حذر بنك إنجلترا المركزي من أن هبوط أسعار النفط يغذي التوترات الجيوسياسية، ويؤدي إلى تخلف شركات الغاز والنفط الصخري في الولايات المتحدة عن سداد ديونها، ويزعزع توقعات التضخم في منطقة اليورو.


لندن: يبقى تراجع سعر النفط شغل العالم الشاغل. ففي تقديرات نصف سنوية للمخاطر المالية العالمية، قال بنك إنجلترا إن قلق السوق من استمرار تباطؤ النمو والمخاطر السياسية تزايد على مدى الأشهر الستة الأخيرة، محذرًا من أن المستثمرين قد يتخلصون من الأصول عالية المخاطر. ونقلت رويترز عن تقرير بنك إنجلترا قوله إن هبوط أسعار النفط نحو 40 بالمئة منذ حزيران (يونيو) يعد أمرًا جيدًا للنمو، "لكنه قد يغذي مخاطر جيوسياسية معينة، إذا استمرت الأسعار منخفضة".

&التباطؤ قادم
وبحسب "الشرق الأوسط"، رفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة إلى 17 بالمائة الاثنين في محاولة لوقف انهيار الروبل بفعل تراجع أسعار النفط والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية. لكن بعدما صمد لفترة قصيرة إثر الفتح هوى الروبل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار واليورو.

وقد يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى تراجع توقعات التضخم المنخفضة بالفعل في أنحاء منطقة اليورو. وقال بنك إنجلترا: "هذا بدوره يؤدي إلى تباطؤ نمو الدخول الاسمية وزيادة أعباء الديون القائمة".
&
وقال البنك إن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض توقعات النمو في منطقة اليورو، التي تستقبل نصف صادرات بريطانيا، مشيرًا إلى أن شركات النفط والغاز تشكل 13 بالمئة من سوق السندات عالية المخاطر في الولايات المتحدة، "وقد يؤدي تخلفها عن سداد الديون إلى شح السيولة في تلك السوق، وعلى البنوك والشركات أن تدرك الضغوط المحتملة على السيولة في السوق، وأن قدرتها على بيع الأصول عند الضرورة ربما تكون وهمية".
&
إيران تخفّض
في مواجهة هذا التراجع المستمر في أسعار النفط، ومع تصميم أوبك على عدم التدخل بخفض سقف الإنتاج اليومي، تنضم إيران إلى العراق والكويت والسعودية في تقديم تخفيض على نفطها الخفيف، هو الأعلى منذ 14 عامًا، للمشترين في آسيا.

ففي كانون الثاني (يناير) المقبل، ستبيع إيران نفطها الخفيف إلى آسيا بتخفيض قدره 1.8 دولار على متوسط سعر نفط دبي/عمان، فيما ستوسع التخفيض على نفطها الثقيل إلى 3.51 دولار من 1.66 دولار لمبيعات شهر كانون الأول (ديسمبر)، وفق وكالة بلومبيرغ، نقلًا عن 4 مصادر في طهران يعملون في تسويق النفط في الشركة الوطنية الإيرانية.
&
يعد هذا التخفيض الإيراني على النفط الثقيل هو الأعلى منذ 6 سنوات. وكانت التخفيضات الإيرانية متوقعة بعدما قدمت العراق في الأسبوع الماضي تخفيضًا هو الأعلى منذ 11 عامًا على البصرة الخفيف، ولحقتها الكويت بخصومات كبيرة على نفطها لشهر كانون الثاني (يناير) المقبل هي الأعلى منذ 6 سنوات، لتشتد المنافسة بين دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على حصتها السوقية في آسيا.