باريس: يترقب الفرنسيون الاثنين لمعرفة ما اذا كان الرئيس فرنسوا هولاند نجح في رهانه عكس اتجاه معدل البطالة نحو الارتفاع بنهاية 2013، مع اعلان عدد المطالبين بوظيفة خلال شهر كانون الاول/ديسمبر الذي قد لا يسجل تراجعا بل quot;استقراراquot;.
واشار وزير العمل الفرنسي ميشال سابان الاحد الى quot;توجه نحو وضع (..) مستقر، وهذا امر مهمquot;.
وقال quot;ان 2013 كان عام معركة شنت بفعالية ضد تصاعد البطالةquot; لافتا الى ان ارتفاع البطالة تم كبحه وبطالة الشبان تتراجع quot;منذ ثمانية اشهرquot;.
واكد وزير الاقتصاد بيار موسكوفيسي صباح اليوم الاثنين ايضا انه سجل quot;في العام 2013 تباطوء ملحوظ جدا وبدأ عكس الخط البياني للبطالةquot;.
لكن رئيس نقابة quot;القوة العماليةquot; جان كلود مايي قال هازئا الاحد quot;انه رهان فاشل، يجب قول ذلك بكل وضوحquot;.
فالنمو بقي ضعيفا في فرنسا والاحصاءات المتعلقة بالعمل ظلت مخيبة للامال في الاشهر الاخيرة. وبعد تحسن سجل في تشرين الاول/اكتوبر، سجل 17800 عاطل عن العمل اضافي اواخر تشرين الثاني/نوفمبر. وفي ذلك التاريخ تم احصاء 3293 مليون عاطل عن العمل طلبوا الحصول على وظيفة ليقترب من العدد القياسي المسجل في ايلول/سبتمبر حيث بلغ 3295 مليونا.
الا ان هيئة ادارة ضمان العاطلين عن العمل (اونيديك) لا تتوقع حدوث معجزة على الامد المتوسط، بل تعول على شبه استقرار لمعدل البطالة في اواخر 2013. وفي العام 2014 وفي غياب انتعاش اقتصادي متين بشكل كاف يتوقع تسجيل 63200 طالب عمل اضافي.
ولخص الوضع اريك هيير من المرصد الفرنسي للاوضاع الاقتصادية وهي هيئة مستقلة، بقوله quot;ان الشركات تسجل عددا فائضا في الموظفين، والشريحة العاملة من السكان في ازدياد، والنمو ضعيف، لذلك فانه وضع يدل على ارتفاع للبطالةquot;.
كما سجل اكثر من 63 الف تعطيل في الشركات قد سجل في 2013 وهو مستوى سجل في اوج الازمة في 2009.
واضاف quot;حتى اذا تراجعت البطالة قليلاquot; بفضل quot;الوظائف المترافقة مع مساعدةquot; للشركات بحصولها على تحفيزات ضريبية، quot;لن نتمكن من القول ان هناك انعكاسا للاتجاه. لان ذلك لن يتم الا مع خلق وظائف في القطاع الخاصquot;.
وفي منتصف كانون الثاني/يناير اقر الرئيس فرنسوا هولاند بنفسه بكلمات مبطنة بفشله.
وقال quot;هل ارتكبت اخطاء؟ على الارجح. هل كان ذلك باعلان او وعد بعكس الخط البياني للبطالة؟ لكنني لو لم افعل ذلك لكان كثيرون سألوني +لكن ما لديك كهدف؟quot;.
الا انه تحفظ عن تكرار وعده وبات يطالب بان يحكم على ادائه quot;عند نهاية سنوات ولايته الخمسquot;.
ثم شرع رئيس الدولة الذي يراهن جزئيا على خفض البطالة كورقة لدعم رصيده الشعبي، في quot;مرحلة جديدةquot; واقترح quot;ميثاق مسؤوليةquot; على الشركات لكي توظف مقابل حوالى 30 مليار يورو من تخفيف للضرائب بحلول العام 2017.
واوضح الثلاثاء للنقابات وارباب العمل quot;ان كل شيء يتقرر الانquot; متحدثا حتى عن quot;خطوة انقاذ شعبيquot; مطالبا بquot;مشاركة الجميعquot;.
يبقى معرفة ما اذا كانت الشركات ستقوم بما طلب منها ومتى سيظهر تأثير ذلك على سوق العمل .
ونظرا الى ضعف النمو المتوقع ان يكون قريبا من 1% في 2014، يبدي خبراء الاقتصاد تحفظاتهم. وبحسب المؤسسة الوطنية للاحصاءات والدراسات الاقتصادية (اينسي) فان معدل البطالة الذي يبلغ حاليا 10,5% يتوقع ان يرتفع ليبلغ 10,6% في اواخر حزيران/يونيو (11% مع مقاطعات عبر البحار).
وشاءت الصدفة ان يستقبل رئيس الوزراء جان مارك آيرولت الاثنين ارباب العمل والنقابات للبحث في كيفية بدء تنفيذ ميثاق المسؤولية الذي باتت الحكومة تراهن عليه لعكس الاتجاه quot;بشكل مستديمquot;.
لكن الرأي العام ما زال مشككا على ما يبدو. فقد اشار استطلاع اخير للرأي لمؤسسة ايفوب الى ان 73 بالمئة من الفرنسيين لا يثقون بالشركات لتوفير وظائف مقابل خفض الضرائب.