يزور محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز منطقة الخليج في محاولة لإنعاش اقتصاد بلاده المتهالك، وبدأ هذه الجولة بزيارة إلى أبوظبي الإماراتية. ولم يعرف حتى الآن إذا كانت الدوحة التي كانت أكبر داعم للإخوان محطة سيتوقف عندها كذلك في جولته.


وصل محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز إلى أبوظبي في زيارة لمنطقة الخليج، هدفها طلب الدعم المالي الذي تحتاجه مصر بصورة عاجلة إزاء الوضع الاقتصادي المتفاقم، بسبب انعدام الاستقرار السياسي.

جاءت زيارة رامز للإمارات العربية متزامنة مع إصدار البنك المركزي المصري نداء عامًا غير معهود إلى المصريين بأن يودعوا تبرعات في حساب خاص، فُتح حديثًا باسم quot;دعم مصرquot;.

وأعلن البنك المركزي يوم الأحد أن احتياطات مصر من العملات الأجنبية والذهب هبطت إلى 14.9 مليار دولار في نهاية حزيران/يونيو من 16 مليار دولار في أيار/مايو، و36 مليار دولار، عندما اندلعت الانتفاضة ضد نظام مبارك في مطلع يناير/كانون الثاني 2011.

في هذه الأثناء، واصل الإخوان المسلمون احتجاجهم على عزل الرئيس محمد مرسي بالتظاهر أمام مسجد رابعة العدوية وقرب مقر الحرس الجمهوري، حيث وقعت مواجهات، أسفرت عن سقوط قتلى، فيما يستمر مؤيدو عزل مرسي في التوافد على ميدان التحرير لتحشيد تظاهرات مضادة.

إنعاش مركزي
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن المحلل أنغوس بلير من معهد سنغيت للأبحاث الاقتصادية في القاهرة quot;إنه مفترق حرج، ولأن مصر تمر بمرحلة انتقالية جديدة، والاقتصاد لن يتحسن ما لم تُشكل حكومة جديدة، فليس من المستغرب أن يبحث البنك المركزي المصري عن مصادر دعمquot; للاقتصاد.

وكانت التطورات التي شهدها اليومان الأخيران سلّطت الضوء على صعوبة المهمة التي تواجه الرئيس المؤقت عدلي منصور، بعدما أجبره حزب النور السلفي، الذي انضم إلى مؤيدي عزل مرسي، على سحب قراره بتعيين منسق جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي رئيسًا للحكومة، وترشيحه بدلًا من لذلك لمنصب نائب رئيس الجمهورية.

وقال المتحدث باسم حزب النور نادر بكار إن البرادعي quot;ليس محايدًا سياسيًا، وليس (تكنوقراط)، وإذا اخترناه فلن نتمكن من إقناع جماهيرنا بأن ما حدث ليست حركة قام بها الجيش لعزل مرسي وتنصيب البرادعيquot;.

البرادعي شخصية خلافية
ما زاد العملية تعقيدًا إصرار مؤيدي البرادعي في حركة quot;تمردquot;، التي قادت الانتفاضة على تعيين البرادعي. وأفادت تقارير أن انقسامًا حدث في الجبهة المناوئة للرئيس المعزول بين الليبراليين واليساريين، الذين كانوا في طليعة انتفاضة 2011 ومؤيدي نظام مبارك، والذين انفتحت عليهم جبهة الإنقاذ الوطني، لكنهم يطالبون الآن بأدوار قيادية.

وقال اتش. أي. هلير الباحث المتخصص في الشؤون المصرية في معهد بروكنز إن الطريق إلى تعيين الطاقم الرئاسي طريق وعر، وإن quot;البرادعي شخصية خلافية، في حين أن ما تحتاجه مصر سياسيين يهدئون الوضع، ويوحدون الصف قدر الإمكانquot;.

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام مصرية عن مسؤول مصري إن العربية السعودية وافقت على منح مصر قرضًا قيمته 500 مليون دولار. وكانت قطر من أكبر الدول الداعمة للرئيس مرسي وحكومة الإخوان المسلمين، التي قدمت إليها مساعدات بلغت 8 مليارات دولار. ولا يُعرف ما إذا كان محافظ البنك المركزي المصري سيزور الدوحة ضمن جولته الخليجية.

اعداد عبد الاله مجيد .