقات الموازنة الى 23,05 مليار دولار مع معدل صرف مرجعي من 60 ليرة سورية للدولار الواحد مقابل 24,29 مليار دولار في 2012 وانما مع معدل صرف من 54,59 ليرة سورية للدولار الواحد.
وفي الواقع، يجري التداول اليوم بسعر صرف الدولار بما يوازي 74 ليرة سورية و94 ليرة سورية في السوق الموازية.
وفي موازنة 2013، زادت النفقات (خارج الاستثمارات) التي اضيفت اليها المساعدات في مجال منتجات الطاقة بنسبة 16 في المئة، بينما انخفضت النفقات الاستثمارية بنسبة 26 في المئة.
اما النفقات المخصصة للرواتب ومعاشات تقاعد الموظفين فستزيد بنسبة 11 في المئة وتعتزم الدولة ايجاد 36 الف وظيفة اضافية في القطاع العام.
وسيشهد بند المساعدات زيادة بنسبة 24,6 في المئة مع 147 مليار ليرة سورية للمحروقات و250 مليار ليرة سورية للكهرباء و77 مليار ليرة سورية لمنتجات المواد الاساسية الضرورية مثل السكر والارز والطحين.
في المقابل، ستشهد الايرادات تدهورًا تفوق نسبته 35 في المئة من 991 مليار ليرة سورية الى 638 مليارًا. ويعود هذا التدهور الى تراجع جباية الضرائب لأن اجزاء واسعة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة السلطات، والى تدهور الصادرات والرسوم الجمركية.
ولفت الوزير الجليلاتي الى أن تراجع الايرادات quot;ناجم عن توقف عدد من المعامل العامة والخاصة بما انعكس سلبًا على الأرباح والضرائبquot;، معتبرًا أن quot;التهرب الضريبي سببه الضعف الإداري وعدم قناعة المواطنين بأوجه صرف الضريبةquot;.
وسيؤدي هذا الامر الى مضاعفة العجز مقارنة بالعام 2012 لأنه سينتقل من 335 مليار ليرة سورية الى 745 مليار ليرة سورية في 2013، اي 53 في المئة من الموازنة.
واشار الوزير الجليلاتي الى أن quot;الموازنة العامة للدولة بدأت تتحول من وفورات إلى عجوز بدءاً من 2003 وليس من الآن، وذلك بسبب الاعتماد على الموارد النفطية بشكل أساسي وذلك عندما كانت قيمة الإنتاج تصل الى نحو 700 ألف برميل في حين انخفضت خلال العام الحالي إلى نحو 225 ألف برميل بحيث أصبح كامل الانتاج لا يكفي للمصافي المحلية ما أدى إلى ارتفاع نسب استيراد المشتقات النفطية من الخارجquot;.
وتوقع قانون المالية العامة انتاج 224 الف برميل في اليوم من النفط و28,5 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا.